المقالات

تسييس الحشد الشعبي جريمة بحق العراق

1981 01:36:29 2015-04-28

تأسست قوات الحشد الشعبي في العراق , بعد أن أصدر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيستاني فتواه الشهيرة بالجهاد الكفائي في 13 حزيران من العام الماضي. وذلك بعد ان انهيار القوات العراقية في العاشر من ذلك الشهر, وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدد من المدن العراقية وفي طليعتها مدينة الموصل.
أصدر المرجع تلك الفتوى بعد وصول عناصر التنظيم الى مشارف العاصمة بغداد, في وقت كانت فيه الحكومة العراقية السابقة التي يرأسها نوري المالكي في حالة من الصدمة والذهول التي افقدتها زمام المبادرة وخاصة بعد هروب قادة الجيش العراقي من ارض المعركة الى اقليم كردستان.
وقد لبّت الجماهير العراقية نداء المرجعية الدينية وسارعت للتطوع وحمل السلاح لمقاتلة الإرهابيين التكفيريين ,ودرء خطرهم عن العاصمة وعن المدن المقدسة. وأعقب تلك الفتوى , انضمام فصائل سياسية وأخرى عسكرية غير رسمية الى قوات الحشد الشعبي. وفي طليعة تلك الفصائل مجموعة عصائب أهل الحق التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي الذي انشق عن جيش المهدي الذي يتزعمه السيد مقتدى الصدر.

كما وان فيلق بدر الذي تحول في وقت سابق الى فصيل سياسي تحت مسمى منظمة بدر, استنفر اعضائه استجابة لنداء المرجعية وحمل السلاح لمقاتلة قوى الظلام والتكفير. وكذلك فعلت سرايا السلام التابعة للسيد مقتدى الصدر. والأمر ينطبق على المجلس الإسلامي الإعلى الذي يقوده السيد عمار الحكيم. فكانت تلك القوى نواة للحشد الشعبي. وقد ابلت قوات الحشد بلاءا حسنا بعد تشكيلها ونجحت في تطهير العديد من المناطق العراقي وبالتعاون مع قوات الجيش العراقي والشرطة الإتحادية, كمناطق جرف الصخر المحيطة ببغداد, وقرية إمرلي وأجزاء واسعة من محافظتي ديالى والأنبار, وأخيرا شاركت وبفاعلية في تحرير مدينة تكريت.

ومع تحقق هذه النجاحات بدأت بعض القوى السياسية السعي لتجيير قوات الحشد وانتصاراتها لصالح فريق سياسي معين, وحرص قادة عدد من فصائل الحشد على زيارة بعض المسؤولين وفي طليعتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي, فيما ارتفعت أصوات تدعو الى تسميته زعيما لقوى الحشد. ولعل أبرز تلك الفصائل هي منظمة بدر وعصائب الحق.

فأما الأولى فكانت حليفة للمالكي طوال سنوات ولايته الثانية وكانت من أشد الداعمين لبقائه في منصبه ,وقد حاول زعيمها هادي العامري تولي منصب وزير الداخلية في الحكومة الحالية الا انه لم ينجح في مساعيه. واما عصائب أهل الحق فقد ترعرت ونمت خلال ولاية المالكي الثانية, وهو الذي موّلها عسكريا وماديا ولا يخفي زعيمها الشيخ قيس الخزعلي دعمه للمالكي, اذ انضمت كتلة صادقون التي تمثل العصائب في البرلمان الى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي, وأما بدر فهي عضو في الإئتلاف منذ العام 2010.

لقد ووجهت تلك المحاولات بمعارضة شديدة من باقي فصائل الحشد التي ترفض تسييسها والحاقها بفصيل سياسي محدد. فالحشد مؤلف من عدة قوى كما اسلفنا, وان محاولة الحاق الحشد بالمالكي تعني تفككه وتفتيته, وهو أمر لن يسرّ سوى أعداء العراق من أرهابيين ومن قوى اقليمية معادية للعراق. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فإن قوى الحشد الشعبي تأسست كقوات عسكرية تدافع عن العراق وضمن المنظومة الأمنية والعسكريةالعراقية, ولذا فهي تخضع ووفقا للدستور للقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي.

ولذا فإن تعيين بعض الفصائل قائدا للحشد لها مخالف للدستور وانقلاب على الهدف الذي تشكل من أجله الحشد, الا وهو الدفاع عن العراق وليس الدخول في معترك السياسة وتحويل الحشد الشعبي الى فصيل سياسي. كما وأن القوى العسكرية في جميع دول العالم الديمقراطية , هي قوى محايدة لا دخل لها في السياسة ولاتتبع حزبا معينا او تيارا سياسيا, ومهمتها الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين. ولاشك بأن أعضاء منظمة بدر وقادتها يتذكرون الفتوى التي صدرت في ايران ايام المعارضة والتي تمنع الإنتماء السياسي للقوات الأمنية , حيث تم منع الجريدة السياسية من دخول معسكرات بدر في ايران حينها.

إن الوضع الحساس الذي يمر به العراق اليوم يستدعي تضافر الجهود وترك الخلافات السياسية جانبا والكف عن محاولة تجيير الحشد الشعبي وانجازاته لصالح طرف سياسي معين, في الوقت الذي يضم الحشد مختلف الفصائل التي لبّت نداء المرجعية الدينية ولم تلبي نداء السياسيين. فالعراق لن يتحرر من دنس الإرهابيين الا عبر تكاتف جهود حميع القوات العسكرية والأمنية العراقية وخضوعها للقائد العام للقوات المسلحة.

وأما محاولات تسييس الحشد الشعبي فهي جريمة بحق العراق وخدمة لقوى الإرهاب لإن مثل هذه المحاولات ستؤدي الى ادخاله في اتون صراع سياسي سينتهي بتفتيته او لاسمح الله باقتتال بين فصائله. فعلى السياسيين الذين يتحملون مسؤولية احتلال العراق لضعفهم وفشلهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك