ترتفع أصوات في العراق هذه الأيام تنتقد الأداء الحكومي, وتعيين بعض الأشخاص في مواقع المسؤولية, وتحمل مسؤولين حكوميين مسؤولية ما يحصل من وقائع مروعة في جبهات القتال مع تنظيم داعش الإرهابي. ولاشك ان نقد الحكومة والمسؤولين ظاهرة صحية في بلد ديمقراطي, ان كانت تنطلق من دافع الحرص على البلاد والحفاظ على ارواح المواطنين وتحسين الأداء الحكومي وابعاد العناصر غير الكفوءة أو ذات التاريخ المرتبط بحزب البعث المحظور.
واما ان كانت دوافع غير نزيهة تقف ورائها فلاشك بانها تهدف الى تخريب العملية السياسية الجارية في البلاد وتسقيط الحكومة العراقية في الوقت الذي تخوض فيه معركة شرسة ضد قوى الإرهاب. وقد كشفت بعض الإنتقادات التي وجهت الى الحكومة مؤخرا, عن وجود حملة اعلامية منظمة تستهدف النيل من الحكومة وشخص رئيسها الدكتور حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي, ومن الواضح ان من يقود هذه الحملة اعلاميون وسياسيون من اتباع القائد الفاشل نوري المالكي الذي دمر العراق خلال سنوات حكمه .
فقد قدم العراق على طبق من فضة لتنظيم داعش الإرهابي وأشاع الفساد والتخلف في البلاد ولم يحقق انجازا يشار له بالبنان سوى تربع العراق على عرش الفساد العالمي بعد أن أصبحت عوائد العراقي النفطية والبالغة 1000 مليار دولار أثرا من بعد عين. الا أن هذه الأصوات أحجمت ولازالت تحجم عن توجيه اي انتقاد له بالرغم من اعترافه بفشله وبالرغم عن مسؤوليته المباشرة عما حصل في العراق من مآسي.
إنهم سياسيون واعلاميون لاهم لهم اليوم سوى عودة القائد الضرورة الفاشل نوري المالكي الى سدة الحكم مرة أخرى ليعيث في العراق فسادا ودمارا. فماكينة المالكي الإعلامية عادت تنشط مرة اخرى بفضل الأموال التي نُهِبت من خزينة الدول في عهده, والتي سلمها خاوية لخلفة الدكتور حيدر العبادي.
أقلام وألسن خرست دهرا عن إنتقاد القائد الفاشل الذي تربع على عرش حكم بلاد الرافدين لمدة ثمانية عام, اخفق خلالها في بناء عراق قوي ولم ينجح الا في تسخير مؤسسات الدولة لتعزيز سلطانه, الذي أسقطه وبكلمة واحدة رجل كبير لا سلطة له, آثر ترك بهارج هذه الدنيا الفانية متفرغا لعبادة الله في بيت متواضع بجوار جده أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام.
سقط ثلث العراق في عهده, وارتكب داعش من الجرائم ما قل نظيرها في التاريخ , غير أن تلك الأقلام والألسن لم تطالب باستقالته, بل انها لم تطالب حتى باستجوابه حول تلك النكسة التي ارجعت العراق سنين الى الوراء. وقعت مجزرة سبايكر وسبيت النساء وبعن في سوق النخاسة وسقطت مدن بيد الإرهابيين, ولم ينبس أحدهم ببنت شفة محملا نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية حينها مسؤولية ماحصل, بل انهم دافعوا عنه دفاعا مستميتا متهمين الآخرين بالخيانة!
واليوم وبعد أن نجح العراق بجميع قواته من جيش وشرطة وحشد وبيشمركة وبمساعدة من قوات التحالف الدولي, في تحرير مدينة تكريت ونواحي اخرى من العراق, صب هؤلاء جام حقدهم على الدكتور العبادي الذي لم يدعي انه صاحب النصر كما كان يفعل القائد الضرورة الذي يصادر جميع المنجزات لصالحه.
أطلقوا عليه صفة الإنبطاحي! ولعمري لاأدري من هو الإنبطاحي؟ هل من يستعيد المدن من قبضة داعش يستحق لقب الإنبطاحي أم من سلمها لتنظيم داعش؟ وهل من تولى منصبه مدعوما من القوى الوطنية يدعى انبطاحي, ام من قدم تنازلات عبر اتفاقية اربيل من اجل الجلوس على الكرسي؟
واما نزاهة العبادي يشهد لها القاصي والداني , ولذا فلم يجدوا مثلبة عليه فبدأوا باستهداف الدائرة المحيطة به, فكانت زوبعة رافد الجبوري. أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لأن شخصا كان يوما بعثيا , وتولى منصب الناطق باسم الحكومة لبضعة شهور, الا انهم عميت اعينهم عن قاسم عطا الناطق السابق باسم القائد العام للقوات المسلحة ولمدة 8 أعوام. وهو بعثي لا يخجل من الاعتراف بذلك كما صرح لي وبعظمة لسانه عند لقائي به في بغداد عام 2005.
واما البعثي مؤيد اللامي فلازال يتربع على عرش الصحافة العراقية وهو الذي كان طبالا يصفق ليد صدام التي اعدمت الشهيدين الصدرين كاتبا مقالته الشهيرة مخاطبا ولي نعمته صدام قائلا"اصبع من جفك يسوه امريكا ومابيهه". تحملوا بقاء هؤلاء البعثيين في مناصبهم لسنوات لأنهم يركبون معهم في مركب واحد ألا وهي سفينة القائدة الضرورة الفاشل المليئة بالمسروقات من خيرات العراق.
إنهم يسقطون اليوم رئيس الحكومة خدمة لداعش وفي الوقت الذي يحقق فيه العراق انتصارات على هذا التنظيم الارهابي المدعوم محليا واقليميا ودوليا. فهم لاهم لهم سوى امتيازاتهم ومناصبهم وليذهب العراق الى الجحيم. بل وصل بهؤلاء الأمر الى ان يتحولوا الى أبواق لتنظيم داعش الإرهابي من حيث يشعرون او لا يشعرون. فقد شنوا حملة اعلامية خلال الإيام القليلة الماضية مطالبين باستقالة وزير الدفاع بل وحتى اسقاط الحكومة واما الذريعة فهي كذبة اخترعوها وأسموها مذبحة الثرثار وادعوا ان 140 عسكريا ذهب ضحية لها على يد تنظيم داعش.
1700 شهيد في سبايكر لم تهز ضمائرهم الميتة فيطالبوا باستقالة المالكي أو باقالة قاسم عطا او مؤيد اللامي لكنهم اليوم يذرفون دموع التماسيح على مجزرة لم تحصل الا في عقولهم المريضة. فتحولوا الى أعوان لتنظيم داعش يبثون الرعب والإحباط بين صفوف العراقيين بدلا من رص الصفوف والوقوف خلف الحكومة التي تخوض معركة لإصلاح ما افسده القائد الضرورة.
إنهم المنافقون من دواعش الشيعة الذين يقودهم نوري المالكي الذي يستميت من اجل العودة الى منصبه مستغلا ثروات العراق التي نهبها والتي ينفقها اليوم على مرتزقته. إن الحكومة العراقية مطالبة بالرد على دواعش الشيعة وايقافهم عند حدهم فقد تمادوا كثيرا. والرد يكون بضرب رأس الأفعى نوري المالكي وعبر فتح ملفات فساده وتقديمه للمحاكمة, وبغير ذلك فإن العراق مقبل على مستقبل مجهول.
https://telegram.me/buratha