المقالات

قادمون يا بغداد بحصان طروادة!

1655 2015-04-23

تستخدم الخدع في الحروب، عندما يكون الخصم قوي، للإطاحة به، كما يستخدم في الحرب الشائعات أيضا، ويستخدم الاثنين معا كسلاح، ربما صداها أقوى من صوت الرصاص، وتطلق متى ما توفرت الفرصة، والظروف الملائمة لتنفيذها، وهذا ما فعل، في أسطورة حصان طروادة، وقصتها الشهيرة.
قبل أكثر عام، رفعت شعارات في ساحات الذل والإرهاب "قادمون يا بغداد"، واستمرت تلك الهتافات، حتى تبلورت وأصبحت، رائحة الطائفية النتنة، تزكم أنوف الشرفاء من أبناء البلد.

"تروي الأسطورة أن حصار الإغريق لطروادة دام عشر سنوات، فابتدع الإغريق حيلة جديدة، حصاناً خشبياً ضخماً أجوفا بناه إبيوس وملئ بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام. وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا، حتى أن هيلين وديفوبوس فحصا الحصان فأمر الملك بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير.
احتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا، وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة في الليل، كان السكان في حالة سكر، ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد".
بعد أكثر من سنة، تحققت شعارات قادمون يا بغداد، لكن بطريقة تداعب المشاعر الإنسانية، كنازحين تاركين أموالهم وبيوتهم، ليلجئوا الى بغداد السلام، بغداد الكاظمين عليهما السلام.

هذه الأيام، يدخل بغداد آلاف النازحين، بعد مضي أشهر عديدة من استيلاء عصابات "داعش" على ثلث الأراضي العراقية، في منتصف العام الماضي، حيث نزح جراء ذلك اغلب العوائل من الموصل وصلاح الدين، وبعض المدن، لكن أولائك النازحين من الوان قد استهدفت مسبقا وبعض الأقليات، وأبقيت العوائل الموالية لهم دون المساس بهم.

دخول النازحين لبغداد، تحت مظلة النزوح، هنا غموض بالأمر وأسئلة تدور بالخاطر، أين كانوا وقت دخول "داعش" في حزيران؟ كما نزحت العوائل في المحافظات الأخرى لمناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، لماذا بهذا الوقت والتوقيت، وبهذه الكثافة؟ جاء توقيتهم في شهر رجب، الذي فيه من اكبر المناسبات الدينية لدى الشيعة، فهل هذه المناسبة ستكون ساعة الصفر؟، فهناك مخاوف أن العوائل النازحة هم حصان طروادة!

على الحكومة أن تأخذ، أقصى درجات الحيطة والحذر، من تفاعل الخلايا النائمة، من البعثيين، ومنافقين خلق الذي هم في قلب بغداد، بالتعاون مع دواعش السياسة، و حصان طروادة لتنفيذ شعاراتهم السابقة "قادمون يا بغداد".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك