( بقلم : عماد الطرفي )
قبل أسابيع ذهبت لزيارة صديقي العائد من العراق ،وهو من مدينتي،وكعادة باقي العراقيين ،كان سؤالي الاول عن الامن وعن أحوال الناس وظروفهم المعيشية،فضحك طويلا وأجابني:سأضرب لك مثلا عن الامن والقائمين عليه،قلت تفضل،قال:يعلم الله أني أقول لك الحقيقة ويجب أن تصدقني،فسرد لي مايشبه الخيال،حين قال أنه يخرج في الخامسة صباحا للحصول على قالب من الثلج،ويرجع في الثانية من بعد الظهر بخفي حنين،والسبب رجال الشرطة والامن ،الذين أوكلت اليهم مهمة حفظ الامن ورعاية حقوق الناس.
يقول صاحبي كلما أنتظم الناس في خط لاستلام الثلج، تأتي سيارة الشرطة او الامن او السيارة التابعة للمسؤول الفلاني ويفزعون المنتظمين بأسلحتهم،ويأخذون الثلج ويذهبون،وأضاف بلهجتنا العراقية:وياريت يستاهلون،قلت له ماذا تقصد بهذا،قال كلما تحدث مشكلة في مكان عام اومناسبةعامة ،فأن أول من يتبخر من المكان هم رجال الامن،فجادلته ساعة وقلت :يارجل تحدث بكلام يقبله العقل،وأضاف أشياء أخرى جعلتني أغادره وأنا مبتئس مما قال،فتبعني الى الى الباب وقال: يا صاحبي ستثبت لك الايام صدق مارويته لك.
وفعلا أثبتت لي الايام أن ماقاله وللاسف صحيح،حيث شاهدت مابثته قناة الفرات من صور تلفزيونية عن ما حدث في كربلاء،شاهدت جماعات من الارهابيين الصغار ،منهم من يحرق ومنهم من يدمر ومنهم من يحمل البنادق،وشاهدت من يعتدي على حراس الصحن الحسيني والعباسي المشرفين ،للدخول عنوة الى الداخل.سئلت نفسي :أين هؤلاء الاحد عشر الفا المكلفين بحماية الاضرحة والزوار؟،لم أشاهد أحد في البث الذي رأيته،لم أشاهد من يحمي الناس من هؤلاء القتلة الصغار في أعمارهم،قلت عجبا ،أين هؤلاء الذين نراهم وهم يعتمرون البدلات المرقطة وهم يتفحصون وجوه المار بالقرب منهم،وكأن واحدهم هرقل في زمانه؟من يراهم يشعر بالامان!ولكن أنكشفوا أمس وبان جبنهم،لقد فروا من حفنة من المتسولين الصغار الذين كان سلاحهم الاحجار في باديء الامر ،ولولا لطف الله وستره وحمايته، والابطال المكلفين بحراسة الحرمين لكنا اليوم بسامراء ثانية، والادهى من ذلك تصريحات بعض المسؤولين بعد خراب مالطا(الامثال تضرب ولا تقاس)، يقولون أننا نعلم بهم وهم يخططون لمثل هذه الاعمال منذ أيام! قلت أخرسوا يا كذابة يا جبناء ،فلماذا لم تتخذوا ما يلزم؟أم أنها أكاذيبكم التي ملأت الارض والسماء!،ثم صرح الآخر وهو الكذاب الاكبر حين قال أن دولا شاركت في هذا العمل،فلماذا لم تقل من هذه الدول أذا كنت متأكدا؟يا كذاب،وخرج ثالث بنظرية أخرى،وأقسم بالله أنهم كلهم كذبة،ولولا وصول دولة رئيس الوزراء العراقي ووزير الدفاع وقوات الجيش لاصبحت اليوم كربلاء في خبر كان.
قال وزير الدفاع أننا مكلفين بحماية الزوار القادمين من بغداد وأماكن أخرى،وأخر شيء كنا نتصوره هو حصول الخرق من داخل كربلاء،كلام جميل ومعقول، أضاف أنها ليست الزيارة الشعبانية الاولى ليحدث ماحدث،ثم صرح بعد ذلك من يحاول وصل الاكاذيب واحدة بالاخرى ليبقى في منصبه،ولتحترق كربلاء بمن فيها وليحترق العراق.كلنا شاهد الهيئة التي ظهر بها دولة رئيس الوزراء ،هيئته كمن لبس على عجل ،وقسمات وجهه رسم عليها الحزن والغضب ،كيف لا وقد شاهد النار تعلو بجانب ضريح سيد الشهداء وأخيه ألعباس عليهما صلوات الله،ربما تذكر ساعتها ماترويه كتب التاريخ ،عندما قال لعينهم: أحرقوا بيوت الظالمين.فلماذا هذه النيران والدمار ،بجانب سيد الشهداء؟
ما حدث في كربلاء يمكن تفسيره بما يلي:-بعد الاطلاع على شهادة بعض الاخوة ممن حضروا الواقعة ومن خلال الوصلات التلفزيونية التي بثتها بعض القنوات العراقية ،نتبين أن المهاجمين في بداية الامر هم الباعة المتجولين والمتسولين الصغار،الذين تم التغرير بهم من قبل عصابات البعث المتواجده في كربلاء ومن يدعمهم،من أعضاء مجلس محافظة كربلاء،فأن نجحت هذه المرحلة الاولى من العملية واحدثت بعض الخلل،بدؤا المرحلة الثانية وهي بث الفتنة بين الناس وأن هناك معركة بين مؤيدي هذا التيار او ذاك،مسغلين بذلك الهجمات الارهابية على كوادر المجلس الاعلى العراقي ومكاتبه،وبعده ومن خلال نجاح المرحلة الثانية ،تكون المرحلة الاخيرة وهي ظهور عصابة البعث على الساحة ومن والاهم ،وقناصيهم(أحد الشهود قال أنهم محترفون لايخطئون هدفهم) المتواجدين على أسطح البنايات المطلة على ساحة الحرمين، لقتل الزوار وحرق الفنادق لشد الانتباه وترويع الناس، ثم من بعدها الدخول الى الحرمين المطهرين.والذي أنجح عمليتهم القذره هو هروب ن....ء الشرطه.
وعليه نطالب حكومتنا المنتخبة ،وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء أنزال أقصى العقوبات على هؤلاء الشرطة الجبناء،وأن قرار الطرد غير كافي ،ولا مبريء للذمة،وأن ماحدث في كربلاء المقدسة ،سيتكرر في كل مناسباتنا الدينية وفي كل مدننا المقدسة.رحم الله شهدائنا خاصة أفراد حماية الحرمين الرجال الرجال،والعار كل العار لفلول البعث وأحفاد اللامتوكل اللقطاء.
https://telegram.me/buratha