المقالات

السيد محمد باقر الحكيم قربان الحرية

2359 2015-04-21

كان النظام السابق مستعدا لبذل اقصى الاثمان واعلاها من اجل الوصول الى القضاء على بعض معارضيه في الخارج وكان السيد محمد باقر الحكيم على راس هذه القائمة وكانت اجهزة النظام القمعية تعمل بشكل مستمر على اختراق جميع المؤسسات والتنظيمات التابعة للسيد الحكيم وارسال المعلومات الى الداخل من اجل القضاء على اتباعه في الداخل .

وقد جند النظام كثيرا من الاشخاص للقيام بهذه المهمة الخطيرة وقد وقعت في تلك السنوات العجاف الكثير من حالات الاختراق من قبل اشخاص اما لهم ارتباط بالعمل السياسي او مرتبطين بالحوزة العلمية .

وبرع النظام السابق في تجنيد رجال باعوا انفسهم للشيطان من اجل القيام بهذه المهمة حتى كان البعض من هؤلاء معتقلون في وقت سابق لاسباب سياسية تم تشخيص ضعف انفسهم امام البقاء فجندوهم من اجل اغراضهم الامنية الدنيئة . واهل الجنوب يتذكرون بعض الاشخاص الذين خرجوا من البلد بحجة قانونية ثم اختفت اخبارهم ثم عادوا من جديد دون ان يعلم احد السبب حتى عاد ابطال من المعارضة ليذكروا التفاصيل التي تحل ذلك اللغز المحير ...

وكان السيد الحكيم اكثر الناس تعرضا لمثل هذه المحاولات لان النظام السابق يعلم انه سيكون خصما للنظام في كل منازلة ولذلك ساومه على اقربائه الذين اعدموا منتصف الثمانينات حتى يعود الى رشده وموقف السيد كان رساليا وتاريخيا .

وعندما عاد السيد الى العراق لم يكن متوقعا ذلك لترحيب الكبير الذي حظي به خصوصا بعد تلك المعارك التي جرت على اطراف البصرة وكان الاستقبال كبيرا جدا حتى ان السيد لم يملك مشاعره عندما راى هذا الاستقبال الغريب والذي وصل الامر ان الناس خرجت الى الحدود العراقية الايرانية وجاءت مع السيد الى مقر سكناه .

وما كان متوقعا ان تكون نهاية حياة هذا الرجل صاحب التاريخ العظيم بهذه الطريقة الجديدة على الشعب العراقي من جهة حجم الحادث وما استخدم فيه من مادة للتفجير كما ان الفترة التي قضاها في العراق كانت قد بددت الكثير من المخاوف التي كانت تشغل بال عدد من الشعب العراقي بسبب الاعلام الموجه ضده وضد نشاطه في الخارج وكانت هذه المدة كافية ليحظى السيد بمكانة كبيرة جدا في قلوب الشعب العراقي .

واظن شخصيا ان الشعب العراقي قد فرط بهذه الشخصية المتوازنة والتي ابهرت الجميع خلال فترة وجيزة جدا وكان فقدانه قربانا دفعه الشعب العراقي من اجل الحرية الا ان ليس كل قربان يمكن تداركه واظن ان شخصية كشخصية السيد محمد باقر الحكيم لن يكون لها بديل على مستوى القرن القادم على اقل تقدير وهذا يعني ان القربان كان كبيرا والمهم ان يفهم الشعب العراقي ان حريته كانت باهضة الثمن وعليه ان يستعيد توازنه وحقوقه التي كان ينادي بها السيد الحكيم دائما وقد دفع حياته ثمنا لتلك المطالبات فكان قربانا مقدسا وعلينا ان نحافظ على تلك القداسة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك