بقلم: فلاح الراشد
في المواجهة الأولى ولقدم الأسلحة الخفيفة التي بحوزتهم وقلة العتاد وعدم توجه قيادة عمليات كربلاء والشرطة والحكومة المحلية لإغاثة المسؤولين في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، قام فوج حماية العتبات بالإنسحاب إلى داخل الصحن وكانوا وبكل رباطة جأش وشكيمة وصبر وأناة وتحدي يواجهون كثافة النيران التي كانت تترى عليهم من كل حدب وصوب ومن كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة ومما زاد الطين بلة وابل الرصاص الذي كان ينطلق من القناصين الذين تمركزوا في البنايات العالية المحيطة بالعتبتين وكانت تلتقط كل منتسب يتواجد خارج العتبة.
وبقي الفوج وحراسات العتبة يدافع بالعصي وما تبقى عندهم من أسلحة متواضعة ذلك الدفاع المستميت عن حرمة العتبة المطهرة ويستغيث بالقوى الأمنية ولا من مغيث، طلب الاسناد من الشرطة المحلية وقيادة العمليات الا انها لم تستجب وبقوا الأبطال يقاومون بالاسلحة المتوفرة لديهم وعلى اثر ذلك قام السيد رئيس الوزراء الذي حضر الى كربلاء باقالة اللواء صالح المالكي من منصبه بسبب خذلان وانسحاب القوات التابعة لقيادة العمليات في كربلاء والتي كانت تحت إمرته من موقع الاشتباكات، واصدر السيد رئيس الوزراء أمرا بعدم تدخل الشرطة لكون غالبية منتسبيها ملوثة بالتيار الصدري وأنها أثبتت في غير مرة أنها غير قادرة على حسم الموقف وأصدر أوامره بعزل 1500 شرطي منهم، وامر بتدخل قوات من الجيش العراقي للمدينة لبسط الامن فيها.
وحسب زعم محافظ كربلاء أنه كان يرفع التقارير إلى قائد عمليات كربلاء الخائن صالح المالكي مطالبا منه تجهيز المركز بقوات اضافية لاحتواء الموقف المتشنج قبيل واثناء الأزمة إلا أن المومى إليه كان يخبر القيادة في بغداد أن الموقف جيد ومسيطر عليه وعندما كانت تأتي الإمدادات كان المتخاذل صالح يرجعها من حيث أتت.وفي هذا المضمار كشفت وثيقة سرية اطلع عليها رئيس الوزرا ء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي عن تورط قائد العمليات في كربلاء في الاحداث الاخيرة من خلال الكشف عن وثيقة رسمية صادرة من قيادة شرطة كربلاء المقدسة الى فوج حماية الحرمين المطهرين (الرابع) وباقي تشكيلات وزارة الداخلية في المحافظة تؤكد بان القيادة كانت قد عممت في تاريخ (22/8/2007) (قبل 5أيام من الزيارة) كتابا سريا يؤكد بان مجاميع (تدّعي)أنها من(جيش المهدي) - على حد تعبير نص الكتاب الرسمي - تروم الى الاستيلاء على المدينة وإسقاط الأجهزة الأمنية وذلك في زيارة النصف من شعبان!!! ومع هذا لم يحصل أي دعم لفوج الحرمين ولم تقم قيادة الشرطة بإرسال أي قوة إضافية إلى المنطقة المحيطة بالعتبات المقدسة، بل لم تزود فوج حماية الحرمين المتواجد في تلك المنطقة بالسلاح الكافي رغم مطالبته بذلك ولم ترسل أي تعزيزات ساندة له وتركته يلاقي مصيره المرسوم له.لا أدري لماذا هذا الحقد الدفين على العتبات المقدسة في كربلاء هل لسنة غيروها أم لشريعة ابتدعوها، أف لكل من شارك وتواطأ في خذلان العتبتين وجعل من نفسه أداة طيعة لمخططات علماء السوء في السعودية والأنظمة الديكتاتورية في دول الجوار العربي الذي ما انفتأ إلا ويحوك المؤامرات تلو المؤامرات لتدمير البنى التحتية لمناطق الوسط والجنوب وتدنيس المقدسات واسقاط الحكومة المنتخبة، أف لقيادة العمليات ومجلس المحافظة والشرطة ومحافظ كربلاء الذين خذلوا الحسين عليه السلام .
هل أن الأمينين العامين للعتبتين المقدستين بئس المسؤولين بينكم، أليس في عهدهما شهدت العتبات المقدسة طفرة نوعية في كافة المجالات الثقافية والعمرانية والخدمية وهي غير خافية على أحد ويشهد لها القريب والبعيد والقاصي والداني، أتريدون أن تستبدلوا الذي هو خير بالذي هو شر والذي هو أعلى بالذي هو أدنى، أن تستبدلوا الإعمار الذي تشهده العتبات بالخراب الذي كان يلفها طيلة الأزمنة الغابرة، أف لكم وما تريدون.
إن في جعبتكم نوايا خبيثة ومخططات رهيبة وأجندات تدمي القلوب لو اطلع الناس عليها لولّوا منكم فرارا، والله ثم والله لو أن نياتكم كانت صادقة وهدفكم كان مقدسا في الأخذ بيد العتبات نحو الأحسن لقدما مسؤولي العتبات وممثلي المراجع تلك الأماكن إليكم على طبق من ذهب!!! ولكن خبثت النوايا وانكشفت الأسارير يوم تخاذلتم وتفرجتم على جريمة قصف العتبتين المقدستين ولم تراعوا فيهما إلا ولا ذمة، واعدتم بذلك أمجاد اسلافكم في الحقد الأموي والعباسي والصدامي، بئسما خلفتم اسلافكم.
الفرق الوحيد الذي يميزكم عنهم أنكم ومع بالغ الأسف محسوبين على أتباع أهل البيت، وأهل البيت بريئون منكم ومن أعمالكم الشنيعة، إن تبقّى في وجوهكم الكالحة ذرة من الحياء فلتقدموا استقالاتكم وتستغفروا ربكم قبل أن ينزل عليكم الخزي والعذاب الأليم في الدنيا قبل الآخرة، هذا هو جزاء كل من ناصب العداء لأهل بيت النبوة وعلى رأسهم الإمام الحسين عليه السلام، والعبرة لمن اعتبر في التاريخ القديم والحديث.
https://telegram.me/buratha