بقلم : ابو حسنين المنذري
هنالك مقولة يقولها رجال الشرطة او رجال التحقيق في الاجرام انه لا يوجد جريمة كاملة وهذا يعني انه لابد من العثور على دليل يكشف عن المجرم واكتشاف الدليل يتم بعدة طرق منها عقلية ، مختبرية ،مادية او هذيان المجرم بعد ارتكابه الجريمة ، المهم ان هنالك هفوة يرتكبها المجرم اضافة الى جريمته هو ترك دليل على جرمه ، وفي بعض الاحيان لا يترك اي اثر بعده ولكنه يتصرف تصرفات مشبوهة وشاذة تؤدي الى كشفه .
الجريمة تتكون من ضحية ومكان الجريمة واداة الجريمة والمجرم بالاضافة الى توابعها الفرعية من زمان الجريمة والدوافع وما الى ذلك وبعد دراسة مكونات الجريمة من ضحية ومكان واداة نصل الى المجرم ولو بعد حين .
في كربلاء الضحية هم زائري الحسين عليه السلام من نساء واطفال وهذا يعني انهم قتلوا غيلة وغدرا ومكان الجريمة هو ارض كربلاء المقدسة وكل هذا واضح لدى القاصي والداني ولكن ادوات المجرم التي ارتكب بها الجريمة ما هي ؟ هي الاتي : البنادق القناصة ، الكلاشنكوف ، القاذفات ، العصي ، عبوات الوقود ، الحجارة ، اضافة الى الكلمات البذيئة التي اطلقها المجرم.
من هذه الادوات مجتمعة لا يملك حراس المرقدين الشريفين الا البندقية الكلاشنكوف ومعها عدد من الاطلاقات لا تتجاوز اصابع اليد ، اما الادوات البقية فعقلا لا يمكن استخدامها من قبل الحراس وذلك لان القاذفات كانت موجهة الى الحرم الحسيني الشريف والحجارة موجهة الى نقاط التفتيش القريبة من سور الروضتين واما عبوات الوقود فقد استخدمت لحرق مقرات الحراسة ( الكرفانات ) وسيارات الشرطة وهذا لا يمكن ان يستخدمها الحراس لحرق مقراتهم ، والعصي فان حراس الروضة الحسينية لم يشتبكوا مع المجرمين باستثناء ما حصل بين الحراس وبعض المجرمين الذين حاولوا كسر باب الشهداء للصحن الحسيني الشريف مما استدعاهم باستخدام عصي خشبية لمنعهم والقاء القبض عليهم وفعلا تم ذلك حيث القي القبض على بضعة مجرمين اقتادوهم الى داخل الصحن ،واما القناصات فلم يثبت سقوط ولا مجرم واحد بطلقة قناص والضحايا الذين سقطوا بسلاح القناص كانوا متواجدين عند باب الصحن او في الصحن وهذا يستبعد استخدام الحرس للقناصة .
من هذا كله لنتابع من له الامكانية على امتلاك واستخدام مثل هكذا ادوات ، القاذفات والقناصات تمتلكها العصابات الاجرامية الارهابية وقوات الشرطة والجيش وبما ان شرطة وجيش كربلاء من المتخاذلين الذين لم يتواجدوا اصلا من مساء الاثنين 13 شعبان لحين انتهاء الاشتباكات اذن بقي لدينا العصابات الارهابية الاجرامية هي التي استخدمت هذه الاسلحة وهذه العصابات معروفة لدى الشارع العراقي ولا تقبل الجدل هويتهم ، اما الحجارة وعبوات الوقود فلا يمكن معرفة هوية المجرم من خلالها ، بقي لدينا العصي التي استخدمت لتهشيم سيارات الشرطة وقذفها على الحراس هي من النوع التي يتكأ عليها المريض المصاب برجله حيث بدايتها معكوفة لتساعد المريض على امساكها ( العوجية ) .
قد تثار الشبهات حول التيار الصدري ولكن هذا امر ايضا من الممكن استبعاده عنهم لانهم ايضا من موالي الحسين (ع) . صحيح هنالك من اشار باصابع الاتهام الى التيار الصدري ولكن ما هي ردود افعال التيار الصدري بعد الاحداث ؟!
اولا :اعلان السيد مقتدى الصدر تجميد نشاطات جيش المهدي ومكاتب التيار لمدة ستة اشهر على خلفية الاحداث التي جرت في كربلاء
ثانيا: قيام التيار الصدري بقتل بعض اعضاء المجلس الاعلى وحرق عدد من مكاتب المجلس في بعض محافظات العراق
ثالثا: القاء القبض على بعض قيادي التيار الصدري في كربلاء
الى الان لا اتهم احد ولكن القاريء والايام والحسين (ع) سيكشف من هو الفاعل
https://telegram.me/buratha