عصفت بنا ليلة امس رياح حزن عاتية لما حصل في كربلائنا الغالية ، فقابيل اعاد الكرة وغدر بأخيه هابيل الا انه هذه المرة قد استكبر حد اختياره اقدس الليالي الربانية والتي اختارها الله لتكون مولداً لمنقذ البشرية من جور الظالمين والطغاة ، الامام الواجب الطاعة المنتظر المهدي عجل الله فرجه الشريف ، لقد قاد كبرياء قابيل الفارغ الى اعلان تمرد وأستياء ضد الجميع ولاتفه الاسباب ولم يبالي بجرح قلب امامه الغائب ولا لاخوته دامي القلوب من ويلات الزمان ولا لقدسية المكان ولا لامام كسير الضلوع مقطوع الوتين ولا لاي مبدأ وحرمة .
خرجت ليلة امس بعد ان ثار فضولي كلام الاهل عن مظاهر الاحتفال في الشوارع ولم اتوغل في المسير الا لمسافة قريبة من منزلي ولارى مظاهر التزيين في كل مكان والشباب والشيوخ والنساء الفرحة بالمناسبة وكانت برفقتي قريبة جاءت لتوها من كربلاء وبين خطوة واخرى أسالها كيف تركت كربلاء وتؤكد لي انها تركتها على ما يرام وانها حزينة لانها لم تكمل مراسيم الزيارة ليطمئن قلبي قليلاً ويشغله عن التفكير بكربلاء مصافحة المواليات وتبادل التهاني وتناول الحلوى التي اكثرت من اكلها علها تزيل مرارة الاحداث ومصائب بلدي التي طبعت على قلبي حزناً سرمدياً صارعته ليلة امس بالابتسامة القلقة والفرحة المؤقتة ، رفعت عيني عن مظاهر الفرح في الارض لابحث في كبد السماء عن بدر من اجمل بدران الاشهر ففي كل عام اطيل الكلام مع هذا البدر الوحيد لاسأله متى ينزل الى ارضنا وينيرها ويرفع هامة مذهبنا الجريح وبعد ان امليت عيني من هذا البدر الذي انتظره من عام لاخر امتثلت لغليلان قلبي المستعر اثر خبر اعمال شغب في كربلاء اجمع كل من حولي انه أمر بسيط ورجعت لمنزلي مسرعة لمتابعة الاخبار .
وما ان تابعت الاخبار حتى احسست بالمصيبة فمن خبر لاخر تصاعدت حجم الكارثة فمن اعمال شغب الى 30 شهيد الى احتراق فنادق الى قصف المنطقة الزينبية بالقذائف في تلبية من قابيل لامر ابليس الانس أبن جبرين ومن حذا حذوه ووصولاً لخبر اصابة برج الساعة والمنارة والطارمة لحرم سيدي ومولاي لم استطع الاستمرار فلقد خشيت ان ياتي الصباح بخبر قباب اخرى !!! وضعت راسي على وسادتي واغمضت عيني رغم جريان دمعها تاركةً لخيالي حرية ان يسبح بأفكاره بعيداً عن سجن الجسد . رادوتني فكرة ان شمس الغد ستشرق لتبحث اشعتها عن قبة الحسين والعباس عليهما السلام وربما لن تجدها وان حصل فماذا سافعل ساغضب واحزن وابكي ثم ماذا ؟ سألت الروح ؟ فتأملت قليلاً قبل ان اجيب ثم قلت باني ساعتصم عن الكلام للابد ان حدث هذا الامر وعن الطعام وسأبكي ليل نهار فسأل العقل هذا فقط ؟!! فخجل الضمير من سؤاله وقرر في لحظة الهروب الى كربلاء وفي منتصف الليل وجدت نفسي واقفة امام باب المنزل ولاسمع من يطلب مني التمهل !! كان ذاك قلبي الذي نسيته خلال هذه الليلة الطويلة واستغربت انه لم يشارك عقلي وضميري ومقلتاي مأتماً نصبناه تلك الليلة ولم يمهلني ان أساله فلقد أكمل قائلاً ماذا بك ؟ أتهربين ؟ أنسيتي يا من تحتبسني ضلوعك باني هربت منكِ قبل فترة الى كربلاء وشكوتني للناس في مقالة حينها !! ألم تخبري الناس الى أين توجهت ؟ الم يعرف الجميع كما عرفتي باني قصدت أبا الفضل العباس في طلبة ان يذود عن اخيه الحسين عليه السلام بعد ان لم اجد كفيلاً كشخصه عليه السلام ، أرجعي يا بغداد واطمئني أنه ابو الفضل العباس وهل ارجعني واياكِ سابقاً في طلبة ؟!.
بعد ان انهى حواره رجعت وقد حان موعد الصلاة وبعد ادائها مطمئنة بعد هذا الحوار وتوجهت لتصفح الاخبار سائلة الباري ان يأخذ البصر والروح قبل ان يطلعا على خبر هدم قباب النور لمظلوم ذبيح يحتضن ابنه الذبيح واخيه ساقي عطاشى كربلاء وشيعة أمير المؤمنين غير ان ابا الفضل العباس قد وافى لقلبي طلبته وان كان يهون علي قليلاً الا ان الحدث اثر في نفوسنا كثيرا دماء ابناء الجيش العراقي والزوار واحراق فنادق وترويع والمؤلم قصد المنطقة الزينبية بقذائف الهاون وكأني بالحسين عليه السلام يرفع راسه ليطمئن على عياله في الخيام اه يا سيدي كيف اعتذر منك ها هم يحرقون الخيام ثانيةً وها هم ايتامك في بيداء الخوف والالم ها هم ذاتهم من راسلوك وانكروا حقك بعدها ها هم يلهجون بأسمك ويهتكون حرمك سيدي ها هم يذبحون شيعتك وبأسمك مولاي ها هم يكررون ما يفعلونه كل عام ويخيب ظنهم بتعقل شيعتك المخلصة غير انهم هذا العام قد عقدوا النية على جرحنا وجرح حفيدك الامام الواجب الطاعة .
نعم سيدي تألمت لاجلك ولاجل العباس ولاجل تربة كربلاء ولاجل شيعة لا تعرف لهم الفرحة عنواناً ولاجل غريب لا يستطيع فعل شيء سوى التفرج غير ان المي الاكبر واه من ذلك الالم يا أبا عبد الله ، سيدي اخشى ان يكون هذا الفعل قد أبكى امامي المنتظر (عليه مني سلام الله) في غيبته اخشى انه قد اطرق رأسه للارض وقد ابتلت لحيته الشريفة بدموع العتب والالم من شيعته المقصرة بحقه ابد الدهر في يوم كان الاولى ان نجتمع فيه لدعاء الباري ان يفرج عليه ليفرج عليه السلام علينا المصيبة . اه يا سيدي اه لو اعرف لك ارضاً اقصدك فيها لاعتذر منك واشاركك المدمع أين انت يا حبيب قلوبنا ؟ وهل لي امل في رؤيتك بعد كل هذا ؟ أم ان تلك الفعلة قد تبعدك عنا دهوراً اخرى ؟ هل سترد سلامنا بعد ذلك ؟ هل ستتابع اعمالنا كل ليلة جمعة أم ان ليلة الجمعة القادمة ستعزف بها عن الامر الماً من شيعتك المحبة ؟
سيدي ومولاي وامامي الذي انتظرته وانتظره الى اخر يوم في عمري اسالك بحق ضلع جدتك الزهراء ان لا تبكي هذا اليوم فعزيز علينا دمع عينك مولاي واعذرنا نحن المقصرون من الشيعة فحبنا يغلب تقصيرنا والله يشهد ، انهم حمقانا يا مولاي من يتسببوا بكل هذه الجروح متكالبين مع النواصب والحاقدين على المذهب المقدس في هجمة هي الاشرس والاخطر على مر التاريخ والتي لا يمكن حلها الا بظهورك ايها الغائب المنتظر ، جرحونا يا سيدي وجرحوك بقبر ابيك وجدك وها هم اليوم يقصدون شخصك المنتظر انهم يريدون ابعادك عنا يا سيدي يفرقون جموعاً تجمعت لسؤال خالقها الفرج لخوفهم من ذاك اليوم المرتقب والذي ننتظر فيه ان تاخذ فيه الثار يا ثار الله المنتظر الثأر يا سيدي ثار جدك الحسين وقد اضيف له ثأر قبة ابيك الحزينة يا سيدي هل رأيتها مولاي ؟ عيناي لم ولن تستطيع ان ترتفع في حضرتك مطلقاً لكن اناملي تكتب لك سيدي ولن تتوقف ولن تيأس من طلب العذر لنا مولاي . ولن اجدر اعتذاراً مترجماً الى فعل سوى التزام نهجكم ما استطعت يا مولاي متوكلة على الله في هذا سائلة ان يعيننا على انفسنا ، وعلى العهد يا سيدي سأناجيك كل صباح بدعاء العهد علك تعذر استكانتنا يا امامي وعلى عهدي يا مولاي بأولاد انذرهم في خدمتك وان كانوا في علم الغيب يا سيدي أولاد لا ارجو من الله شيئا سوى ان ينقلوا لك سلامي بعد ان طال انتظاري وان يذودا عنك وان يمسحوا دمعتي بشهر سيوفهم والسنتهم في الدفاع عن حقك مولاي .
اما انتم يامن جرحتم امامنا وادميتم قلوبنا فحسبنا الله فيكم وقد استبدلتم امامكم ببشر لا يضمن لكم شيء سوى نار جهنم خالدين فيها أبدا فدماء الابرياء التي سألت امس في حرم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في رقابكم التي اثقلتها اعمالكم الدنيئة وأسال الله بقوة عقيدتي بال محمد ان لا يمر هذا الامر الا بخزيكم في الدنيا قبل الاخرة فأي جواب ستحضرون لله وانتم تحرقون خيام ال محمد ثانية وتحاولون ذبح الحسين عليه السلام ثانية ان لم تكونوا مسلمين فكونوا احراراً في دنياكم الفانية ، والى من اتعبني توجيه الكلام لها كونها لم تنصرنا ذات يوم كما نحاول نصرتها ليس لاجلها بل لاجل مذهبنا فهل نحن احرص منك يا حكومتنا على مذهب رفعتي اسمه عالياً لننتخبكِ ؟!! غير ان واجبي يحتم علي القول عسى ان تلتفتي الى واجبك في محاسبة الجاني الواضح المعالم وان اخفيته تحت مسمى عصابات ارهابية وارهابيون وبعثيون مقنعون بدون ان تخبرينا ما هو القناع ؟ انه قناع شيعي الظاهر بعثي الداخل ، اليوم هو يومك في ان تصطاديهم بعد هذا الفعل الشنيع وان تحاصريهم على اقل تقدير بحدود ترسمها معرفتك بالواقع .
اللهم اغفر لنا اسكانتنا وتقصيرنا بحق ديننا وارحم ضعف ابداننا وقدراتنا وانك شاهد على ما يحدث وانت المنتقم الجبار فأكتبنا مع الصابرين يا ارحم الراحمين واعذرنا يارسول الله ب الك الذين أوذوا كثيرا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وال محمد وحسبنا الله ونعم الوكيل
مات التصبر بانتظارك ايها المحي الشريعة فانهض فما ابقى التصبر غير احشاء جزوعةقد مزقت ثوب الاسى وشكت لواصلها القطيعة كم ذا القعود ودينكم هدمت قواعده الرفيعة يا غيرة الله اهتفي بحمية الدين المنيعة
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha