بقلم: حسن الهاشمي
بينما كانت الإجراءات تجري على قدم وساق لاستقبال الملايين من زوار المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام من قبل الأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، بمناسبة الزيارة الشعبانية ومولد الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والتي تجري كل عام في الخامس عشر من شعبان المبارك، انطلقت شرارة الفتنة بالتحديد مساء الإثنين 13 شعبان عام 1428 هـ الموافق 27/8/2007م عندما حاولت بعض المجاميع المسلحة غير المنضبطة من اجتياز إحدى السيطرات المؤدية إلى الحرم الشريف دون تفتيش، ما أدى إلى تطور الأحداث وإلغاء الزيارة الشعبانية باجلاء مئات الألوف من الزوار من العتبتين وما بينهما حفاظا على سلامتهم من القتل والنهب والتنكيل.
وشهدت المنطقة المحيطة بالعتبات المقدسة من قصف للفنادق وتحطيم لمحتويات السيارات الخدمية وحرق وسرقة لمقرات الفوج والكثير من نقاط التفتيش ومستودعات حفظ الأحذية وأمانات زائري سيد الشهداءعليه السلام، وتصدعات لحقت جراء القصف العشوائي للزمر الإرهابية في السور الخارجي للصحن الحسيني الشريف وبرج الساعة والمنارة الشرقية وطارمة إيوان الذهب وجانب من المكتبة في العتبة الحسينية المقدسة.إن كل شريف وغيور على دينه وعقيدته يستهجن التطاول الإجرامي الذي شهدته أطهر الأماكن على وجه الأرض في أقدس مناسبة، التي من أحياها كأنما صافح مئة وأربع وعشرين ألف نبي، ويغفر الله سبحانه وتعالى ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب له من الثواب والأجر ما لا نهاية له ولا حد.
ويبدو واضحا تقاعس الحكومتين المحلية والمركزية لاسيما المحلية منها إزاء الوظائف المنوطة بهما في حفظ أماكن الزيارة والعبادة وأخص بالذكر تلك التي تجرى في المناسبات المليونية، إذ أن الحكومتين معا يتحملون المسؤولية كاملة لهذا الخرق الفاضح حيث تركت فيه المنطقة طعمة للإرهاب بفوج هزيل أنهى عتاده باطلاقات نارية في الهواء في الساعات الأولى من المواجهة.
والحال أن محافظ كربلاء صرح قبيل الزيارة بجاهزية أحد عشر ألفا من القوات الأمنية لحماية العتبات وزائريها، بيد أننا لم نلمسها على أرض الواقع، وباتت العتبات تتأرجح بين قصور فوج حماية العتبات الذي أنهى عتاده وانسحب إلى الصحن المطهر دون مغيث، وبين تقصير الحكومة التي تركت العتبات تحت رحمة الإرهاب وكادت أن تسقط بأيدي الإرهابيين لولا رحمة الله وبركة أنفاس صاحب الذكرى.
وأخيرا وبعد انتظار مقيت حضرت قوات من الحرس الوطني والشرطة التابعة للداخلية بعد مرور أربع وعشرين ساعة من عبث العابثين، أي بعد أن نفذت العصابات الإجرامية مخططها الخبيث في ترويع الزوار من النساء والأطفال والشيوخ واحراق وتدمير ما طالت أيديهم الخبيثة، تمهيدا لإلغاء الزيارة المليونية التي هي محط أنظار المسلمين في شتى أنحاء العالم، والتي تمثل تحدياً لقوى الإرهاب والتكفير التي تتميز من الغيظ في رؤية الملايين الزاحفة إلى كربلاء المقدسة كل عام.
وإننا نطالب باجراء تحقيق سريع وشامل في حوادث الشغب التي شهدتها المدينة المقدسة وإحالة المجرمين إلى القضاء لمحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى، لاسيما أن هذه الإنتهاكات جاءت متناغمة مع ما أثاره علماء السوء والفتنة في السعودية من فتاوى تدعو حثالاتهم بإزالة أماكن الشرك في العالم الإسلامي من الوجود!!!على حد وصفهم وعلى رأسها عتبات كربلاء المقدسة، " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" (الأنفال:30).
https://telegram.me/buratha