من سيرة سفراء الحجة (عج)

بقلم : سامي جواد كاظم

ونحن نعيش الاحتفالات بمولد امل العالم عامة والامة الاسلامية خاصة الامام الحجة محمد ابن الحسن العسكري ( عليهما السلام ) ، فما علينا الا ان نستذكر التاريخ ونغوص في بحوره حتى نصل الى ما جهلناه اولا نعرفه او نستنتج من الاخبار ما هو مخفي علينا .وحياة الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف اعتقد هي ثلاثة محطات المولد والغيبة بفرعيها والظهور وما يعقبه .وانا اقرأ عن الامام الحجة (عج) لفت انتباهي الغيبة الصغرى والنواب الاربعة وما فيها من نكت لطيفة لها مداليل عميقة تساهم في توكيد فكرة الامام الغائب ابن الامام الحسن العسكري ( عليهم السلام ) لدى من ينكر ذلك او يسايره بعض الشك .الملاحظة اتي تستحق الالتفات ان مقرات اقامة السفراء الاربعة في منطقة واحدة ومتقاربة جدا في بغداد وكما انه لا يوجد من بينهم من هو نسبه الى النبي محمد (ص) وذلك حتى تقطع الحجة على الذين يدعون ان المنتظر هو من نسل النبي محمد (ص) وليس ابن الامام العسكري عليه السلام . السفير الاول تم تنسيبه من قبل الامام العسكري ( عليه السلام ) الا وهو عثمان بن نسعيد العمري حيث جاء النص التالي (نصّ الحسن ( العسكري ) عليه السّلام على وَلَده الخَلَف الصالح، وجعل وكيلَه أبا محمّد عثمان بن سعيد العَمْريَّ الوسيط بينه وبين شيعته في حياته، فلمّا أدركته ( أي الإمام ) الوفاة أمَرَه فجمع شيعتهم وأخبرهم أنّ وَلَدَه الخلف عليه السّلام صاحبُ الأمر بعده، وأنّ أبا محمّد عثمان بن سعيد العَمْريّ وكيلُه، وهو بابه والسفير بينه وبين شيعته، فمَن كانت له حاجة قصده كما كان يقصده في حال حياته، فلمّا تسلّم... كانت الشيعة تقصده مِن كلّ بلد بقِصص ( أي رِقاع ) وحوائج، وكانت الأجوبة تخرج إليهم على يده.. السفير الثاني محمد ابن سعيد العمري كانت مدة سفارته اطول مدة حيث بلغت تقريبا خمسين عام .كل السفراء علموا بيوم وفاتهم عن طريق الامام الحجة عليه السلام ، فالسفير الاول لَمّا دنت وفاته جمَعَ مَن كان بقي من شيوخ الشيعة، وأخبرهم أنّه ميّت، وأنّ صاحب الأمر عليه السّلام قد أمره بأن ينصّ على ولده أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العَمْريّ، فمَن كانت له حاجة قصَدَه، وتُوفي رحمه الله. وكذلك السفير الثاني فقد روي عنه أنّه حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالسياج، ونقش فيه آياتٍ من القرآن الكريم وأسماءَ الأئمّة عليهم السّلام على حواشيه، فسُئل عن ذلك فقال: للناس أسباب. وكان في كلّ يومٍ ينزل في قبره ويقرأ جزءً من كتاب الله ثمّ يصعد. وسُئل بعد ذلك ـ كما ينقل العلاّمة الحليّ في رجاله ـ فقال: أُمِرتُ أن أجمع أمري. فمات بعد ذلك بشهرين.وكان للنائب الثاني صديقٌ حَميم، اسمه جعفر بن أحمد بن متيل، يُكثِر مجالستَه ومعاشَرته، حتى بَلَغ من أمره أنَّ النائب الثاني ــ في أواخر حياته ــ لم يكن يتناول طعاماً إلاّ ما تهيّأ في منزل جعفر بن أحمد، وكان الكثيرون من الشيعة يَتَوقَّعون أن يكون جعفر هو النائب الثالث، لكن إختيار الإمام المهدي(عج) وقَعَ على الحسين بن روح. والجدير بالذِكْر: أنَّ جعفر بن أحمد لم يُغيِّر سُلوكَه مع الحسين بن روح ــ بالرغم مِن تفوُّق الأخير عليه ــ بل كان بين يديه كما كان بين يدي النائب الثاني، صديقاً وفياً، يحضر مجلسه، ويُعينُه على أداء مَهامِّه ومسؤوليّاته.واثناء مرض النائب الثالث اخبر من قبل الامام الحجة (عج ) بانه ميت وعليه تسليم النيابة للسمري .وبالنسبة للنائب الرابع علي بن محمد السمري فقد نعاه الامام الحجة (عج) واوصاه بانه الاخير وان من ادعى السفارة من بعده فهوكاذب فقد جاء خطاب الامام (عج ) للنائب الرابع كالاتي (بسم الله الرحمن الرحيم. يا علي بن محمد السمري، أعظَمَ الله أجْرَ إخوانِك فيك، فإنَّك ميِّتت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمْرك، ولا تُوصي إلى أحَدٍ فيقوم مقامَك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامَّة فلا ظهور إلاّ بعد إذْنِ الله ــ تعالى ذِكْرُه ــ وذلك بعد طُول الأمَد، وقَسْوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً... إلى آخر كلامه(عج).الغيبة الصغرى تقارب على السبعين عام بالنسبة لشيعة اهل البيت الا السفراء الاربعة فانها تنقص مدة سفارتهم فمثلا بالنسبة للسفير الثاني الغيبة الصغرى مدتها عشرين عام تقريبا .السفراء الاربعة كانوا اصحاب مهن فمنهم من يبيع السمن ومنهم من يبيع الخل ، ولم يعرف عنهم انهم اغنياء حتى بعد وفاتهم بالرغم من ان اموال الامام الحجة (عج) كلها كانت في يدهم . كثيرين ادعوا السفارة الا انهم فضحوا وخابوا الا السفراء الاربعة المسددين من الله عز و جل بدعاء الامام الحجة (عج) .اختفاء الامام جاء من ملاحقة الخلفاء الظلمة له وبالتالي فان كل من يعلم بمكانه يكون مستهدف من قبل خلفاء بني العباس فكيف كانت تجري الاتصالات بين السفراء الاربعة والامام (عج) ؟! . الا يدل هذا على التسديد الالهي اولا وعلى حجم الامانة الملقاة عليهم اي السفراء الاربعة الاجلاء واكبر من حجم الامانة هو حفظهم لها !!!. بقلم : سامي جواد كاظم