المقالات

الانبطاحية المأزومة

2153 2015-03-30

كثيرا ما سمعنا هذا المصطلح, الذي يدل على مستوى الوعي المتدني لمن أطلقه, والسياسة المأزومة لمن تداعى به, وكما قال المثل الشعبي ( حاجة المخنوك يرفس ), فإن عملية التغيير التي دعت لها المرجعية قد أخنقت المندسين.

مصطلح الانبطاحية, أطلقته نفوس مأجورة, وصدقه وصفق له عقول واهية, وعيون لا ترى أبعد من حوافر الأقدام, غرتها فرقعات الألسن, وإتباع الهوى, فقادتهم إلى مهالك الحروب, وأضيق الدروب, لكي تبقى في دوامة الدماء, ولا تفرق بين الأعداء والأصدقاء, فيطعمهم سيدهم من رغيفهم وهم له شاكرون.

ما هي الانبطاحية؟ ومن هو الذي يحق أن يطلق عليه ذلك المصطلح؟ وما غايته؟ 
أسئلة كثيرة حول مصطلح بغيض, كان بالأحرى على من أطلقه بحسن نية أن يعتذر للشعب العراقي, بل كان لزاما على الشعب أن يطالب بمقاضاة من أطلقه, إما من أطلقه يدعي حبه للعراق, فهو إما مغرض أو جاهل, ولما علم عدم جهله, فكان لزاما أن يحاسب, على ما فعلته كلماته هذه من تنامي الطائفية والعرقية, لولا مرجعية النجف, التي لا أستطيع أن أطلق عليها ذلك المصطلح, ولكنها عملت به لغايته المضادة لغرضهم.

إن مرجعية النجف الاشرف, تدرك تماما غاية من أطلق ذلك المصطلح, فنجدها قد أوصت بالأديان والمذاهب الأخرى, قبل أن توصي بدينها الأصلي ومذهبها, بل إنها قد دعت من يتبعها, إلى التضحية بالدماء لأجل أخوتهم في الوطن, وكان النتاج انتصارات على أعداء الإنسانية, ووحدة للشعب بكافة أديانه ومعتقداته, فنجد أطياف الشعب التي حاول تمزيقها بعض الساسة, قد توحدت في لون واحد وهو العراق, يا ترى من هو المنبطح الحقيقي؟!
إذا كان القصد من الانبطاحية هو مراعاة السنة, فمرجعة الشيعة قد أفتت بالجهاد لإنقاذ المناطق ذات الأغلبية السنية, وقطعا إن من لبى النداء هم أبناء المرجعية الشيعة, ونشاهد المرجعية توصي بالنازحين من طوائف عدة, وتدافع عن حقوقهم, وبادرت بتقديم المساعدات للمناطق السنية و الايزدية في حديثة وسنجار, كما دعت إلى حفظ أموالهم ومشاركتهم في تحرير مناطقهم, الانبطاحية بانت غايتها, ففتوى الجهاد الكفائي قد أزمتها.

لم يكن ذلك المصطلح يستهدف فئة معينة, أكثر من انه قد أستهدف بالمباشر, صمام الأمان للشعب العراقي وهو مرجعية النجف الاشرف, التي حطمت كل مخططات التمييز العرقي والطائفي, وكانت بردا وسلاما على العراق الجريح, بعد أن أرادوها نارا ذات لهب, فلم تفلح حمالة الحطب, وتحطم ملك النمرود, كما خسر عم إبراهيم دنياه وأخرته, فباءت تجارة الموصل بالفشل, وخرج شعبنا من نارهم بلطف مرجعي.
الانبطاحية السلاح الذي أرعب من أهدى الموصل لأجل غاية, وحطم جميع مخططات الطائفية والعنصرية, فلا عجب أن تبدل الحرباء جلدها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك