حاولت ان ابتدء بتاريخ محدد لحروب النيابة التي زج فيها العراقيين نيابة عن (اخوانهم) العرب ولكن لم اتوصل لهذا التاريخ لكثرة مثل الحروب المسماة بالنيابة. لكنها تجلت بصورة واضحة في ظل حقبة البعث المظلمة ودكتاتورها المقبور. فقد زج العراقيين بحرب الثمان سنوات مع الجارة المسلمة ايران ورفع فيها ذلك الشعار الذي يجسد ماذهبنا اليه (الدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي) خسرنا الالاف المؤلفة من شبابنا بين قتيل وجريح ومفقود
وخسائر مالية كبيرة في وقت كانت قفزة العمران في المنطقة جراء اموال النفط عالية جدا..كان العراق يهدر امواله بهذه الحرب الطويلة التي استنزفت الانفس والمال والامكانيات كافة.. وبعد انتهاء الحرب الطاحنة بالنيابة عن (الاشقاء) الذين رغم الدفاع عنهم حملوا العراق الديون الكبيرة ودمروا اقتصاده نتيجة السياسات النفطية العدوانية انذاك.
وبعد الخروج من الحرب لم يجر الشعب العراقي انفاسه ليدخل حرب ثانية اشد وطأة باحتلاله للكويت ولم يغيب عن بال (راعي الحرب) شعار الحرب بالنيابة لان الكويت هذه المره في منظوره هي البوابة لتحرير القدس ! والطريق للقدس عن طريق الكويت كالطرفة التي تذكر على اخواننا الاكراد:
فعندما سؤل احدهم اين اذنك؟
ادار يده خلف رأسه ليمسك بالاذن وبعد عناء !
وعند سقوط الدكتاتور ونظامه البعثي الجائر كان يدور في خلد الجميع انها لحظة قبر الحروب دون رجعه والعيش بسلام وأمان وبناء البلد المحطم واللحقاق بركب العالم المتطور لكن (الاشقاء والشركاء) لم يمهلوا الحلم طويلا لتبدأ حرب جديدة من الارهاب اعدوا لها من المال والرجال
والدعم بما يكفي لخراب العالم وليس العراق وحده فما كان منا هذه المره الا ان نحارب الارهاب نيابة عن العالم اجمع !
وها نحن نزف خيرة ابناءنا ورجالنا في حرب طاحنة ضد الارهاب الذي اعدته وخططت له دول كبرى ودول (شقيقة) وتكون ساحة المنازلة ارض العراق ! الارهاب الذي اعد للعراق لكنه انقلب حتى على من صنعه ورعاه لنكون نحن وكسابق عهدنا اصحاب حرب النيابة ! هل هذا هو قدرنا ؟ ام حضنا العاثر ؟ ام سوء مانحن فيه ؟ ام العقلية التي تحكمنا وتسيرنا حيث الصراع والاقتتال والتناحر ؟ ام حقد المحيط الذي نعيش فيه على دولة لها من التاريخ والحضارة مايجعلها مركز اغاضة لدول لاتمتلك من التاريخ الا الناقة والبعير !
لقد سأمنا الحروب بالنيابة ونريد ان نعيش لانفسنا بعيدا عن الاخرين الذين ننوب عنهم بالدم والتضحيات واذا لم يكن بالامكان ذلك..حبذا لو نعيش بأمان ونعيم ورفاهية بالنيابة عن شعب حتى لو كان بحجم دويلة مثل قطر !!
عارف مأمون/الناصريه
https://telegram.me/buratha