المقالات

مصير حكومة المالكي وأصابع بتريوس


( بقلم : باسم العوادي )

منذ شهر تقريبا ومنذ لحظة انسحاب جبهة التوافق كان الواضح ان المقصود هو تقرير الجنرال بتريوس وما يريد ان يكتب فيه ـ وما عسى ان يكتب فيه ـ الاعلام العربي وغردت معه الكثير من وسائل الاعلام العراقية التي لا تمتلك الحرفية والمهنية وهي تتحدث عن تقرير الجنرال بتريوس الذي سيزلزل الأرض من تحت اقدام العراقيين وان لم تتزل الارض فتقريرة سيسقط السماء على الأرض في العراق او على اقل التقادير فان التقرير سيوقف النساء العراقيات من ان يدلن اجيالا عراقية اخرى ، وبعض بوابات البعث الشرقية بدأت تحسب الأيام في انتظار التقرير وهل ان الجنرال بتريوس سيقدم في 15 او سيقدمه بأربعة ايام كالدهور فيكون في 11 من الشهر المقبل وان مايكتبه بتريوس سيوقف دورة النمو الطبيعية في العراق ، بل يأمل البعض ان لايصوم العراقيون لان ماسيأتي به التقرير اهم مما جاء به القرآن ، وسيصدر التقرير التأريخي الذي سيُكتب فيه طبعا اقسى عبارات عرفتها الإنسانية وسيُذكر فيه أبشع مسألة عاشتها الأمم وسيتطرق الى اغرب قصة في التاريخ حيث سيكتب بتريوس :( ان الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية في مسألة المصالحة الوطنية لم تكن بالشكل الجدي ، وان الأمن في العراق لم يتقدم بصورة كبيرة ، وان واقع الخدمات لم يتطور ، وان العملية السياسية تراوح في مكانها ، و انه لايحتاج الى زيادة عدد القوات الامريكية في العراق )

بعدها سيتوقف الزمن ويغرق العراق في حيص بيص لهذه التداعيات الخطيرة جدا التي لايمكن ان يصدقها عقل بشري حيث سيرتعد الرئيس بوش من هذه الحقائق المثيرة وتفرغ العاصمة واشنطن من الناس وتجتمع القيادات الأمريكية من مجلس الشيوخ والكونغرس وقيادة البيت الأبيض وسيدعون الى الاجتماع كافة اعضاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومعهم زعماء دول الاتحاد الأوربي ومجموعة الثمان وتوضع خطة فورية لتدارك الأمور قبل ان ينزلق العالم الى منزلق خطير وتطيح عملية التأخير بالمناطحة الوطنية بأسواق البورصة العالمية وتتوقف اسواق النقد والعملة وتتحطم الشركات الاستثمارية الكبرى ويصل سعر برميل النفط الى الف دولار وتكون الأرض على حافة حرب نووية جديدة.ـ مالأمر انه تقرير بتريوس بتريوس على اصابعك اللعنة بتريوس ماذا فعلت بحق السماءيا إلهي إنها مانهاتن اُخرى بتريوس مبتسما : ( لايهمني ان تحطم العالم مقابل أن أقول الحقيقة في العراق واُرضي ضميري )ياله من ضمير منفصل تقديره تقريرالأعلام العربي يقول:ياله من رجل شريفوجبهة التوافق تؤكد:سندعوة لينظم للمقاومة الناهدة الشريفةمحلل سياسي بعثي خطير جدا يصرح : بتريوس في تقريره يعتبر ان تأثير المصالحة يفوق تأثير المناكحة في الملف الأمنيعضو في الهيئة يعلن:( إن ما بني على باطل فهو حق ) اذا ما عادت السلطة لنا بواسطة تقرير بتريوسشاب مقاوم :عجل يابه شلون تقرير هذه ، سوالك حتى بعرور الغنم مكعبات

تقرير الجنرال بتريوس سوف لن يقدم ولن يؤخر ولن يأتي بجديد وسوف لن يختلف عن بقية التقارير التي صدرت في السابق وبغض النظر فيما اذا كان التقرير متفائلا او متشائما فالواقع على ارض العراق ليست كالواقع على الصفحات والدم ليس كالحبر وسوف لن يغير المالكي لاسباب عديدة منها :

الأول : عدم وجود البديل حاليا

ثانيا : ولو وجد البديل فبسبب عدم الاتفاق على شخص البديل بين الكتل البرلمانية .

ثالثا : ولو تم الاتفاق على شخص البديل فسوف لن يتم الاتفاق على طريقة تقاسم السلطة وهذا من عاشر المستحيلات في الوقت الحالي.

رابعا : فان عملية تغيير الحكومة والاتيان بجديدة ستخلق عملية فوضى عارمة في عمل الوزارات العراقية منها الدفاع والداخلية والنفط والمالية والخارجية والأمن الوطني خاصة بسبب عملية تغيير الوزراء كل فترة زمنية واختلاف مناهج الوزراء وطرق ادارتهم مما يقود في النهاية الى فشل الخطة الأمنية واضطراب الواقع الأمني وقراءة سورة الفاتحة على كل ما تحقق من خطوات ايجابية خلال السنة الماضية تحديدا.

خامسا : و الأهم ان عملية اختيار رئيس الوزراء العراقي لم تكن محلية خالصة لكي تكون عملية نزعة محلية خالصة ام امريكية خالصة فقد تداخلت العوامل المحلية والأقليمية والخارجية جميعا في ذلك وسوف يبقى مالم تجتمع مرة اخرى على الاتيان بغيره وهذا مستحيل حاليا وعلى المدى المنظور.

سادسا : اضافة الى ان عملية اسقاط حكومة المالكي في الوقت الحالي ينظر لها على اساس انها دفعة قوية للقوى المعارضة للديمقراطية في العراق وعملية تقوية معنوية للجماعات الأرهابية وبعض انواع المليشيات الخارجة عن القانون.

و الجهات التي جعلت من شخص المالكي هدفا لها كعنوان للعملية السياسية وبالتالي فان كل القوى العاقلة ستحاول ان تتجنب الايقاع به لكي لا تصل اي دفعة معنوية للقوى المعارضة والأرهابية ، وفي النهاية فأمريكا تعلم وكل من في العالم يعلم ان المعركة ليست على شخص المالكي وانما على العراق كل العراق و يستهدف المالكي لكونه العنوان البارز للعراق كرئيس وزراء وصاحب الصلاحيات الدستورية ورئيس مجلس الوزراء حيث هناك عقلية الاقلية التي تريد ان تقضم بالمناصب شيئا فشيئا عسى ان يعاد حلمها الطائفي الماضي بالحكم وهناك اكثرية تريد للعراق ان يعيش بأمان وسلام ويزدهر وينمو ويتطور ويكون عراقا لكل العراقيين وما زالت سلطة العراق لم تحكم لواحد منهم بكل وضوح ومن يحسم له امر السلطة ويطبق برنامجه عندها ستستقر كل الأمور ، وعلى هذا فحتى اذا استبدل المالكي بجديد وغُير الجديد بأجد منه فسوف لن يتغير شيء من تباكي المتباكين مثلما ان شكواهم لم تتغير سواء كانت الحكومة علاوية او جعفرية او مالكية وسوف لن تتغير بعدهم والسبب هو ماقلناه ان القضية ليست قضية حكومة المالكي وانما القضية هي من يحكم العراق ويطبق برنامجه الأقلية ام الأكثرية ، الظلم والديكتاتورية او الحرية والديمقراطية.

فإلى الفرحين و المتوقعين والذين لايغمض لهم جفن بانتظار تقرير الجنرال بتريوس نقول لهم عظم الله اجوركم في التقرير مقدما وفي التقارير القادمة ايضا ولا جعلها الله خاتمة السوء عليكم

باسم العوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد جواد خليل-طويريج
2007-08-28
احسنت يا حاج باسم على هذا المقال لقد اثلجت قلوبنا كما تفعل دائما.وفقك اللة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك