المقالات

قرارات الوقت الضائع!!


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

بأي حال من الاحوال لا يمكن اعتبار هذا الخلط للأوراق ومحاولات إرباك العملية السياسية بهذا التوقيت من قبل بعض الشركاء بالمحاولات البريئة او القائمة على أسباب موضوعية تقتضيها ضرورات الشراكة والمسؤولية التضامنية، واذا كان الامر كذلك فينبغي بأصحاب هذه المواقف والقرارات ان لا يدفعوا الآخر لقراءة توقيتاتهم لقراراتهم بهذا المفصل الزمني المكشوف قراءة تشكيكية تفرضها استحقاقات سياسية دولية قادمة.

قبل اسبوعين او اكثر بقليل ظهرت الينا احدى الكتل السياسية العراقية بموضة جديدة عندما اعلنت عن تعليق مشاركة وزرائها بالحكومة العراقية وسمحت لهم بالبقاء في ادارة شؤون وزاراتهم حرصاً منها على مصلحة البلاد!! مع توجيههم بمقاطعة جلسات رئاسة مجلس الوزراء والارتباط في حالات الضرورة بفخامة رئيس الدولة في سابقة لم تألفها أي تجربة سياسية في المنطقة والعالم، لكن هذه الكتلة التي اتخذت من عمان ودمشق وبيروت والقاهرة مقراً لها بدلاً عن قبة البرلمان يبدو انها لا زالت ترى بان العامل الخارجي في الملف العراقي وحده الذي يحدد الاتجاهات ويلغي الاستحقاقات، بالوقت الذي تخلت فيه الارادة الدولية عن مثل هكذا توجهات بعد الاخفاقات التي تعرضت لها خلال مسيرة السنوات الاربع الماضية الامر الذي دفعها الى ان تكون قوة داعمة ومساندة للشرعية الوطنية العراقية كي تسلم من شبح الهزيمة السياسية والعسكرية التي كانت تتهددها في كل ميادين الملف العراقي.

قرار انسحاب القائمة العراقية من الحكومة والذي اعتبرته قيادة القائمة قراراً نهائياً لا يمكن فصله باي حال من الاحوال من الاستحقاقات السياسية التي ستطرأ على الساحة الامريكية بعد تقرير الفريق الامريكي المكلف بادارة الملف العراقي والذي سيقدم الى الادارة والكونغرس منتصف الشهر الجاري.

ان الخطأ القاتل الذي وقعت فيه القائمة العراقية هو اعتقادها ان قرار انسحابها من الحكومة انما سيغير مسارات واتجاهات التقرير الامريكي المزمع تقديمه بما يخدم غاياتها واهدافها التي تريد القفز على الاستحقاقات الدستورية حسبها ان الخمسة وعشرين مقعداً التي تمتلكها هذه القائمة في البرلمان العراقي والحقائب الوزارية الخمس او الست التي اوعزت اليها بالانسحاب من الحكومة ستكون كافية للإطاحة بالمنجز العراقي الذي يقوم على اساس ارادة وطنية مليونية وشرعية دستورية كبيرة وواسعة ومتغيرات استراتيجية محلية ربما ستفصح عنها الايام القادمة التي لا تتعدى الاسبوعين منذ الآن.

اننا في الائتلاف العراقي وكذلك الاخوة في القائمة الكردستانية نأسف بكل تأكيد لمثل هكذا انسحابات عندما لا تندرج قراراتها ضمن اطار العملية التقويمية للواقع السياسي العراقي قدر ارتباطها باهداف وغايات ذاتية اتخذت من بعض الازمات والنقص في الخدمات عكازاً لها.

الذي يريد تقويم المسيرة الجديدة ليس بالضرورة ان يلجأ الى قرارات مزايدة تزيد الازمة تعقيداً بل عليه وفق ما تمليه عليه سياقات الشراكة ان يستنفذ جميع الوسائل الداعمة لترسيخ ركائز العهد الجديد كي يثبت انه شريك حقيقي في هذا العهد لا متربص للفرص التي يراد الانطلاق منها نحو نسف المنجز او الغائه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك