المقالات

هؤلاء خير الشركاء

1586 2015-03-15

عندما تمر أي امة بمعاناة، تبحث عن أمم عانت مثلها، لتسخر تجربتها في التخلص من المعاناة، أيا كان نوعها، الشعب العراقي مر بمرحلة؛ لم يشهد لها التاريخ مثيل، أبان فترة تسلط البعث ألصدامي، فقد كانت أكثرية الشعب من الشيعة والكورد وكثير من السنة، تخضع لظلم وتهميش فئة قليلة، لا يمكن أن تحسب لمذهب أو قومية، كونها تخضع لمصالح وأجندة لا تمثل بأي شكل من الإشكال الشعب العراقي.

هناك من أبناء السنة ممن عانوا من ظلم، نظام البعث ألصدامي، كعشائر الحبور والعبيد والبو فهد والبونمر، وأيضا أسرة الدكتور الشهيد راجي التكريتي، وغيرها من العشائر السنية، نلاحظ أنها غابت بشكل أو أخر عن العملية السياسية، ولم يكن من أبنائها شخص مؤثر؛ يمكن أن يمثل أهل السنة، بالاستناد إلى الوضع السياسي الجديد في العراق.

أن معظم القيادات السنية الحالية، لها ارتباطات مشبوهة مع النظام البائد ومع المجاميع الإرهابية، مما سهل استغفال أبناء السنة، لتكون مناطقهم حواضن للإرهاب، وأبناء معظمهم أدوات بيديه، لكن نلاحظ أن القلة القليلة من أبناء العشائر التي اشرنا إليها، موجودين ضمن هذه المجاميع، ومناطقهم لا تشكل حواضن رئيسة وكبيرة لها، بالقياس لمناطق أخرى بنفس المحافظة، يضاف لهؤلاء شخصيات ظهرت بعد التغيير، فهمت المعادلة الجديدة وتعاملت معها، كان يمكن للشيعة والكورد، تأهيل هذه الشخصيات لتشاركهم في العملية السياسية، لتشكل فريق منسجم يشترك بنفس الهم، متفق على جرائم النظام البائد، ومخلفاته الخطيرة في العراق وعلى كل المستويات والنواحي، ومتفق على أهمية بناء دولة تستند إلى أسس من العدالة، بين كل المكونات حسب نسبة تواجدها في البلد. 

أن اغلب ممثلي الطائفة السنية الحاليين لا يؤمنوا بها إلى حد كبير، ومعظمهم يحمل أجندة خارجية كما أثبتت التجربة، كون معظمهم لا يمثلون أي ثقل في مناطقهم وعشائرهم، لذا فهم يتعكزون على الطائفية والإسناد الخارجي لغرض بقائهم في الساحة، هذا الحال ينطبق بشكل كبير على رجال الدين الدخلاء، فمعظمهم من رجال مخابرات النظام السابق وأجهزته القمعية، وارتدوا لباس العلماء بلا علم ولا تدين، وأيضا شيوخ العشائر هم الآخرين دخلاء على المشيخة ولا يمثلون إلا أنفسهم أو بعض المنحرفين. 

قد أفرزت المواجهات مع داعش اليوم، بين ممثلي السنة الحقيقيين، ممن عاشوا معاناة أبناء منطقهم، وانخرطوا في القتال لغرض تحريرهم، وبين الأدعياء والدخلاء، ممن سكنوا العواصم المجاورة أو المنطقة الخضراء، وأصبحوا أبواق تعمل على التشكيك، وإبقاء النزعة الطائفية سائدة. 

أصبح إلزاما على النخب السياسية من الشيعة والكورد، تأهيل أصحاب الثقل في الساحة السنية، ليكونوا ممثلين حقيقيين لهذه الساحة، وتحقيق طموحات أبنائها، أما الاستمرار مع الساسة الحاليين؛ فلا يمكن أن يضع نهاية لمشاكل العراق، ولا يحقق الوئام بين مكوناته طال الزمن أو قصر، فمنذ انطلاق العملية السياسية لليوم؛ لم تتقدم خطوة للأمام بسبب عرقلة هؤلاء لها، فليس لديهم واجب إلا العرقلة، واختلاق الخلافات، بكل قرار يراد اتخاذه من النشيد الوطني إلى القوانين المصيرية والمهمة، كقانون الأحزاب والمحكمة الاتحادية وسواها...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك