المقالات

هؤلاء خير الشركاء

1447 20:05:02 2015-03-15

عندما تمر أي امة بمعاناة، تبحث عن أمم عانت مثلها، لتسخر تجربتها في التخلص من المعاناة، أيا كان نوعها، الشعب العراقي مر بمرحلة؛ لم يشهد لها التاريخ مثيل، أبان فترة تسلط البعث ألصدامي، فقد كانت أكثرية الشعب من الشيعة والكورد وكثير من السنة، تخضع لظلم وتهميش فئة قليلة، لا يمكن أن تحسب لمذهب أو قومية، كونها تخضع لمصالح وأجندة لا تمثل بأي شكل من الإشكال الشعب العراقي.

هناك من أبناء السنة ممن عانوا من ظلم، نظام البعث ألصدامي، كعشائر الحبور والعبيد والبو فهد والبونمر، وأيضا أسرة الدكتور الشهيد راجي التكريتي، وغيرها من العشائر السنية، نلاحظ أنها غابت بشكل أو أخر عن العملية السياسية، ولم يكن من أبنائها شخص مؤثر؛ يمكن أن يمثل أهل السنة، بالاستناد إلى الوضع السياسي الجديد في العراق.

أن معظم القيادات السنية الحالية، لها ارتباطات مشبوهة مع النظام البائد ومع المجاميع الإرهابية، مما سهل استغفال أبناء السنة، لتكون مناطقهم حواضن للإرهاب، وأبناء معظمهم أدوات بيديه، لكن نلاحظ أن القلة القليلة من أبناء العشائر التي اشرنا إليها، موجودين ضمن هذه المجاميع، ومناطقهم لا تشكل حواضن رئيسة وكبيرة لها، بالقياس لمناطق أخرى بنفس المحافظة، يضاف لهؤلاء شخصيات ظهرت بعد التغيير، فهمت المعادلة الجديدة وتعاملت معها، كان يمكن للشيعة والكورد، تأهيل هذه الشخصيات لتشاركهم في العملية السياسية، لتشكل فريق منسجم يشترك بنفس الهم، متفق على جرائم النظام البائد، ومخلفاته الخطيرة في العراق وعلى كل المستويات والنواحي، ومتفق على أهمية بناء دولة تستند إلى أسس من العدالة، بين كل المكونات حسب نسبة تواجدها في البلد. 

أن اغلب ممثلي الطائفة السنية الحاليين لا يؤمنوا بها إلى حد كبير، ومعظمهم يحمل أجندة خارجية كما أثبتت التجربة، كون معظمهم لا يمثلون أي ثقل في مناطقهم وعشائرهم، لذا فهم يتعكزون على الطائفية والإسناد الخارجي لغرض بقائهم في الساحة، هذا الحال ينطبق بشكل كبير على رجال الدين الدخلاء، فمعظمهم من رجال مخابرات النظام السابق وأجهزته القمعية، وارتدوا لباس العلماء بلا علم ولا تدين، وأيضا شيوخ العشائر هم الآخرين دخلاء على المشيخة ولا يمثلون إلا أنفسهم أو بعض المنحرفين. 

قد أفرزت المواجهات مع داعش اليوم، بين ممثلي السنة الحقيقيين، ممن عاشوا معاناة أبناء منطقهم، وانخرطوا في القتال لغرض تحريرهم، وبين الأدعياء والدخلاء، ممن سكنوا العواصم المجاورة أو المنطقة الخضراء، وأصبحوا أبواق تعمل على التشكيك، وإبقاء النزعة الطائفية سائدة. 

أصبح إلزاما على النخب السياسية من الشيعة والكورد، تأهيل أصحاب الثقل في الساحة السنية، ليكونوا ممثلين حقيقيين لهذه الساحة، وتحقيق طموحات أبنائها، أما الاستمرار مع الساسة الحاليين؛ فلا يمكن أن يضع نهاية لمشاكل العراق، ولا يحقق الوئام بين مكوناته طال الزمن أو قصر، فمنذ انطلاق العملية السياسية لليوم؛ لم تتقدم خطوة للأمام بسبب عرقلة هؤلاء لها، فليس لديهم واجب إلا العرقلة، واختلاق الخلافات، بكل قرار يراد اتخاذه من النشيد الوطني إلى القوانين المصيرية والمهمة، كقانون الأحزاب والمحكمة الاتحادية وسواها...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك