المقالات

الإعلام الطائفي، إغتيال الوطني ....!

1202 2015-03-14

تعمل الكثير من المؤسسات الإعلامية العراقية بمنهج الإنكفاء الطائفي، سواء ً الشيعية أم السنية ، كما يحلوا للبعض ان يعلن تشدده الطائفي عبر قنوات " فضائية " مرئية ، مايجعلها تظهر في إطار التوجيه الحزبي أو الطائفي المتشدد ، وليس مخاطبة رأي عام قائم على التنوع المذهبي والطائفي والعرقي والديني واللاديني ايضا ً.

مبادئ ورسالة الإعلام ولوائح الشرف المهني ، تقف على نقيض هذه التوجهات التي لاتكتفي بإغتيال ماهو وطني وحسب ، بل تسهم على نحو فاعل في خلق اجواء الإحتراب الطائفي وإيقاد فتيل الشحن والتناحر والصراع حتى الوصول لدرجة الحرب الطائفية ، لأن الحروب في عموم أنواعها تولد بفضاء الإعلام ثم تتطور الى تبادل الرصاص في الميادين المتحاربة .

البعض صار يفتخر ان له إعلام طائفي وعدد من الإعلاميين الطائفيين ، ينهضون بمهام التصدي والترويج الطائفي أوالعنصري ، بينما عموم الإعلام الطائفي أوالعنصري لايتعدى ان يكون اصداء ً لصيحات سياسية، محقونة بشحنات تنابز وروح عدائية تحمل عدوى الطائفية السياسية التي تقف وراء تحطيم العراق سياسيا ً وإجتماعيا ً.

الإشكالية التي تواجه أجهزة الرقابة أو الجهات المعنية بالبث والإرسال والنشر ، ان هذه المؤسسات الإعلامية تعد واجهات لقوى سياسية نافذة ومستنفرة ،وأخرى عدائية تقيم وتبث من خارج الوطن ، وهي لاتجيد من معاني الإعلام سوى منهج الإعلام الايديولوجي أو الشمولي الذي يقتصر على مهام الدعاية والتمجيد ، أو الطعن وتفخيخ الأجواء بعدائية صارخة .

نمط غريب وشاذ صار يتبلور في الساحة الإعلامية أو الدعائية " الفضائية " ، يتمثل في إنحدار العديد من العناصر رجال ونساء الى هذه المهنة التي جعلها تبدو أيسر المهن التي لاتحتاج من مهارة سوى الصراخ وشتم الضيوف أو محاكمتهم ، أو يذهب بعضهم بحديث يتسم بالإسفاف وإنعدام الذوق ، وهشاشة الفكرة أو تعفنها ، ناهيك عن أخطاء النطق واللغة وغياب أية لمسة جمالية ، ولعل الحالة تتركز أكثر لدى بعض مقدمات البرامج المترعة بالسذاجة والأمية وتخمة اصباغ المكياج .

الأمية الطاغية في الساحة الإعلامية وإرتفاع الصراخ الطائفي ، ترشح عن التكوين الداخلي للقوى السياسية الطائفية ، واهدافها التي اسقطت من حساباتها ماهو وطني وثبتت ماهو طائفي ، وبهذا يكون السياسي والإعلامي المترشح عنه ، أدوات قمع وتفريغ لما هو وطني ، وهذا إعتداء على الوطن والمواطن الذي يجد نفسه مجبرا ً على تحمل هذا السقم الذي يملأ الآفاق .

التنوع الطائفي والمذهبي والعنصري ليس ميزة للعراق وحده في المحيط الإقليمي ، بل نظير العراق نجد المشهد اللبناني ، لكن من يدقق النظر في المشهد الإعلامي المتنوع بصفحاته السياسية، يجد اشتراك عموم فضائياتهم المعروفة والمؤثرة مثل المستقبل والميادين والجديد والمنار وال L BC وNbNواللبنانية ، تلتقي جميعها تحت سقف المواطنة والدفاع عن الوطن ، وينبغي للإعلاميين العراقيين إدراكه جيدا ً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك