الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه حيث يقول: (ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن).
ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك ، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى. بهذه الكلمات ابتدأ بها رسالتي هذه فاي كلام أبلغ من كلام سيدتي ومولاتي زينب عليها السلام التي لطمتها بشجاعة بوجه من كنت له خير حفيد في زمننا هذا ، لتستمر بنهج جدك المجرم ولنستمر بنهج أمامنا المظلوم ، ولربما تتسائل من انا ؟!! فهل تعرف يا من كانت الوضاعة والخسة شيمتك من أنا ؟؟
أنا أبنة العراق ، أبنة كربلاء والنجف ، أنا من أحرق قلبي أمثالك على اهلي وابناء بلدي ، أنا من شاهدتـُك تركل شباب بلدي بقدميك ، أنا من حفظتُ كل كلمة شتم وجهتها لهم لاردها لك بلغة أخرى لم يألفها لسانك المتسخ ، أنا من عشتُ سنين طوال أتسائل أين ذهبت بأحبتي ؟ ، أنا من يرتعد بدني عند سماع صوتك ، أنا من تتطابق ملامحي مع ملامح من لطمت وجوههم بكفك اللئيمة الغادرة ، أنا ابنة من وصفهم لسانك بأنهم خونة ، أنا من عاهدت نفسها ان لا تكون اماً ذات يوم الا ان تكون انت والطاغية تحت التراب .
أنا من أعلنتُ الحداد في رحم أمي ، فلقد كان الالام والمرارة والظلم جزءاً لا يتجزأ من غذائي الذي يصلني من حبل ربطني بموالية حرمها حزبك ، حزب الرذيلة ، من اهلها وذويها وبحجج شتى أسهلها كلمة خائن ، نعم كانوا خونة فلقد خانت قلوبهم مبادىء البعث بعد ان ملئت بمبادىء ال محمد ولقد خانتهم اعينهم وهي تدمع امامكم بمحبة ال محمد فيالها من خيانة نفخر بها مدى الدهر . خرجت لهذه الدنيا لتحتضني والدتي وترضعني من حليبها الطاهر والذي صاحبته دموعها التي تساقطت على وجهي الذي عرف معنى الدموع قبل ان تدمع عيناه !!! نشأت ولم اعرف معنى كلمة جد وخال وعم فلقد ساق حزبك بعضهم الى المجهول وغادر العراق مكرها البعض الاخر هروباً من جوركم وظلمكم .
مرت الايام سريعاً لتطرق التسعينات أبوابنا والتي كم تمنيت ان تكون احن علينا من الثمانينات التي طوت احبتنا وقلوبنا في صفحات حزن عميق ولكن كيف ذلك وانتم قادة العراق !! فلقد جر قائدك الينا دول العالم بحرب بعد قراره الذي ترجم فيه اصلكم ومهنتكم الشهيرة ( التسليب ) وقد كبرت حد انها بدأت بتسليب دولة جارة !!! وهنا لم تستطع كربلاء والنجف والحلة والبصرة وميسان والناصرية وكذا شمالنا الذي ناله ظلمك وظلم حزبك ان يصمتن ، كان العراق يصرخ الماً منكم ومن اعمالكم التي ارادت النيل من شخص المواطن العراقي وجعله في صورة اللص الذي يسطوا على جاره الامن فما كان من هذه المحافظات الا ان تنتفض بوجهكم التعس بكل شجاعة ثورة العشرين ولتسحق شباب صغار هيبت دولتكم الوضيعة غير ان قلة سلاحنا وخذلان وصمت الدول عظمى التي لم تعتبر ضرب حكومة لشعبها بالصواريخ جريمة انسانية !!! عوامل جعلت طيارنكم ودباباتكم تكتم صوت انتفاضتنا ذاك الصوت الذي كنت أسمعه من بغداد وان اتسائل عن معنى مفردات يتداولها والدي سراً مع والدتي من ان ثمة ثورة وانقلاب وانتفاضة وسقوط نظام محتمل !! ولقد اختار والدي هذا الوقت لافهام ابنته كل هذه المفردات بعد صمت عهدته منه طيلة الثمانينات حرصاً على عائلة من زلة لسان طفل بريء !!
انتظرت طويلاً امام نافذة غرفتي أبطالاً رسمت مخيلتي لهم صوراً غير ان الوقت مر دون ان يأتوا ، مر يوم فأخر ، ولترتفع صرخات والدتي وهي تضرب وجها قائلة لقد أبادوهم جميعاً فلم تكن هناك وسائل اتصال لمعرفة ما حل بهم ومرت اشهر قبل ان تنسدل ستار جريمتكم النكراء بحق محافظاتنا الجنوبية والشمالية وفراتنا الاوسط واخفيتم الالاف مؤلفة من البشر في فترة زمن قليلة ولن استعرض جرائمكم ايها المجرم فلابد لذاكرتك ان تعينك في استرجاع صراخ وملامح شباب اسكتهم بالضرب والتعذيب واطلاق النار ومن ثم جمعهم في حفر من نور واخفيت عنوانهم عنا .
وها قد اتى اليوم الذي اجدك فيه في قفص الاتهام مع زمرة من المجرمين امثالك تحاكم عن الجرائم التي ارتكبتها بحق ابناء هذا الشعب الطيب وفي ذات الشهر الذي ظلمتهم به فمن يعمل مثقال ذرة شر يره فلا تعتقد ان بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة ، وها انا اترقب اللحظة التي تعدم فيها لارفع عن قلبي وشاح الحداد الذي ارتديه طيلة عمري ولتعلم ان يوم اعدامك سيكون يوم عيدي وفرحتي وفرحة شعبي ، سأنتظر اللحظة التي يعلن فيها هذا الخبر الذي اتمنى ان يـُزف لي من وكالة انباء براثا كاحلى خبر عاجل سمعته في حياتي لتتم فرحتي التي لم تكتمل بخبر الطاغية التكريتي المقبور وعهد علي ان أشتري الحلوى واتوجه لقباب ال محمد لابحث هناك عن الامهات والارامل التي تسببت لهن بجروح مؤلمة فلعمري لن يجدن امكنة غير تلك القباب ليفرحوا فيها بذلك الخبر الذي اجزم ان ارى فيه الامهات باكيات بعد الزغاريد ولكني حينها سامسح كل دمعة واقبل ايدي الامهات واخبرها باننا اولادها وبناتها وان زمن الرأس المرفوعة قد اتى ايها الظالم ، فلا تفرح لان الارهاب يحصد ما بقي لنا من الوليان والاهل فشهيدنا اليوم يسير بجنائز مهيبة ويفخر به اهله وذويه وليس كما كنتم تفعلون بان تأخذوهم الى حيث اللامكان ولترسلوا لنا تلك الورقة المذلة بان ابنكم خائن وليس لكم حق الحزن عليه فبحق اخوتي واهلي وابناء بلدي ممن لا اعرف لهم قبراً وممن استلامناهم وقد باتت اجسادهم مطفأة لسكائركم الحاقدة اننا لن نحني ولن نترك مذهباً ضمن لنا عدائكم وضمن لنا خير الثواب والى جهنم وبئس المصير ايها المجرم الضال فأين المفر من حكومة الله أين المفر من معادات ال محمد فسود الله وجهوكم وحشركم مع احبائكم وحشرنا مع احبائنا .
وكم اتمنى من كل قلبي ان تصلك رسالتي هذه والتي كان جزءها الاول موجها للطاغية غير ان مفاجئة اعدامه سبقت نشرها فعسى ان تصلك كلماتي وموعدنا يوم الحساب يوم نشكو ظلم حزبكم لبارئنا وهناك ستسمع ما يكسر صلف عيناك القبيحة الا لعنة الله عليك بقدر ظلمك ورحم الله شهادئنا من ابناء حلبجة البطلة وشمالنا وجنوبنا وكل بقعة ظلمت بها وابكيت العيون بتلك العيون سترسم الفرحة يوم اعدامك المرتقب وبكلام ابنة امير المؤمنين عليه السلام اختم كما ابتدات واقول لمن يسير بدربكم بان هذه نتيجة من يعادي العدل والحق فما لكم وهذا الدرب ؟!!
فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين.والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله ان يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، انه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل).انا كنت اعلم ان درب الحق بالاشواك حافل خال من الريحان ينشر عطره بين الجداول لكنني اقدمت اقفو السير في ركب الاوائل فلطالما كان المجاهد مفردا بين الجحافل ولطالما نصر الالــــه جنوده وهم القلائل فالحق يخلد في الوجود وكل ما يعيده زائل ساظل اشدو باسلامي وانكر كل باطــــل ساظل اشدو باسلامي وانكر كل باطـــل
أحدى ضحايا ظلم دولتكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha