المقالات

عشية عرض التقرير بشأن العراق على الرئاسة الامريكية الأمنيات لا تخلق الواقع.. وبعض السياسيين لا يفرق بينهما


( بقلم : علي حسين علي )

يذهب بعض السياسيين العراقيين بعيداً في توقعاتهم بخصوص التقرير الذي يعده السفير الامريكي وقائد القوات المتعددة في العراق لتقديمه للادارة الامريكية في واشنطن في منتصف الشهر المقبل.. ولعل اقل ما يتوقعه هو ان التقرير سيحدث تغييراً جذرياًَ في العراق! وينساق بعض السياسيين وراء سراب التمنيات بحيث بات بعضهم يبشر بما يشبه الهزة الارضية التي تتجاوز درجاتها العشرة بمقياس رختر!.

ولان بعض سياسيينا لا يميزون بين الاماني التي تعتمل في صدورهم وبين الواقع المعاش، فإن هؤلاء ينحدرون مع تيار الامنيات متناسين انها ـ أي الامنيات ـ لا تمتلك ساقين لتسير بهم الى الهدف. واذا اردنا ان نكون موضوعيين ولا نبتعد عما هو حاصل فعلاً، فإن استشرافنا للتقرير المشار اليه، مع اهميته، إلاّ انه موجه بالدرجة الامريكية الى المجتمع الامريكي، والى الناخب هناك تحديداً.. فالتقرير ـ كما نفهم ـ يضع توصيفاً دقيقاً للوضع العراقي الراهن، ويؤشر الانجازات او الاخفاقات في مجال الامن، ويشير الى الصعوبات والعقبات التي تتسم بها المرحلة الراهنة ويضع الحلول والمعالجات لها، ثم يخرج باستنتاجات للبناء على اساسها.ولم يقل أي من المسؤولين الامريكيين في بغداد او في واشنطن بأن التقرير ـ وهو دراسة جدوى بالاحرى ـ سيقلب الاوضاع السياسية رأساً على عقب، وللتأكيد على ذلك، فإن الرئيس بوش نفسه قد ابدى رأيه في الحكومة الحالية، وقد كان الرأي هذا سلبياً تجاهها، إلاّ انه حين سئل عن فكرة تغيير رئيس الوزراء فإنه اجاب:(تلك مسؤولية البرلمان العراقي).

وما يمكن تصوره هو ان التقرير موجه بالدرجة الاولى الى المجتمع الامريكي، وما يهدف اليه هو رسم صورة واقعية للاوضاع في العراق مع تأشير التحسن الامني بنسبة ملحوظة في الفترة الاخيرة.. فالرئيس بوش يحكم بلداً ديمقراطياً، ولم يكن حاكماً لاحدى دول العالم الثالث، لذا تراه يستعرض اوضاع الاتحاد بين وقت واخر، ويتناول المشاكل الدولية وعلاقة بلاده بها كلما اقتضت الحاجة، او كلما كان ذلك مطلوباً في الكونغرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون (المعارضة).

واذا كان الحال هكذا، فإن تصورات البعض بأن التقرير المذكور تبدو بعيدة عن ارض الواقع وما هي إلاّ مجرد امنيات قادتها عين واحدة مصابة بقصر النظر.. وحقيقة الامر هو ان التقرير المتوقع تسليمه للزعامة الامريكية بعد ثلاثة اسابيع سيتضمن عرضاً دقيقاً عن الاوضاع الامنية العراقية بالدرجة الاولى فضلاً عن توقعات واستنتاجات يطرحها على المسؤولين في واشنطن.. ولا يعني هذا تغيير الاوضاع كما يتوهم البعض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك