منذ سقوط عدد من المدن العراقية بأيدي خوارج العاصر بدأ من شهر حزيران من العام الماضي, مانفكت الجمهورية الإسلامية في ايران تعبر عن دعمها ومساندتها للعراق في حربه ضد قوى الإرهاب. وظهرت صور لقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني وهو يجوب خطوط التماس بصحبة عدد من قادة الحشد الشعبي.
الا انه وبالرغم من ان الدور الإيراني لازال مقتصرا على تقديم المشورة وبالرغم من عدم وجود قوات ايرانية نظامية على الأرض, الا أن البعض يحاول تهويل الدور الإيراني وكأن ايران تقود المعركة في العراق اليوم, وان القادة العراقيين لاحول لهم ولا قوة . فالمعركة التي تخوضها القوات العسكرية العراقية بمختلف صنوفها من جيش وشرطة واستخبارات وحشد شعبي, تخضع لغرفة عمليات مشتركة يشرف عليها القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي.
ولو فرضنا جدلا أن ايران تجهز العراق بالأسلحة وان طيرانها يشارك في قصف مواقع تنظيم داعش , وان هناك قواتا ايرانية عسكرية على الأرض تحارب الارهاب, فما هو المانع من ذلك؟ أوليس الإرهاب خطر يهدد المنطقة والعالم؟ أولا يعتبر تنظيم داعش الإرهابي الشيعة عدوه الأول الذي لا يستحق سوى الإبادة؟ اولم تشارك 60 دولة في تحالف دولي لمحاربة الإرهاب؟
فلماذا يحق لدول صنعت الإرهاب ورعته ولازالت ترعاه من وراء حجاب مثل السعودية والبحرين, فلماذا يحق لها الإنضمام لتحالف يدعي محاربة الإرهاب, ولا يحق لإيران المستهدفة من التنظيم ان تشارك العراق في حربه ضد قوى الظلام؟ هل هو الخوف من النفوذ الإيراني؟ وهل النفوذ الإيراني حديث عهد في العراق لكي يتم التحذير منه؟ فالنفوذ الإيراني في العراق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار, وحاله كحال النفوذ السعودي والتركي والأمريكي .
ولذا فإن الأصوات المعترضة على الدعم الإيراني للعراق في حربه مع الإرهاب إنما تخشى من كسر شوكة الإرهاب , وفشل محاولة استخدام ورقة داعش للإنقلاب على العملية السياسية واعادة عقارب الساعة الى ما قبل عام 2003. ومن هنا فعلى كل من يدعي مناهضة الإرهاب أن يقول مرحى بالدعم العسكري الإيراني , فالعراق يحارب الإرهاب نيابة عن العالم, وهو بأمس الحاجة الى أي دعم دولي ولو كان من دولة بوركينافاسو!
https://telegram.me/buratha