المقالات

معركة تكريت ،صراع إستراتيجيات ...!

1131 2015-03-05

تكشف معركة تكريت وتحرير أرضها وأهلها من أسر إحتلال تنظيم " داعش"،أكثر من إشارة دالة على تحولات نوعية في الملف العراقي ، وآفاق الصراع الإستراتيجي الأمريكي - الإيراني بخصوص تفوق الحضور والإرادة في العراق والشرق الأوسط .

وإذا كانت أولى الإشارات تعني إعادة بناء القوة العسكرية والأمنية العراقية ،وترصين ثقتها بنفسها وقدرتها القتالية المسنودة بحشود شعبية وتأييد وطني شامل ، فأن الصفحة الأخرى، المهمة والعميقة ، تتجلى بوضع قدرات وإمكانات وسياسة كل من إيران وأمريكا رهن الإختبار والتفوق، ليس في العراق وحسب ، بل كافة الملفات موضع التنافس والنزاع الإيراني الأمريكي .

المتحدث بأسم وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " ستيف وارن ، اشار الى أن واشنطن " لم تشارك باي شكل من الأشكال " في العملية التي شنتها القوات العراقية من أجل استعادة مدينة تكريت من أيدي تنظيم داعش ، ونقل عن المتحدث نفسه ؛ نحن لا نشن غارات دعما للعملية في محيط تكريت ، مشيرا ً الى أنه يعتقد ان ميليشيات شيعية تدعمها ايران شاركت بالعملية العسكرية، وأوضح المتحدث ان الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتلقو طلبا من العراق لشن غارات دعما للقوات الحكومية لإستعادة تكريت .

وعودة الى أوليات موضوع الصراع مع "داعش " ،وتشكيل التحالف الدولي الذي أصرت امريكا وبعض دوله على "خطأ ً" إقصاء إيران عنه ، فأن القراءة الأمريكية السياسية والعسكرية لما يحدث في تكريت ، يشكل تحديا ً واقعيا ً للدور الأمريكي الذي يواجه وجود " داعش " من الجو ، في حضور بطيئ وتعجيزي احيانا ً، حين يضع سقفا ً يمتد لثلاث سنين او اكثر ..!

بينما يعطي الدرس الإيراني تعريفا ً صريحا ً لقدراته بمسك الأرض ،وتقديم خيرة جنرالاته والأسلحة والذخائر للمشاركة بتحرير أرض العراق من " داعش "، في خطوة عبرت فيها بغداد عن بلوغها سن الرشد ، حين خاضت المعركة دون اشعار واشنطن ، ولاندري ان كان تحولا ً جديدا ً في الموقف العراقي ، أم هو إجراء إحترازي أرادته إيران ان يشكل عنصر صدمة للتقديرات الأمريكية ..! وماهي التوقعات بشأن الموقف الأمريكي بعد ذلك ..!؟
إنتصار القوات العراقية المسنودة بدعم إيراني صريح وفاعل في تحرير تكريت ، يعطي إشارات عملية على تحرير كامل المدن في زمن قياسي لايتعدى الصيف المقبل في حال تواصل ميزان المعركة كما يحصل الآن ، وهو مايجعل التحالف الدولي بقيادة أمريكا يواجه عمليا ً بتصريح الإستغناء عن خدماته ..!؟

هذا يعني إنتصار الإستراتيجية الإيرانية ،وتفوقها على الإستراتيجية الأمريكية مايجعل طموحات إيران وماتختزن من أهداف تومض فيها أحلام الماضي مع شعاع الحاضر ، تتسيد الراهن السياسي في العراق والشرق الأوسط ، وهو مايضع امريكا ، صانعة الواقع السياسي للعراق الجديد ، امام أختيار جديد يتمثل بإستخدام القوة لإنتزاع العراق من إيران، أوربما هزيمة جديدة ، وإحباط معلن لصفتها القوة العظمى في العالم ..!
جدل المعارك ونتائجها ،والسلوك الإيراني أزاء بعض القضايا الطائفية الحساسة في العراق سوف تعطي لنا الإجابات العملية مع قابل الإيام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك