المقالات

الى المرأة البرلمانية مع التحية


من جملة التغيرات الجذرية التي طرأت على المجتمع العراقي بعد سقوط الطاغية التغيير الحاصل بالنسبة لوضع المرأة العراقية من حيث نظرتها الجديدة للمجتمع ومنظور المجتمع لها وعليه فقد ترتب على هذا الوضع الجديد الكثير مما عشناه خلال الاربع سنوات الماضية ، وفي ما يخص المرأة تحديداً فلقد تم زجها مبكراً في المعترك السياسي ببركة التهليل الذي كان شعاراً للكثيرين من حيث ان كل فئة ان لم تحصل على مطالبها منذ الان فقد تخسر للابد ومن هذا المنطلق اندفعت المرأة وبشكل كبير تراقب الافواه لتعتبر ان كل ما يقال هو حقها !!.

وبعيداً عن وجه نظرنا المتواضعة والتي اعتبرت ترجيح الكم على النوع بالنسبة لتحديد نسب رقمية معينة لتواجد المرأة في النظام البرلماني والحكومي خطأ فادح خاصة لمشروع سياسي رقيق العود محاط بالاعاصير المدمرة كمشروعنا والذي بدأ هادئاً حذراً بادىء الامر ولتشتد عليه في ما بعد اعاصير الشر الدموية ولتكون المرأة مستهدفة ومنذ الايام الاولى كما حصل للسيدة عقيلة الهاشمي ، ولما كان هذا هو الاساس الذي بـُني عليه ما بُني صار من غير المجدي التكلم في ما كان يجب أو لا يجب وان كانت مجرد عرض ليس الا وصار بداً لنا التعامل مع واقع نرى فيه دور المرأة في البرلمان خافتاً جداً والقاء الضوء على المراة البرلمانية دون الحكومية له هدف في ان هذه المراة تمثلنا داخل البرلمان اي انها تمثل اكبر فئة في المجتمع .

عزيزتي البرلمانية كلنا يعلم كيف كان دخول المرأة للمعترك السياسي حيث انه لم تدخل أي امرأة الى العملية السياسية بدون دعم من حزب او قائمة ا ولا يحسب هذا من النقائص خاصة بوضع متدهور كوضع العراق الذي يصعب فيه ان تدخل المراة الى هذا المعترك بصورة منفردة فكرياً مالم تنتمي لخط له ماضي في المعارضة والمتابعة السياسية وهذا ما تخصص به الرجال اكثر من النساء في المهجر وحتى في الداخل ، غير انِكِ الان في قلب الحدث وقد حصلتي على ما طالبتي به ووقفت بعضكن في بعض الاحيان بوجه ا الرجل السياسي عارضات سيلاً من المظلوميات والشكاوى والتي تطالب بشيء واحد منسلخاً عن اي محتوى وهو التواجد بنسبة الكم في البرلمان وقد تحقق الامر سؤالي لكي ماذا بعد ذلك ؟!!

كمواطنة عراقية لم اسمع لكي كلمة مميزة او رأي في شيء ولااقصد بالتميز التضاد كما يفعلن البعض ممن اتغاضى عن فكرة انهن متوجدات في البرلمان ولكن نتحدث عن التي تمتلك دعم خاص من جهات او خطوط جمعت البعض تحت راية واحدة و توغلت وذابت في المجتمع العراقي ووصلت بشخوصها الينا في الاماكن العامة من خلال اعمال ومشاريع وكلمات واهتمامات تتناقلها الالسن ليعلو شأن من يعمل في سبيل الله كذا من يعمل لمأرب شخصية فالمواطن اذكى من ان يًخدع مالم يريد ذلك !! خاصة في سماء سياسية كسمائنا الجديدة فالكل يدافع عن مبادئه صحيحة كانت ام خاطئة !! وفي عودة للمراة البرلمانية اجدها صامتة وليست بنشاط الخط الذي تنتمي اليه وكونها صامتة هذا لايعد اتهاماً لها بان دورها غير فعال وانما أشارة الى ان دورها مبهم فيما ان كان متواجد وانها لا تهتم بشق الضباب بينها وبين من تمثلها من المواطنات .

وربما يرد على كلامنا بان فلانه تعمل والاخرى تقترح غير اني لا اجدها على الساحة ولا تصلني اخبارها وعملها كما يصلني من اعمال بعض البرلمانيين والتي يتداولها الناس أو تنشرها الصحف والمواقع حتى في ابسط الامور وهو الاستنكار فمن النادر جدا ان ارى برلمانية تستنكر !! رغم ان الاستنكار في حد ذاته بات امراً مستنكراً !!! فهل لي ان اقول لكي اين انتي ؟!! لقد صممتي على الحصول على رتبة ما وقد حصلت عليها فماذا بعد ذلك وانتي تمثلينا ،ما المشاريع والمقترحات التي قدمتيها للبرلمان من اجل المراة العراقية المتأزمة الوضع بين ارملة وعانس وأم محتارة في واقع مرير خيم عليه التخلف من كل جانب حتى جعلت من المراة في المجتمع مجاهدة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وهل فينا مجادل لتلك الصفة فان لم تعد مجاهدة لتحملها اصعب ظروف الحياة كجمع الماء وانتظار الكهرباء في يوم لاتقرر الشمس والقمر فيه النهار والليل وانما الماء والكهرباء هما من يحددان لها النوم والعمل !!! فان لم تكن مجاهدة لذلك فانها مجاهدة لان قلبها يموت في اليوم عشرات المرات وهي تنتظر الزوج والابن وتتوقع في اي لحظة ان تحصل على لقب ثكلى او ارملة ولتواصل جهادها رغم ذلك .

عزيزتي انتي تمثلين هذه المرأة فهل من بصيص أمل على ان دورك فعال في دعم هذه المراة وليس فقط عبر اقنية البرلمان وانما وباعتبارك انسانة ذات طاقة مميزة لتعتلي هذا المنصب فلا بد ان تكون لكي اهتمامات اجتماعية تجعلكِ في محك مع المواطنة البسيطة من خلال الاشراف على مشاريع لم ارى منها الا الكلمات او تنفيذا متواضعاُ لا يتناسب مع كم الاحتياجات لملايين النساء فعلى سبيل المثال لم تتصدى امرأة لاكمال مشروع انسانة اتمنى لو انها كانت متواجدة معنا هذه الفترة فما كانت لتقصر فهي سارت في مشروعها في احلك الظروف الا وهو مشروع مدارس الزهراء التي كانت نواتها مدينتي النجف والكاظمية بأشراف العلوية الشهيدة الطاهرة بنت الهدى والتي تعد نبراساً للكثيرات في الوقت الحاضر وكأسم فقط للاسف !!! فمشروع كهذا ممكن ان يستقطب ريحانات من بلادي وليكون الدين جنباً الى جنب مع العلم في مدارس كهذه المدارس انجبت خيرة النساء رغم قصر الفترة . والكثير من المشاريع الاجتماعية البسيطة في الطرح والتنفيذ المثمرة من حيث غزراة النتائج وما توجهنا الى المراة البرلمانية دون الاخريات من اللاتي ليس من الصعب عليهن الاشراف على هكذا مشاريع الا لسبب بسيط كون المراة البرلمانية على اتصال مع كافة فئات المجتمع وبالتالي تتمكن من التمهيد وتسهيل مهمة هكذا مشاريع من خلال تمريرها عبر البرلمان .

عزيزتي البرلمانية اما ان تكوني على قدر المسؤولية التي استقتلتي للحصول عليها واما ان لم تجدي في نفسكِ الكفاءة في التغيير والعمل النافع لواقعنا فلابد لكِ من الانسحاب وليتصدى الغير لذلك وعليكِ عدم اشتراط كونه رجل او امراة وهذا ليس من باب تقليل شان المراة واعتبار الرجل قادراً على التغير فكل من يمتلك نعمة البصر قادر على تميز ان هناك الكثير من المتفرجين نساء ورجال في البرلمان غير اني من المؤديين ان نسبة نجاح الرجل في وضع صعب كالذي نعيش هي اعلى من نسبة نجاح المرأة التي ان اعترفت ام لم تعترف بانها تنجح في معترك السياسة في حالة واحدة فقط هو سيادة القانون وعندها يحق لها ان تقارن نفسها مع السياسيات من دول اخرى فلم نرى ونسمع يوماً ان امرأة قد قادت انقلاباً او تصدت لتغير كبير بل سمعنا انها تشارك فيما بعد في العملية السياسية ورحم الله أمرىء عرف قدر نفسه .

وفي حياة الزهراء روحي لها الفداء ودورها في المجتمع الاسلامي أسمى وارقى الوان التعامل مع مشاكل المجتمع من قبل سيدة نساء العالمين ليس من حيثية حكمة التصرف وما ينتج عنه فحسب وانما من حيث دقة التوقيت في اثارة مسالة ما ، وجل ما يجعل هذا الخط الصادق من ارقى خطوط تدخل المراة في مسائل مجتمعها هو تقديم المصلحة العامة للدين والمجتمع على المصالح الشخصية ولتكون القضية شاملة عامة قضية مذهب بأكمله !! ونسال الله ان تكون حياة الزهراء عليها السلام نبراساً عملياً لكل أمراة مسلمة ونتمنى التوفيق لكل أمرأة صابرة في هذه الظروف الاستثنائية . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد واله الغر الميامين .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك