قاسم العجرش
الأجابة على حزم الأسئلة التي نثيرها دوما، والمتعلقة بالديمقراطية، تبدو في الوهلة الأولى عسيرة، لكن عقد الأجابات ما تلبث أن تنفك!.
القراءة والكتابة ليست موهبة ولكنها تعلم، ولم يسجل التاريخ أن مولودا ما قد ولد وفي يده قلم، وفي السياسة والحكم، لا تستطيع الشعوب أن تكوّن خبرات متعلقة بالديمقراطية، أو بالعمليات الديمقراطية، إلا عبر الممارسة واتجريب والتدريب.
نحن لسنا الأولين، مثلما لسنا الآخرين في هذا المضمار، ولسنا أول من أقتضى وضعهم خوض أكثر من تجربة، قبل أن يمضوا على طريق التحول الديمقراطي، قد تتلكأ التجربة الأولى وتتعثر، بل قد يكون الفشل مصيرها، ولكن حتى إذا حدث ذلك؛ فهو لا يعني أننا عاجزون أن نخوض غمار تجربة، يمكن أن توصلنا الى بلوغ آفاق الديمقراطية.
لقد كان أنجلاء غبار معركة أسقاط صدام ونظامه، إيذان بأن اللحظة المناسبة من أجل الديمقراطية قد حانت، لكننا لغاية اليوم، لسنا متيقنين فيما إذا كان العراقيين أو ساستهم، قد تعلموا الديمقراطية أم لا، وفيما إذاكان ثمة طريق آخر يمكن أن نسلكه؟ وهل يمكن مثلا أن يأتي حاكم مستبد عادل؟ وهل هناك مستبد عادل حقا؟
تنفتح أجابة هذه الأسئلة على سؤال آخر، هو هل أننا نرغب حقا بالديمقراطية؟ وأذا كنا كذلك، فهل عبرنا عن ذلك، بكيفية ما قبل سقوط نظام صدام؟
تأتي الأجابة هذه المرة، من قوافل الشهداء التي قدمها صبرا هذا الشعب، فليس معقولا أن كل تلك التضحيات كانت عبثا، أو بلا هدف محدد، كما أنه ليس من المنطقي أن يقدم الشعب خيرة أبناءه مهجهم طوعا، على مذبح إنعتاقه، من دون أن تكون الحرية هدفا نهائيا، وهل للحرية من مصداق غير أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بطريقة تفي تلك التضحيات حقها؟
حتى هذه اللحظة، يمكن القول بأن العراقيين الذين قدموا تضحيات أضافية، بعد سقوط نظام صدام، تفوق ما قدموه أثناء فترة حكم هذا النظام، ما قدموا ذلك من أجل أن تحكمهم نخب سياسية فاسدة، أو عصابات الساسة التي أحترفت اللصوصية، واللعب على الحبال كلها.
إن على هذه النخب الفاسدة، وعصابات اللصوص، أن تعي بأننا عقدنا العزم، على تصحيح مسيرة التحولات الديمقراطية، وأن على شراذم الأفاقين من ساسة الغفلة،أن يضعوا في حسابهم، أن مرحلة جديدة قد بدأت، وأن التجربة السابقة عثرة، يمكن تجاوزها بقليل من الصبر..
كلام قبل السلام: ثمة منهج تبناه الأنكليز في علم الأدارة عنوانه: "التدريب أثناء المهنة"!
سلام...
https://telegram.me/buratha