بقلم: حسن الهاشمي
ونحن على أعتاب مولد أشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله في 11 شعبان عام 33 للهجرة، وجهت وجهي شَطْرَ كربلاء.. وقصدت بقلبي قبراً لسبط سيّد الأنبياء، لصاحب الضريح الأقدس البهيّ، الحسين بن عليّ. فإذا بي أرى قبراً مُلحَقاً به! سألت عنه فقيل لي: إنّه قبر ولده الزكيّ، عليّ بن الحسين بن عليّ، دُفن عند رِجلَي أبيه سيّد الشهادة، خفضاً للجَناح إلى يوم القيامة.وإذ أنظر إلى ذلك القبر النيّر.. كأنّي بشاعر ينشد، اقتربتُ منه فأنصتُّ إليه فاذا هو يقول مناشداً:قِفْ بي على ذاك الضريحِ الأنوَرِ بتفـجّـعٍ لنـوى علـيِّ الأكبـرِ وضَعِ الشفاهَ عليه وانشقْ تَـربةً نَفَحتْ بطِيبِ شذا نسيـمِ العنبـرِ للهِ قبرٌ ضـمّ منـه ضـريحُـهُ مكنـونَ لؤلؤةٍ بعِقـدٍ جـوهـرِ فوقفت خاشعاً أمام قبر الشابّ الشهيد الذي قُتل بين يدَي أبيه.. أستذكر التاريخ عن أوصافه، وعن سجاياه وأُرومَته..فامتلأ قلبي إعجاباً وحبّاً لهذا الفتى الهاشميّ العلَويّ، لكنّ روحي ما تزال ظامئةً إلى الاقتراب منه والتعرّف على المزيد.. فإذا بشاعرٍ كأنّه يستجيب لنداء الروح، فيقول:لم تَرَ عـيـنٌ نَـظَـرتْ مِثـلَـهُ مِن مُحتَفٍ يمشي ومـن نـاعِـلِ كـان إذا شُـبَّـت لــه نــارُهُ أوقـدَهـا بـالـشـرفِ القـابـلِ كيمـا يـراهـا بائـسٌ مُـرْمِـلٌ أو فـردُ حـيٍّ لـيـس بـالآهـلِ لا يُـؤْثـرُ الدنـيا علـى ديـنـهِ ولا يبيـعُ الـحـقَّ بـالبـاطــلِ أعني ابن ليلى ذا النَّدى والسُّـدى أعني ابنَ بنتِ الحسَبِ الفـاضـلِ كان الإمام الحسين عليه السّلام على صِغر سنّه الشريف قد فُجع بوفاة جدّه وحبيبه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فخلّف ذلك حزناً وشوقاً إلى تلك الطلعة النبويّة الغرّاء، عاش ذلك كلُّه في قلب الحسين عليه السّلام منذ صباه.. حتّى رُزق بولده «عليّ الأكبر» الذي تكشّفت ملامحه الغرّاء عن نورٍ خاصّ، فأصبح مرآة الجمال النبويّ، ومثالَ خلُقهِ السماويّ، وتعارف عند أهل البيت أنّه أشبَهُ الناس خَلْقاً وخُلُقاً بمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.لا يُـؤْثـرُ الدنـيا علـى ديـنـهِ ولا يبيـعُ الـحـقَّ بـالبـاطــلِ، هذه الخصلة هي التي خلدت علي الأكبر عليه السلام، وما أحوجنا إلى تلك الخصال ونحن نعيش زمن الزور والسحت والعهر السياسي الذي يبيع المنافق فيه ضميره ووطنه وقيمه في سبيل حفنة من الدولارات، إرضاء لنزوات مريضة تسول له نفسه أن يرتكب أبشع الجرائم والموبقات بحق الأبرياء من الشعب العراقي الممتحن، في سبيل الوصول إلى مآربه الشيطانية خدمة للمحتل وتواصلا مع أجندات لدول إقليمية هي في تضاد مع ما يطمح إليه الشعب الصابر من أن يعيش حرا كريما عزيزا كما أراد له أن يعيش الإمام الحسين وولده علي الأكبر عليهما السلام، وكل من غرس شجرة الحرية والكرامة بدمه الطاهر منذ ملحمة كربلاء حتى يومنا هذا.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha