المقالات

موقف المرجعية من الاعمال العشائرية في فض النزاعات بالسلاح

2094 00:42:21 2015-02-07

بين فترة واخرى تظهر لنا سلبيات اخرى لعدم وجود قانون يحمي المواطنين في حالة حصول نزاع بين ابناء الوطن الواحد لاي سبب كان ؛ ولما كانت الحكومة عاجزة عن المطالبة بعدم التطاول على القانون ؛فقد عمدت الجكومة الى تقوية جانب رؤساء العشائر ؛ بسبب الحاجة الى اصوات ابناء عشائرهم في الانتخابات .

وكانت توجد بعض العشائر في جنوب العراق تتفاهم فيما بينها بصورة خارجة عن القانون , وتبقى قوات النظام الصدامي تنظر اليهم حتى تنتهي تلك المعارك الدامية ؛ ولكن هذه المعارك كانت تحصل في مناطق نائية وبعيدة عن المدينة , ولم تكن الناس في المدينة تشعر بها .

ولكن في هذه الايام صارت الحكومة لا تتدخل في النزاع العشائري في اي مكان حصل من البلد , حتى اصبحت الناس لها قانون والعشائر لها قانون اخر , وتتم المعالجات في العادة بعيدا عن الدولة وبقوة السلاح الذي يعتبرونه قاطع لفتن كما يعبر بعضهم جهلا وعتوا .

وبسبب خطورة واثار مثل هذه الاساليب في معالجة المشاكل التي تحصل بين ابناء الشعب الواحد صار لزاما على العقلاء ان يبحثوا عن وسيلة لايقاف هذا النهج الفوضوي في حل النزاعات , وقد اصبحت القضية خطرة جدا وكلما كان الشارع مليئا بالسلاح ولاي سبب كان صار الاحتكام اليه امرا طبيعيا أكثر وهذا ما حصل بالفعل هذه الايام .

ومن هذا المنطلق دعت المرجعية الدينية الجميع الى الالتزام باحد امرين اما الاحتكام الى قانون التصالح في مورده المناسب له او اللجوء الى القضاء في حل مثل هذه القضايا , وكان هذا الموقف انطلاقا من حرص المرجعية على دماء الشعب العراقي الذي يذهب نتيجة اللجوء للاسلوب العسكري في حل النزاعات .

والمعروف ان المسؤولية الجزائية في الفقه الاسلامي لا يقتصر دورها على اقامة العدل في تلقي المعتدي جزاءه المناسب مع عمله كما هو واضح من خلال العقوبات الاسلامية وانما الهدف الاخر هو الحفاظ على وحدة المجتمع امام الظروف المماثلة لان التدخل غير المناسب في عمل رجال الشرطة سيؤدي حتما الى عدم العدالة في تطبيق القانون وهو امر مرفوض من الشارع وهو غرض اصلي واستراتيجي في مثل هذه التشريعات الفقهية الجزائية .

ولما كان تطبيق القانون ايضا يحتاج الى جو من الامن بالنسبة الى المسؤول عن تطبيقه ؛ صار من المهم جدا الا يعامل بعض الناس معاملة مختلفة ؛ لانهم ينتمون الى عشائر لها سلاح وعدد وعدة فيما يبقى بقية افراد المجتمع تحت طائلة القانون ويطبق عليهم من دون محاباة .

وقد كانت الدعوة الاخيرة للمرجعية من اجل اقامة العدل الاجتماعي في اعلى صوره كما كانت تهدف الى الحفاظ على وحدة الشعب امام القانون سواء الذين يملكون عشائر مدججة بالسلاح او الذي يعيشون حياة مدنية ولا يعتمدون في حل نزاعاتهم الا على ما يحق لهم فعلا كما هو حال كل مواطن في هذا البلد .

ويمكن القول ان هذه المطالبة هي لبنة جديدة فيطريق اقامة صرح العدالة الاجتماعية على مستوى تطبيق القانون في الحالات الجزائية لان الاحتكام لغيره لا يعد حلال شرعيا ولا قانونيا بل فوضى تتحكم فيها كمية السلاح التي يملكها هذا الطرف او ذاك .

يضاف الى ذلك فان الشعب العراقي بحاجة الى كل رصاصة تطلق في حل مثل هذه لنزاعات للذود بها عن حرمات ابناء المدن التي احتلت بسبب تقصير الحكومة السابقة والتي لا زال امرها في طور الحل والعتاد والسلاح هما من الامور التي يشتكي منها المجاهدون كثيرا .

ولعل العتاد الذي يصرف في حل مثل هذه النزاعات يمكن ان يساهم في حل مشكلة الوطن الكبرى ويحافظ على استقلاله ضد الطامعين فيه علاوة على ان هذا الاستخدام السيء للسلاح لا يحل مشكلة عند ابناء تلك العشائر وانما يسكت بعضها لبعض الوقت ثم تبدا من جديد معركة جديدة لاخذ الثار مرة ثانية وهكذا .

والمرجعية تعي مثل هذه الاساليب واثارها السلبية على المجتمع وعلى تطبيق القانون من قبل الاجهزة الامنية بصورة عادلة وهي تحاول ان ترمم بعض ما اغفلت الحكومة ترميمه داخل النسيج الاجتماعي في العراق نتيجة بحثها عن الاهداف الذاتية وتركها للاهداف الموضوعية والتي تصب في مصلحة المجتمع .

ولابد ان تدرس هذه الدعوة بنظرة قانونية واجتماعية لكي يفهم الناس اثار تدخل المرجعية في الشان العام لان مثل هذه الدعوة لا تفهم من قبل الناس حتى تحلل الى الاسباب الموجبة والاثار الايجابية ليتضح للناظر والسامع حجم الفائدة التي سيجنيها المجتمع من الالتزام بمقتضى هذه الدعوة التي صدرت بعد دراسة مستفيضة وهذا ما عودتنا عليه المرجعية العليا حيث نرى ان التوجيهات تكون مدروسة من جهة الاثر والتوقيت معا وهذا ما شهدت به الايام الماضية حيث راينا كيف صدرت الاوامر في توقيتات غاية في الدقة وجعلت اعداء الشعب يغيبون عن الوعي نتيجة الصدمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك