المقالات

مزارع الطماطم في الزبير!!

2551 2015-02-06

يعاني القطاع الزراعي العراقي من مشكلاتٍ تراكمت عبر أكثر من ثلاثةِ عقود من الزمان، حيث شكل استدعاء الأيدي العاملة أبان حرب الخليج الأولى بدايةِ هبوط الخط البياني للإنتاجِ الزراعي الذي تكاملت صورته المهينة في أعوامِ الألفية الجديدة حين برزت حاجة الأهالي في بلدٍ كان يشارَ إليه فيما مضى بأرضِ السواد إلى استيراد ( البصل ) و ( الخباز ) من بلدانٍ مختلفة!! 

وبخلافِ ما معمول به في بلادنا، تسعى بلدان بعضها تندر فيها المياه إلى تنميةِ واقعها الزراعي، إضافةً إلى إعدادِ خطط وبرامج لفتحِ أسواق جديدة لمنتجاتها الزراعية، فعلى سبيلِ المثال لا الحصر أعلنت وزارة الزراعة الأردنية أن حجمَ صادراتها من الخضارِ والفاكهة بلغت العام الماضي ما يقرب من ثمانمائة وثمانية وثمانون إلف طن، شكلَ السوق العراقي المرتبة الثانية في الدولِ المستوردة من مجموعِ خمسين سوق تصديري في مختلفِ انحاء العالم!!. 

واللافت للانتباهِ أن صادراتَ الأردن من الخضارِ والفاكهة ارتفعت بنسبةٍ وصلت إلى اثنى عشر بالمائةِ عن مجموعِ ما صدرته من الأنواعِ ذاتها في العامِ الذي سبقه، مشكلةً قيمة نقدية وصلت إلى أكثر من نصفِ مليار دينار أردني، بزيادةٍ قدرها أربعة عشر بالمائةِ عن القيمةِ النقدية المتحققة في العامِ الماضي، إلى جانبِ توجه إدارة الزراعة إلى اعتمادِ قنوات تصديرية جديدة من شأنها تطوير القطاع الزرعي، تتضمن التركيز على تصديرِ الأصناف ذات القيمة التصديرية العالية، فضلاً عن المحاصيلِ العشبية والطبية والعطرية التي أصبحت تغزوَ الأسواق الأوروبية والأميركية.

إن شلل مفاصل القطاعِ الزراعي في بلادنا، نتيجة لما يعيشه من تخلفٍ وتأخر، أثر بشكل سلبي على مجملِ الواقع الزراعي، فضلاً عن مساهمتهِ بزيادةِ كلف إنتاج المحاصيل الزراعية، ما أفضى إلى التسببِ بآثارٍ شديدة على الاقتصادِ الوطني، إضافة إلى اختلالِ مهمة البناء الاجتماعي، حيث أدى استمرار دخول المنتجات الزراعية المستوردة من بلدانِ الجوار وغيرها من دولِ العالم، إلى تسيدِ السوق المحلي والتسبب في المساهمةِ بإصابةِ المنتج المحلي بالكساد، مثلما هو حاصل في عمليةِ استيراد الطماطم عبر منافذنا الحدودية خلال موسم جني الطماطم المحلية، وبخاصة في مزارعِ قضاء الزبير غربي البصرة. وهو الأمر الذي أدى إلى تلفِ محصول الطماطم مخلفاً خسائر مادية جسيمة للمزارعين الذين تدهورت حياتهم، وأعلن كثير منهم هجرته وتركه الأرض التي اعتاد العيش فيها، في حين لم يجد من تبقى منهم سبيلاً غير التظاهر بمحاصيلهم أمام مبنى محافظة البصرة قبل أيام، تعبيراً عن الاحتجاجِ على دخولِ الطماطم المستوردة، وإغفال الحكومة مهمة حماية المنتج الوطني الذي يستوجب غلق المنافذ الحدودية. 

إن صيحات المزارعين في قضاء الزبير تفرض على حكومةِ البصرة المحلية الضغط على إدارة الزراعة للعمل على إعلانِ قرارات ملزمة بإيقافِ عملية استيراد المحاصيل الزراعية خلال موسم جني المحصول، فضلاً عن السعي لتبني برامج واعدة بمقدور آلياتها المعاونة في تهيئةِ البيئة الملائمة لتطوير مزارع الزبير التي انحسر عددها إلى ألفي مزرعة من مجموع عشرة آلاف مزرعة طماطم كانت عاملة قبل سقوط النظام السابق بعد أن أضطرَ كثير من المزارعين إلى تركِ مزارعهم في المدةِ الماضية بحثاً عن لقمةِ العيش، إلا أن هذا الأمر يبدو عصياً على مجلسِ محافظة البصرة جراء سفر سبعة عشر من أعضائهِ دفعة واحدة للمشاركةِ بورشة والتنزه في ربوعِ لبنان!!. 
في أمانِ الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك