بقلم: حسن الهاشمي
الشعارات والقصائد والردات التي تلقى في المناسبات المليونية المخصوصة لسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، لابد أن تثير في النفوس روح التضحية والصمود والصبر وتكريس الأحكام والأخلاق الإسلامية السامية، والابتعاد عن كل ما يخالف ذلك.
وعلى الزائر أن يعمل ما بوسعه في استحصال اليقين بوعد الله والإشفاق من وعيده والتسليم لأمره والإخلاص في طاعته والاستماتة في نصرة دينه، والتهيؤ للقاء الله تعالى والأخذ من الدنيا بقدر ما تستحق، وقد ذكرت الروايات أن الإمام الشهيد تطيّب وتحنّط وهكذا فعل جميع أصحابه استعداداً للموت والشهادة، عملوا كل ذلك من أجل أن تحيى القلوب بالقيم والفضيلة وتموت فيها هوة المنكر والرذيلة، ويتحقق هذا الأمر ما دام الواحد منا سائر على نهجهم القويم.
إن البعض ينظر الى ما جرى في واقعة الطف وكأنه ملف فتح ليختم، والحال اننا مأمورون بالتأسي بالنبي الاكرم صلى الله عليه واله والأئمة الهداة الميامين عليهم السلام من بعده وعلى رأسهم سيد الشهداء: رفضا للظلم، وذكرا لله تعالى على كل حال، وفناء في العقيدة، واستقامة في جهاد الاعداء، وبصيرة في فهم حدود الشريعة.ولنا في أنصار الإمام الحسين عليه السلام أسوة في ذلك كيف إن استرخاصهم للحياة واستقبالهم للموت في سبيل الله حتّى أنّ الواحد منهم يتمنّى أن يُقتل أكثر من مرّة في سبيل نصرة الحقّ وأهله. وقد أعلن ذلك جماعة من الأنصار، فيهم زهير بن القين حينما قال مخاطبا الإمام الحسين عليه السلام: والله لوددت إني قتلت ثم نشرت، ثم قتلت، حتى أقتل هكذا ألف قتلة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك ( الإرشاد: 2/93 ).
إن القرآن الكريم خُلد وهو صالح للتطبيق في كل زمان ومكان من دون أن تـُدرس أحكامه أو تـُنسخ آياته، لما يحمل بين جنباته من أحكام وتشاريع جاءت برمتها لإحياء القلوب وايقاد شمعة الهداية فيها، وبلا أدنى شك أنها وفي حال تبنيها وتقمصها تجلب على البشرية السعادة الدنيوية والأخروية، وبما أن أهل البيت هم عدل القرآن وهم حبل الله الممدود بين السماء والأرض كما جاء في حديث الثقلين، وبما أن الإمام الحسين عليه السلام قد اكتسب بجهاده وتضحيته المنقطعة النظير خصوصية الهداية والنجاة وديمومة الرسالة المحمدية، فأن الذي يفنى بهذه الذوات المقدسة موقفا وقصيدة ونثرا وشعارا هو الذي يخلد تبعا لخلودها.
حب الحسين مدى الحياة شعارنا والقلب من قبل اللسان به اعترف
فبحبه وبحب آل محمد (ص) قل للمحب بيوم حشر لا تخف
اموالنا ودمائنا رهن الفدا باسم الحسين وبالحسين لنا الشرف
إذ أن القيم الراقية التي دعوا إليها ليست مبتغاة من قبل التابعين لهم فحسب، بل أنها مسيل لعاب كل الأحرار في العالم مهما تعددت اتجاهاتهم ومهما تنوعت مشاربهم، فالخطاب الموحد الذي يتمحور بالإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه الذين ذابوا في نهجه ودعوته، ذلك الخطاب البعيد عن كل التمحورات الحزبية والفئوية الضيقة، هو الذي ينجينا مما نحن فيه من مصائب ومحن وبلاءات، وكل دعوة لا تصب في هذا المنحى فهي لا محالة زائلة عاجلا أم آجلا.
https://telegram.me/buratha