المقالات

تحت ظلال الإمام الخميني / سارة عاشور

2784 2015-02-02

سارة عاشور

في مثل هذا اليوم من عام 1979، عاد الإمام الخميني قدس سره الى ايران ليشعل ثورة الحق بوجه الباطل، ويقود مقاومة عظيمة ضد الظالمين والمستكبرين. خلال فترة نهضته، كان أكثر المواضيع السياسية التي تطرّق اليها الإمام فكرة مقارعة الاستكبار.

وقد وردت کلمة أمریکا حوالي 4500 مرة  في خطاباته.  قليلون هم الذين لا یعرفون أن السبب الرئیسي لنفي الإمام الخمیني (قدس سره) إلى ترکیا ومن ثم إلى العراق کان خطابه ضد الحصانة الدبلوماسیة والقضائیة التي کانت تولیها الحکومة الایرانیة في ذلك الحین للأمریکیین نتیجة الضغوط الامریکیة التي کانت تعتبر إهانة کبیرة للأمة، فقال الإمام في خطابه آنذاك: " یا رؤساء جمهوریات الشعوب الاسلامیة، یا ملوك شعوب البلاد الاسلامیة، أغیثونا جمیعاً. هل یجب أن نُسحق تحت أقدام أمیرکا، لأننا شعب ضعیف؟ إننا الیوم مبتلون بهؤلاء الخبثاء!".

کان السبب الرئیسي لالتفات الإمام (قدس سره) إلى أمریکا هو إدراکه أن السیاسة الخارجیة الأمریکیة أصبحت أکثر عدوانیة على نحو متزاید. فهي تسعى من وراء مطامعها غیر الشرعیة الى إشعال الحروب، وإن لم تلتفت شعوب العالم لهذا الأمر، فإن مستقبل الإنسانیة سیکون مستقبلاً مظلماً. أما فیما یتعلق بإسرائیل فقد کان للإمام الخمیني (قدس سره) رأي حاسم في هذه المسألة، لأنّه اعتبرها غیر شرعیة أصلاً ولم یتحرك لإقامة أیة علاقات معها أبداً.

الإمام خاطباً في الجموع

عشرة أيام كانت كفيلة بأن تحوّل ايران الى رمزٍ للثورة والمقاومة. ثورة ذاب فيها قادة المقاومة في لبنان، فدعا الشهيد الشيخ راغب حرب والشهيد السيد عباس الموسوي للالتحاق بركبها والاقتداء بها. وصار الإمام الخمينيّ عندها سرّ بصيرة المجاهدين وبات حاضراً في سلوكهم وخطاباتهم.

قال فيه السيد عباس الموسوي: "هو رجل المواقف الشجاعة والحکمة والسیاسة، والأب الحنون لکل المسلمین فی العالم. عندما نقرأ شخصیة الإمام نرى فیه أنموذجاً مصغراً لشخصیة رسول الله وعیسى ابن مریم وعلي بن أبي طالب والحسن والحسین، فهو العابد الذي اذا نظرت إلى عبادته تصورت أنه لا یعرف الا العبادة". كما أكّد الشهيد الشيخ راغب حرب أن المسلمين اللبنانيين يعتبرون أن الثورة الاسلامية هي ثورتهم، وحدوث الثورة عرّض مصالح القوى العظمى المهيمنة للخطر.

إنّ انتصار الثورة أعطى لكل الشعوب المستضعفة أملاً بإمكانية تحقيق النصر، وكان تأثيرها جليّاً واضحاً في كلام الشهيد فتحي الشقاقي حينما قال:

 " لقد منح انتصار الثورة الإسلامیة في ایران الثقة لشعب فلسطین. لقد أوضح لنا أن انتصارنا یتبع لانتصار الإمام الخمینی(رض). إن الانتفاضة هي إحدى ثمار الصحوة الإسلامیة التي أوجدها الإمام الخمینی(رض) في المنطقة وخاصة فی فسطین".

وتحدث السيد حسن نصر الله عن دور الإمام الخميني العظيم في تفنيد أولويّات الأمة واهتمامه بفلسطين قائلاً:

" الإمام الخمیني (قده) کان اهتمامه بفلسطین والقدس منذ انطلاقتها، فلم تبدل التحدیات العالمیة حرفاً في موقفه، ومسألة فلسطین هي مسألة عقائدیة ولیست موضوعاً لا للمساومة ولا للتفتیت. والإمام کان الداعیة الدائم للوحدة والتکامل بین المسلمین وبین المستضعفین أیضاً، وکان یتحدث عن الجامع الإبراهیمي بین الدیانات السماویة واتباع الدیانات السماویة. الامام الخمیني(قده) فقیه کبیر وفیلسوف عظیم، وعارف، ومفکر إسلامي مبدع ومجدد، وله مواصفات ذاتیة کثیرة، وله فضل بما أحدثه في تاریخ الأمة وما أسسه للمستقبل".

والى اليوم لا يزال هذا الإمام حاضراً بكلّ وجوده، في بأس المجاهدين ونضالهم، في دعائهم وصلواتهم، في كلّ نداء لنصرة المستضعفين في هذه الأرض، تماماً كما عند استشهادهم وعروجهم.

20/5/150202

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك