المقالات

حرب داعش مُخَطَطٌ لتأديب ألأحفاد / سلام العامري

1556 2015-01-29

سلام العامري

هكذا فَجأةً تُغّيِّرُ أَمريكا والدول المُتحالفة معها سياستها! لتُنهيَ علاقتها بأبنائِها!؟ تبدأُ بحاكم العراق ألمدلل صدام, مروراً بالقذافي فمبارك وصالح, ثم تحارب تنظيمات ألقاعدة, ألتي أخذت إسمها من إتفاق تم في قاعدة أمريكية, كما هو معروف لدى للجميع.

 لا بُدَّ من وجود سببٍ, يكونُ معقولاً واقعياً, وإلا فليس من ألممكن, أن يكون هذا العالم بأسره, عبارة عن أدوات تعمل بعشوائية. تنظيم القاعدة تم بناؤه على مفاهيم ألحركة الوهابية, بما سمي في حينه" حركات الإصلاح ألديني" شعارُ حق يرادُ به باطل, حيث إعتمد هذا ألفكر, على تكفير المعارض من الأمة الإسلامية.

بعد زرع ذلك الفكر بين أهالي نجد, ألمعروفة بطبيعتها ألقبلية, تم التنسيق بين آل سعود وزعماء فكر التكفير, لشن الحرب على إمارات نجد المتعددة, حتى تمت السيطرة بعد أكثرمن أربعين عاماً, فمنذ 1744- 1786, ثم إكتسح ألتحالف الوهابي مع آل سعود, مناطق ألأحساء والبحرين وإحتلوا الخليج كافة عام 1806, سبقها غزوهم لكربلاء ألمقدسة عام 1801, فقتلوا ألنساء والأطفال مع تهديمهم للمراقد فيها. بعد ألحرب العالمية ألأولى, تم تنصيب عبد العزيز سلطاناً على نجد, وإعطائه المبالغ ألتي تؤهله للوقوف ضد العثمانيين, تم طرد آل شريف عام 1924 من مكة, وسيطروا على قبيلة شمر ما بين ألجزيرة العربية وصولاً للكويت, سبقتها معاهدة بيرسي كوكس في 1915 مع الحكومة الإنكليزية.

هذه السيرة ألمختصرة للعلاقة ألوطيدة, بين آل سعود والإستعمار البريطاني, وما تبعها من تنصيبٍ لبعض ألملوك والحكام, بمعاهدات موثقة, تنقلب رأساً على عقب منذ عدة سنين, فَتَسقُطُ عُروشاً عجز الأحرار من إسقاطها! ثم تبدأ حرب على أبناء الفكر الوهابي!

 فهل هو تمردُ الأحفادِ على الآباء, وردة فعل طبيعية للتأديب؟ أم أنه تخطيط جديد لإعادة هيبة القوى العظمى, تحت ستار الحفاظ على القيم والأخلاق؟

مع علمنا أليقين كشعوب, أن ألعصا الغليظة, ألتي تحكم العالم, لا وجود للقيم ألرفيعة في نهجها, والأصل بالتعامل مع الظروف ومتغيراتها, تبعاً للمصالح الإقتصادية لمن يمسكون العصا.

حقاً أن لكل شيءٍ سبَباً, فلا يمكن أن يحدث إعمارٌ ولا دمار, إلا بدراسة مسبقة, لكن قد يحدث خروج ألقطار عن السكة, ليوجب على ألقائمين بتصحيح مساره, ليس حُباً بالركاب, بل ليُدِيموا الإستفادة من خط السير.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك