( بقلم : ناصر الفرطوسي )
أقل من عشرة أيام على حادث اغتيال محافظ الديوانية خليل جليل حمزة , اليوم اغتيل أيضا محافظ السماوة محمد علي الحساني وفي نفس الطريقة التي اغتيل بها زميله في الديوانية , عبوة ناسفة موضوعة على الطريق ومن النوع الخاص والجميع يعرف سيارات السادة المحافظين هي من النوع المدرع ولهذا استحدثت أنواع من العبوات الناسفة لتؤدي الغرض المطلوب بإيقاع فريستها في نيرانها وتمزيقه مع العجلة المدرعة وهذا ما حدث بالفعل لكلا الشهيدان ...
إن اغتيال شخصيات شيعية هي ليست ظاهرة جديدة وإنما الطريقة والأسلوب والسلاح والتوقيت هو الجديد في الأمر وأيضا الأيادي التي تنفذ هذه العمليات وعلينا الاعتراف بذلك هي أيادي شيعية تعمل في مصلحة البعث الصدامي والتكفيري والارهاي ممن لديهم مصلحة في تدمير العملية السياسية الجديدة في العراق .هذه التصفيات التي بدأنا نخشى أن تنتشر في كل الجسد الشيعي فهي على ما يبدو تستهدف المكون الشيعي بأكمله ومن جهات خارجية هدفها ضرب الشيعة بعدما يأسوا وعجزوا عن إزاحتهم من الحكم , فهي مؤامرة مستمرة على دور الشيعة الجديد في العملية السياسية إلا أن المؤسف في الموضوع أن تكون الأيادي التي تنفذ هذه التصفيات هي أيادي محسوبة على الجسد الشيعي , عصابات تعتاش على أموال الدول الأجنبية التي ترسل اليها كي تقوم بمثل هذه العمليات ...
إن استشهاد المحافظين مع بعض المسؤولين الآمنين وبعض الحمايات معهم يجعل الشيعة الخاسر الأكبر بفقدانها مجاهدين سابقين ممن عملوا ضد النظام المقبور بعدما عجز عن الوصول لهم أثناء مسيرتهم الجهادية ودفع الملايين من الأموال لغرض التخلص منهم ومن غيرهم من المناضلين والمجاهدين لنظامه وفشل بذلك وبقوا على قيد الحياة , اليوم يًقتلون هؤلاء بعدما عادوا من بلدان الهجرة الإجبارية بكل سهولة وأصبحوا أهداف سهلة ويتم تصفية البعض منهم وآخرهم محافظ السماوة .
نعم عجز صدام ونظامه الوصول لهم ولكن لم يعجزوا المجرمين القتلة في تصفيتهم وسهولة الوصول لهم بفضل توحد مخابرات دول الإقليم على ذلك فكان التخطيط أكثر قوة ودقة واستخدموا أيادي شيعية قريبة كي يصلوا إلى أهدافهم المرسومة وهي تصفية المجاهدين بكل يسر و سهولة , فهذه الأيادي النجسة تنفذ أجندات دول الإقليم مقابل حفنة من المال ... فكان المفروض من أبناء الشيعة أن يكرموا هؤلاء ويحافظوا على المجاهدين من أبنائهم لا أن يقعوا تحت نار بنادقهم وعبواتهم .... إنها عمليات يخشى منها أن تمتد إلى محافظين ومسؤولين آخرين من محافظات الوسط والجنوب ... حالة التصفيات إذا ما استمرت في المناطق الجنوبية فسوف يكون الجنوب في حرب ضد جسده , حرب تقودها دول إقليمية بأيدي مع الأسف شيعية تريد أن تجعل الجنوب ساحة حرب للعصابات المنظمة وتمزق هذه الجسد الهش أساسا , منذ أن أصبحوا في الحكم لم يكن الجسم الشيعي موحدا لا في خطابه السياسي ولا إلى رؤيته إلى العراق الجديد وكيف يكون وضع الشيعة فيه , وهذا ما استفادت منه بعض دول الجوار التي تضخ الأموال والسلاح والارهابين إلى داخل العراق ...هذه العمليات اذا ما استمرت لا سامح الله فإنها تكون اخطر من العمليات الإرهابية كونها تستهدف أناس في مواقع المسؤولية من الذين عجز نظام صدام المقبور من تصفيتهم وتحرم الشارع العراقي والشارع الشيعي بالأخص من خدماتهم وخبرتهم في العملية السياسية . لابد أن تتوحد الصفوف للوقوف بوجه مثل هكذا عمليات إجرامية وتقضي عليها في بدايتها قبل أن تستشري وحينها لا يمكن السيطرة عليها بسهولة ويفقد الجسد الشيعي الكثير من القيادات , والشيء الآخر أذا ما توسعت واستمرت فان هؤلاء المجرمين سوف يتأكدون إنهم نجحوا في ضرب هؤلاء المسؤولين ويعطيهم دافع معنوي بأنهم سوف ينجحون في عملياتهم المقبلة ..
اليوم الحكومة هي المسؤولة بالحفاظ على كل الشخصيات في مواقع المسؤولية وأمنهم وحمايتهم بالإضافة عن امن المواطن بشكل عام ... حدث الكثير في محافظات الجنوب من تصفية للطاقات الطبية والعلمية والثقافية واليوم وصلت إلى الطاقات السياسية وفي مواقع مهمة في المحافظة ..كل هذه العلميات تحصل للأجل إفراغ مناطق الشيعة من هذه الإمكانيات والطاقات التي تساعد على تطوير وتحسين أوضاع المحافظات الجنوبية .. أصبح الواجب مشتركا على الشعب والحكومة أن يحافظ عليهم ويصونهم وان يقف أبناء المحافظات مع الأجهزة الأمنية ويساعدهم على تحديد أماكن وهويات القتلة والمجرمين من هذه العصابات التي تعمل بأجندة إقليمية لجعل ساحات المناطق الجنوبية والوسطى مكان لتصفية بعضهم البعض وانتشار مافيا القتل , الوضع اليوم في مناطق الجنوب أصبح على حافة الاقتتال وانتشار الفتنه بين الإخوة والأهل بسبب هذه الأيدي الخفية التي تحاول نشر الرعب والخوف في ربوع المناطق الامنه وتثبت للآخرين انه لا أمان في هذه المناطق وتحاول أن ترفع الضغط عن الارهابين في المناطق الأخرى وهم محاصرين من قبل القوات الأجنبية والعراقية ...
هناك مسألة مهمة لدى المسؤولين في المحافظات هو التقصير بالجانب الأمني فلا شك إن هؤلاء المجرمين يعلمون جيدا تحركات المحافظين وغيرهم فأتصور إن كل محافظ معروف متى يخرج من داره وأي طريق يسلك لعمله والعكس أيضا , نعتقد لا يزال المسؤولين لا يملكون الثقافة والحس الأمني ولاسيما البلد يمر بهذه الظروف الصعبة جدا وأعداء العراق والعراقيين موجودين في كل مكان في العراق , اللوم أيضا يقع على المسؤولين عن أمنهم وحمايتهم فلا يكفي زيادة عدد الحمايات ونوعية الأشخاص بل المهم هو الطريقة التي يحمون بها المسؤول والتكتيك المستخدم من تمويه وغيرها يعلمها العاملين في مجال حماية الشخصيات , فلا بد أن يفكرون في تطوير أساليب الحماية وعملها في مثل ظروف العراق والتعامل مع كل أنواع المخاطر فهم يعرفون مع من يتعاملون , إنهم مجرمين يستخدمون الحيل والطرق للإيقاع بفريستهم فعلى المقابل أن يكون أكثر حيطة وأكثر حركة منهم , المؤسف استشهد الكثيرون من القادة واغلبها بالتأكيد بسبب أخطاء وضعف امني تسببت بفقدانهم , فمن هذا الضعف الأمني استغل المجرمون ونفذوا إجرامهم وحرموا الشعب من هؤلاء الشخصيات ....
المطلوب اليوم هو الحفاظ على الجسد العراقي العليل والجسد الشيعي الذي يتربص به المتربصون وهم يضخون الأموال كي يجعلوه أكثر مرضا وهشاشةَ مما هو عليه الآن , ويجعلوا من الشيعة همهم الوحيد هو التصفيات والاقتتال فيما بينهم ثم يأتي الغير ويمسك بزمام الأمور وتعاد عقارب الساعة إلى الوراء وتصبح الشيعة قد خسرت أبنائها ومكانتها في العراق الجديد ...........
ناصر الفرطوسي
https://telegram.me/buratha