( بقلم : عمار العامري )
العراق ليس بحاجة إلى ائتلافات أو تحالفات بقدر ما هو محتاج إلى قوى سياسية قوية مدعومة دستوريا في البرلمان العراقي تأخذ على عاتقها الدفاع عن منجزات الشعب العراقي والتي قدمها مقابل حصوله على درجة من الحياة الحرة الكريمة والتي يضمنها الدستور وعلى الأقل تقارن بما تتمتع به الشعوب الأخرى بعيدا عن التسلط والديكتاتورية المقيتة.
الجبهة السياسية التي وقعها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وحزب الدعوة والحزبيين الكرديين الاتحاد الكردستاني والحزب الديمقراطي هي زبدة المخاض العراقي في فترة الزلزال الذي إصابة السياسة العراقية وخصوصا بعد التلكئات العسيرة من قبيل انسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف الموحد وانسحاب ممثلي التيار الصدري في الحكومة وبعدها جاءت حادثة المشهداني غير الإنسانية وغير الشرعية بحق النائب العراقي والتي انسحب على أثرها تكتل التوافق في الحكومة والبرلمان عقب إصرار الائتلاف العراقي والتحالف الكردستاني بإقالة رئيس البرلمان هذا الهزة وما تبعها من انسحابات وإيجاد التكتلات على حساب مصلحة الوطن أدت بزعزعة الثقة بالحكومة الوطنية والتي تسعى جاهدة من اجل تحقيق متطلبات الوضع العراقي رغم الاتهامات الموجة إليها يرافق ذلك كله التحرك المشبوه من قبل بعض الساسة السائحين بهدف إسقاط الحكومة مستفيدين من التحالفات الإقليمية التي عقدة لمواجهة المد الشيعي كما يطلقون علية متناسين الاستحقاق الانتخابي الذي من المفروض أن يكون هو الأساس المتين الذي تؤسس عليه الحكومة العراقية ولكن رغم الحق الشرعي والتي برزته الانتخابات العراقية ألا إن قيادات الائتلاف العراقي الموحد نأت عن نفسها بان تقوم مقام المتكبر فراحت تدعو القوى الوطنية وحسب وجودها في البرلمان من تشكيل حكومة وطنية.
بينما هذا الإنجاز الذي يقوم في العراق ألا انه لم يروق لبعض الساسة والذين يصفون بعوام الساسة والذين لم يكلفوا أنفسهم حتى بالحضور في الجلسة الأولى لمجلس النواب عندما كانت أعين العالم والعراقيون تصبوا إليه وبعد هذه الفترة تناسى البعض من الشعب تلك اللحظات المثيرة وغياب هولاء الذين يتكتلون ألان من اجل الإطاحة بما أنجزه أبناء الرافدين.
فالجبهة السياسية أو جبهة المعتدلين هي الحل الأخير الذي اضطر العراقيون الوطنيون اللجوء إلية مقابل تحالفات غير واضحة المعالم ولم تظهر بوادر أهدافها.منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وللحظات والتي تقاس زمنيا بسنة ونيف سجل التاريخ السياسي في العراق مواقف لا اعتقد أن يأتي مؤرخ يعكس مضامينها ويغير في أراء مبتدعيها أو يحاول التصفيق لبعض الذين حاولوا إن يزيدوا الطين بلة أو يضيفوا الزيت على النار مقابل عدم حصولهم على ما كانوا يطمحون أليه من مكاسب شخصية متلاعبين بعواطف شرائح واسعة من الشعب العراقي مع إن المراقب والمتبع للوضع العراقي لم يذكر لهم شئ يستحق الشكر والامتنان علية سوى افتعالهم للازمات وخلقهم للفتن بين الحين والأخر في هذا المكان وفي ذاك.الآمال عقدت على ما تحققه هذه الجبهة حديثة العهد شكلا وعتيدة المضمون واقعيا حيث أن الموقعين هم أول من باشروا بوضع البصمات الأولى للعراق الجديد والذي يتهافت المتهافتون على استحصال المكتسبات لمصالحهم وهم في مقدمة الداعين إلى الحوار والمصالحة الوطنية والتي أتت أكلها في مناطق عديدة من العراق رغم الهفوات التي رافقتها لأسباب معروفة ومع ذلك تبقى هذه الجبهة محط الأنظار إذا ما اقترن بها رأي الحزب الإسلامي العراقي الذي دائما ما عودنا بأنه العون في كل شدة وما موافقته على التصويت للدستور العراقي الدائم الذي كان من مؤمل حصول على ثلثي المصوتين عليه وعن قناعة كاملة وإدراك بما جاء به من تشريعات تخدم كافة الطيف العراقي ألا هي مميزات يمتاز بها اللاعب السياسي الناجح والذي يواجه مع نظراءه تحديات كبيرة ومعتركات خطيرة يراد منها وقف المسيرة العراقية في العملية السياسية.البناء الجديد تأتي ضمن جهود حثيثة يراد بها دفع العملية السياسية إلى الإمام واستقرار البلاد على ساحل قوي يقيها المد والجز المقصود والذي دائما ما تثيره حيتان البحار المفترسة وأيضا تقديم الخدمات وأعمار العراق والتي أصبحت مطلب بحاجة إلى نظر المعنيون والاهتمام به والوقوف بوجه كل من يحاول خلط الأوراق واللعب فيها حسب مزاجه.
https://telegram.me/buratha