قيس المهندس
في الأيام الماضية، شهدت بعض المدن الفرنسية، هجمات إرهابية، كان بعضها بإستخدام الرشاش الخفيف، وبعضها بإستخدام المتفجرات، حيث شرعت مجموعة إرهابية مجهولة بالهجوم، على صحيفة "شارلي إبيدو" في شمال فرنسا، ثم أعقبتها بعد يومين فقط، سلسلة من الأعمال الإرهابية في بعض مدن الجنوب الفرنسي، راح ضحيتها عدد من الصحفيين والمدنيين!
الغريب في الأمر؛ أنه لم تعلن أي جهة، مسؤوليتها عن تلك الهجمات، بل إن تنظيم داعش، أثنى على مرتكبي الأعمال الإرهابية، حيث وصفهم إعلام التنظيم، بـ "الجهاديين الأبطال" بحسب ما بثته إذاعة البيان التابعة لداعش، قائلةً: قام جهاديون أبطال، بقتل إثني عشر صحفياً، وجرحوا عشرة آخرين، وذلك نصرة لنبينا محمد!
من هي الجهة التي نفّذت العملية الإرهابية؟! وفق المعطيات المتوفرة، يُسدل ستار الحقيقة؛ المملكة السعودية هي الأيدي الخفية، التي وراء تلك الهجمات، فعندما تقوم مجموعة إرهابية، بعمليات قتل وتفجير، في دولة مثل فرنسا، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها؛ فذلك يعني أن ثمة أيدي مخابرات دولة ما، تكنُّ عداءً لفرنسا.
منذ فترة قصيرة، قامت إحدى الصحف الفرنسية، بنشر تقرير لأحد المسؤولين الأمريكان، يتحدث التقرير؛ عن قرب إنهيار حكم آل سعود! حيث يبدو أن ما نشرته الصحيفة، قد أثار حفيظتهم، وقرروا ضرب الإعلام الفرنسي، بحجة أن مجلة "شارلي إبيدو" نشرت رسومات مسيئة للنبي محمد! بالرغم من مرور عدة سنين على النشر!
من جهة أخرى، فإن ما تتعرض له السعودية اليوم، من تهديد من قبل الجماعات الإرهابية، لضرب الداخل السعودي، سيما ما صدر عن تنظيم داعش؛ فإن من مصلحة المملكة، أن تبعد خطر الإرهاب عنها، وكما يبدو فإن المملكة، شرعت بتصدير الإرهاب الى الغرب! وربما تكون الولايات المتحدة، ليس ببعيدة عن مرماه!
تلك المجموعة الإرهابية، التي نفذت الهجمات المسلحة، نشأت في فرنسا عام 2006، وكانت ترسل الإرهابيين الى العراق، للإلتحاق بالقاعدة! بعد ذلك أخذت تلك المجموعة، بتجنيد الإرهابيين، وإرسالهم الى سوريا، للقتال ضد النظام السوري، واليوم نرى أن السحر قد إنقلب على الساحر! وما كانت تخشاه تلك البلدان الغربية، قد حدث بالفعل!
بعد سحق داعش، على يد الجيش العراقي، وقوات الحشد الشعبي المجاهد، أخذ الإرهاب يرتد نحو البلدان التي صنعته، فهل ستتخذ فرنسا، والدول الغربية الأخرى، التي ستطالها يد الإرهاب، مواقفاً حاسمة ضد حكومة المملكة السعودية، أم أنها ستمارس سياسة إدارة الأزمة في العراق وسورية؟! من أجل إشغال الإرهابيين داخل تلك الدول!
https://telegram.me/buratha