المقالات

بين التهجير والتسوير


بات المواطن العراقي مدمناً لسماع الاخبار والتقارير التي تخص بلده الجريح حتى صاراً كل منا محللاً سياسياً ومراقباً للاحداث وبحسب رؤيته سطحية كانت أم عميقة صحيحة أم خاطئة فهي لا تخرج عن اطار كونها قراءة للاحداث تاركين تفاصيل حياتنا خلف ظهورنا كون عجلتها تدور بذات المسار اليومي الثابت ولايماننا بانه من المستحيل ان تتطور مالم يترتب وضع بلدنا الذي وصلت به الفضوى حد الاستغاثة .

ومن ضمن الاخبار التي بدأ صدى امثالها في ازدهار خبر قراءته قبل قليل عن بناء مجمعين سكنية للمهجرين في بغداد احدهما في الكرخ والاخر في الرصافة وما اثار استغرابي في خبر امران الاول موقع المجمعات كونها في بغداد ولما كان التهجير من بغداد فكيف يكون المجمع في بغداد!! أم انه طروادة في بغداد يصعب اختراقه والامر الثاني وهو الاهم ان التهجير خرج عن مفهوم انه امر موقت ليصبح دائمي وهذه اشارة واضحة ان وزارة الداخلية غير قادرة على السيطرة على المناطق ولم تنجح في فرض سيطرتها على أي منطقة انتشر بها الارهاب فالحلول المطروحة حلول ثابتة تنم عن مضي وقت طويل قبل حل الازمة .

وهذا الخبر جاء على غرار قرار بناء اسوار او تحديد مخارج حول المناطق وكان اخرها منطقة الكرادة وان كان تحديد المخارج وغلق الشوارع أمراً مقبولاً لفترات محددة غير ان بناء الاسوار هو امر ذو مؤشرسلبي وحل غير منطقي وليتطور الامر حد حفر السواتر للمحافظات كمحافظة كربلاء لحمايتها من شر الارهاب وليكون الامر ابعد من ذلك بقرار تسوير المقدسات حفاظاً عليها اضافة لحفر السواتر وهذه المشاريع يتطلب لها صرف مبالغ كبيرة للانجاز وليؤطر كل شيء في بلدنا من وزارت ومباني حكومية ومناطق خضراء واخرى حمراء ارهابية فحتى الارهاب حد لنفسه حدود !!.

ومن اهم سلبيات هذه الاسوار خاصة في محافظة بغداد انها تعطي للمقيم في تلك المنطقة ايحاء بان امانه ضمن حدود هذه المنطقة ولم يحسب للمناطق العامة حساب كأماكن العمل والجامعات والحسابات بهذا المنحى خاطئة اصلاً فهي غير منطقية وعند قرائتي لهذا الخبر تذكرت حلقة من حلقات مستر بين تلك الشخصية التي نعرفها جميعاً بملامحها الكئيبة وتصرفاته التي يعقد بها الموقف دائما ففي تلك الحلقة المقصودة قرر هذا المستر صبغ داره فما كان منه الا ان غلف كل شيء في المنزل ليصرف كما هائلاً من الاوراق واللاصق فلقد لصق الابواب والاثاث والصور ولم ينسى دميته العزيزة ومن ثم وضع علب الاصباغ في وسط المنزل وفجرها !!!! وبهذا ضمن صبغ جميع الجدران !!! .

وليس من باب الاستخفاف أو من باب التقييم لا سامح الله وانما من باب طرح التسائل من مواطن بسيط هل ان هكذا قرارات خاصة في ما يتعلق بالعاصمة تنضوي تحت دراسة مستفيضة ام انها قرارات انية بمبالغ خيالية . ومن ثمة اليس من باب اولى ان يكون الهجوم هو اقوى وسائل الدفاع وان تعذر هذا الامر فهل من مبررات لذلك ؟ وان كان التسوير هو الحل فلماذا يتباعد عنا امر الفيدرالية والتي هي سور شفاف يضمن لمن يكون داخله الاستقلال الجزئي مع الحفاظ على الارتباط المركزي للبلد وبالقاء الضوء على فيدرالية الجنوب تحديداً والتي بتكوينها لن تكون بمستوى الاستقرار الذي نتوقعه فصرعات الحاضر مؤشر على ان الامر صعب غير انه ليس مستحيل وأبسط من مواجهة ارهاب المناطق الغربية المسلحة والمدربة بأعلى مستوى وبهذا نضمن ان جهود كجهود التسوير وهمينة القانون لن تذهب سدى مادامت مسلطة على مساحة محددة ان كان همينته مستحيلاً لكل البلاد!! .وربما حل ابو علي وهو عامل بسيط عندما سمع بخبر تفجير قاسي حلا ضمن الحلول وان كان غير منطقي وفي ساعة غضب عندما صرخ لماذا لا تعقد الحكومة عقداً مع الصين وتشتري منه سور الصين العظيم ونضعه في وجه المحافظات الارهابية ونرتاح !!! وليس تمنطقاً أو تفرجاً أو تقليلاً من شان قرارات مسؤولين لكن رغبة منا في معرفة حقيقة واقعنا المرير وننتظر مكاشفة من حكومتنا وبرلماننا الذي يمثل الشعب فكيف يمثلنا ولانفهم ما يفعل وربما يكون في صالح الشعب والشعب يقف بالضد !! وربما العكس .

وهنا نوجه العتب الى الصامتين من البرلمانيين ان صمتكم او شرحكم المختصر ربما يجعلكم تخسرون الثقة والمصداقية وهنا اوجه تحية اجلال واحترام الى الشيخ الجليل جلال الدين الصغير رعاه الله فالمتابع لخطب الجمعة يتضح له جلياً التواصل مع المواطن وبالارقام الدقيقة التي تـٌقنع المواطن حتى بالمصائب ويجعله يقدر الجهود المبذولة وينوره الى مواطن الخطأ والتقصير وبذلك يشعر المواطن بان لتسائلاته صدى واذان صاغية فيعلم ان له دوراً في بلده وليس مجرد كيان يـُفرض عليه كل شيء واوجه العتب الذي ستتبعه مقالة موجهة لممثلة المراة في البرلمان تلك النسوة التي غابت عنا اصواتهن وشروحاتهن رغم نسبتهن العالية في البرلمان وان كن يتكلمن فليعلمن ان صوتهن لا يصل وبهذا يكون هناك تقصير في وصول الفكرة فأصوات غيركم تصل الينا بلا جهد .

نسال الله الموفقية لكل الجهود الخيرة المبذولة من قبل مواطن وهيئات وبرلماننين وحكومة واساله ان نكون يداً واحدة في وجه الارهاب وما نقدنا لهذا الواقع الا من باب المساندة والاعانة للوصول الى الهدف الاسمى وهو استقرار بلدنا الحبيب العراق وخلاصه من الارهاب والبعثيين الصداميين .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالرحمن الموسوي
2007-08-19
نلاحظ ان الحواجز الكونكريتيةربماكانت ناجحة في بعض مناطق بغداد وفي كثير من المؤسسات لكن ايضا تحتاج الى من يقف ويفتش ويراقب لذلك هذا الامر ليس بالمجدي والى متى لذلك نعتقد معك يابغداد ان الهجوم خير وسيلة ويجب مهاجمة الارهاب في عقردارة،لكن الادهى من كل ذلك ان من يشاركنا الوطن لايؤمن اننا اكثرية ولناحقوق وهذاهوالذي يجعلنا نعتقد ان امر الفدرالية والاقاليم بات امرا ضروريا ومطلبا شعبيا يجب ان نسعى من اجله من خلال اقناع بعض الممتنعين تحت ذريعة انه بعض الصراعات سوف تحدث واوهام اخرى تسمى تجزئة العراق.
النجفي_مو مهندس_
2007-08-19
السلام عليكم اللهم اشهد انها قد بلغت
ابو هاني الشمري
2007-08-19
اختي بغداد ان وضع سور حول المناطق السكنيه هو نظام معمول به ليس في العراق الذي يعاني من الارهاب وانما في دول آمنه مثل ايرلندا ويمكنني ان اقدم للوكالة تقرير موثق بالصور حول هذا الموضوع،طبعا مع الفرق بنوع الاسيجة ففي العراق كتل كونكريتيه تستخدم لصد التفجيرات وهنا تستخدم لتنظيم مناطق الدخول والخروج. والسياج في مدن بغداد اما يستخدم لحمايتها من دخول الارهابيين اليها كما في الكرادة او لحماية المناطق الاخرى من مجرميها كما في الاعظميه وقطعا لكل سياج فائدة وضرر ولكن حاليا اعتقد ان فوائده اكثر من ضرره.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك