السيد وزير الصناعة المحترم تحية وبعد
هذه ليست الرسالة الاولى الموجهة الى وزارتكم الكريمة والتي لا ارجو منها رداً بقدر ما هو اشارة وتشخيص لمواطن الخطر والفساد في وزارتكم والتي لا اظن انها مخفية عن شخصكم غير ان هناك تفاصيل ربما وفقط ربما تخدمكم في مسيرتكم التي لابد ان يكون خدمة العراق هو هدفها الاسمى وسنعتمد مصادر المعلومات من كم من المهندسين الاخيار في وزارتكم والذين هم في تناقص دائم بفضل العصابات القابعة في جحور وزارتكم .
علمنا نصيب حصة وزارة الصناعة والمعادن من قرض قدره مليار دولار من وزارة المالية الايرانية لنظيرتها العراقية 100 مليون دولار وفق ما تم اعلانه بتصريح من وكيل وزارتكم لشؤون الانشطة المركزية مسبوق بخبر اقامة معرض تجاري في طهران لعرض المنتجات الايرانية لعقد اتفاقيات للتصدير للعراق من معدات زراعية وسيراميك ومنظفات ورخام ....الخ ومثل هذا الخبر يثلج القلوب من حيث ان ثمة تطور يلوح في الافق وبخاصة الخبر الثاني والذي لا يجعلنا دولة استهلاكية بنسبة عالية كما نحن عليه الان .
قد مضى يومان على قراءة الخبر الذي زرع في قلبي مخاوف على هكذا مبلغ من ان يبدد في سماء الفساد الاداري وحيث ان هذه السماء تغطي اغلب وزارتنا فلي ان اخمن ما الذي ممكن ان يحصل في وزارتكم سيدي الوزير ولما كان من الضروري الاعتماد على الحقائق دون التخمين في طرح مشاكل جدية كالتي تعاني منها وزارتكم فلقد كان شغلي الشاغل خلال اليومين المنصرمين تكثيف اللقاءات والاتصالات الهاتفية بزملائي ومعارف ممن يعملون في وزارتكم والذين لحسن حظي ينتشرون باغلب الشركات التابعة لوزارتكم وممن يتمتعون بنزاهة متأرحجة !!! ، ربما تستغرب سيدي الوزير هذه الصراحة لانها الحقيقة فالنزيه 100% لا يستطيع ان يعيش في وزارتكم اياماُ معدودة واضعف الايمان ان يقبل النزيه لقب شيطان اخرس !! فزملائي والذين انا في تواصل تام مع مشاكلهم كما هم متواصلون مع مشاكلي قبل ان اقرر رفع الراية البيضاء والانسحاب لحين انجلاء الغبرة قبل ان تطىء حوافر غدرها اجسادنا في غفلة منا ، هؤلاء الزملاء قد وصفوا لي حال وزارتكم بالاضافة الى ندوات ودورات جمعت بعض ابناء الوزارات من ذوي التخصص الواحد في الجامعات العراقية وليضيفوا لمعلوماتنا معلومات وبالعكس ولنصل الى قناعة بترك فكرة تغيير امكنتنا فاغلب المواقع تعاني من ذات المشاكل!!! غير ان مصائب الصناعة كبيرة ولاسباب ساتطرق لها لاحقاً
المصيبة الاولى :ويرويها مهندس مسؤول في وزارتكم وهي مصيبة ارجاع المفصولين سياسياً وهي مصيبة المت بكل الوزارات فمثل هذا القرار والذي كان هدفه ارجاع الحقوق تسبب بان يرجع حق نسبة ضئيلة جدا ربما لا تتجاوز ال 1% وليدخل من باب هذا القرار كل من هب ودب ممن ترك الوظيفة لاسباب ليست بالسياسية والكارثة الاكبر ان منهم من طرد لانه سارق وبالدليل القاطع ليرجع الينا سياسيا مرموقاً !!!! واثر هكذا قرار ظهرت مشكلتان الاولى هو ازدياد عدد العاملين قياسا بالعمل ذاته والثانية تصديق هؤلاء بانهم سياسيون وانهم لابد ان يعطوا مواقع راقية تتناسب مع دورهم العملاق !!! وهذه مشكلة تشاطرت بها كل الوزارات لكن وزارة الصناعة اضيفت لها مصيبة قبولها للمهندسين العسكرين ال 500 والذين توغلوا كما الاخطبوط في الوزارة والذي لايمكن لمجرد انه مهندس عسكري في زمن الطاغية ان ينال الثقة مهما كان والذي يفترض ان كان بدا من اعطاءه فرصة للعودة للعمل ان لايعطى موقع للقرار والمسؤولية فلقد اوصلنا تسلمه للمسؤولية بزمن الطاغية لهذا الحال !!!النتيجة من المصيبة الاولى ان هناك تصفية قد تمت في وزارتكم وذلك بان غاب اغلب المهندسين الشباب من الخريجين الجدد ولتبقى الساحة للعسكر للقيادة !!
المصيبة الثانية :الفساد الاداري المستشري من قبل العصابات في كل شركة فكل شركة من شركاتكم من الصعب كشف كوارثها حتى من قبل الوزير ذاته فهي محكمة جدا ما لم يتم التنتسيق مع المهندسين الذي يعملون بتلك الشركات والذين هم مغيبين بطريقة عجيبة ويتم احتجازهم نعم احتجازهم اذا ما تمت زيارتهم من قبل مسؤول وهذا ما اكده مهندس في شركة الزيوت النباتية والذي استعانوا به اضطرارا كونهم لايجدون الكلام باللغة الانكليزية !!وقد اخبرني من شهور مضت عن زيارة مفاجئة من قبل وفد اجنبي صعق وهو يرى معالم الشركة والتي تؤكد لي زميلة قدمت استقالتها اثر اكتشافها ان الدهون التي تباع للاسواق كثيرا ما تكون مخالفة للمواصفات ناهيك عن بقية المنتجات وما صعقة الوفد الاجنبي ا لا من قسم زاروه وحسب ما روى المهندس هذا القسم ينشر غاز so3 في الهواء الطلق مما اثار استغراب الوفد عندما قالوا ان هذا الغاز يستخدم بنسبة في غازات الاعدامات والحل بسيط في تصفيته يستخدمه العالم اجمع منذ السبعينات القرن الماضي !! وعندها لم يستغرب المهندس المسؤول الامر وعرض عليهم كم الادوية التي يستخدمها ليتمكن من التنفس !!! وان اعداداً كبيرة من العمال يصابون بالسل الرئوي في هذا القسم !! وفي انتقالة لمهندس في الصناعات الكهربائية يخبرنا ان شركته لا تعمل شيء سوى استيراد القطع من الخارج وتعبئتها بكارتون كتب عليه الصناعات الكهربائية!!! اما انتاجها فهو محدود وعليه تم تسريح اغلب المهندسين وبشكل اجباري والعمل بطريقة ( بين شهر وشهر !!!!)
ولما كان استعراضها للمصائب لن ينتهي ابدا وجدت من الاولى صياغة حلول وهذه الحلول هي عبارة عن ترجمة من افواه ما تبقى من مهندسين في وزارتكم علها تدفع بعجلة الصناعة للامام .
1- الاستعانة بخبراء ومشرفين من الجامعات العراقية على المشاريع الجديدة لضمان عدم الاستعانة بخبراء الوزارة والذين يقبعون باعدادا هائلة في شركاتكم يتجاوز ال 30 خبير بالشركة !! في حين ان ارقى شركات العالم تستعيين بخبيرين او ثلاثة لا اكثر هؤلاء الخبراء في شركات وزارة الصناعة هم خبراء في شرب الشاي والقهوة وهو ليس تهكم من قبلنا بل حقيقة ملموسة وبراتب اقله 750 الف دينار عراقي في الشهر وكي لا يكون الكلام مجرد تقاذف للتهم ادعو السيد الوزير لعقد اجتماع فجائي مع الخبراء وان يسألهم سؤال واحد لا اكثر ايها السادة قدموا لي الدراسات التي عملتم بها طيلة الفترة السابقة لتطوير الشركات التي تعملون بها ؟ وهنا سترى سياداتكم النتيجة ولو وضعت حداً وسحبت هذه الدرجة من كل مقصر ستجد انك ستحق الحق من جانب وستنعش قلب المهندس الشاب المضطهد وهو يستلم راتب لا يتجاوز 200 الف دينار وكاهله مثقل بالواجبات وعيناه تراقب هذا الخبير ليشعر باحباط كبير يؤثر سلبا على العمل .
2- عقد اجتماع ثاني مع مهندسي الشركات يسبقها جرد كامل بكم المهندسين في الوزارة خاصة ممن تحولوا لنظام الفئات من الكفاءات التي لم تتحمل ما تراه في وزارتكم ومن ثم طلب امر هو معروف في كل العالم الا في وزارة الصناعة شيء يسمى دراسة جدوى والتي لا يعترف بها مدراء وزارتكم فكل مشروع لابد من دراسته قبل البدء بالتنفيذ وبهذا تصبح هناك روح منافسة وربما تضاد تخرج منه الحقيقة فليس كل مهندس يمتاز بالنزاهة !! .
3- المشاريع الجديدة من الافضل ان تستلمها جهات خارجية وتنتقي كوادر من ذات الشركة لضمان عدم التلاعب الرهيب والذي لا تكشفه الابالسة الزرقاء كما يقال وهذه حقيقة يجب ان لايأخذنها الكبرياء بعيد عنها .
4- تغيرات مفاجئة في المناصب ضمن الوزارة لكسر ترابط العصابات في الشركة الواحدة وهذا ما قامت به وزارتكم لكن على استحياء وليس بالقدر المطلوب كما افاد به مهندس في شركة الاسمنت .
5- تفعيل دور الضريبة والذي غاب عن اغلب الوزارات في حالة شراء من مواد من الاسواق المحلية لضمان التعامل مع معارض واقعية وليست وهمية لمنع التلاعب .
6- هناك اقسام من غير المجدي تاهيلها وربما بناء مصانع جديدة سيكون اقل كلفة ومن هذا المنطلق نؤكد على مبدأ دراسة الجدوى الذي يضمن لنا العمل بخطوات صحيحة .
واخيرا المهندس الكفوء والمخلص في وزارة كوزارة الصناعة هو قلب نابض لابد من اعطاءه دور وليس التعامل معه كدمية منفذة فقط وارجو من الله ان يوفقكم لكل خير وان لايذهب هذا المبلغ هباءا منثورا ولك ايها الوزير قصتي التي كان محورها 5 الالاف دولار كهبة من وزارتنا وقد اعطيت حرية التصرف للدائرة العمل بها ولك ان تقدر ما يمكن حدوثه ازاء 100 مليون دولار !!!! فعندما اتى المبلغ الى الدائرة كانت اول صدام حدث بين مدير الدائرة ورئيس قسم صيانة مهندس بذمة مشبوهة حول التقسيم وكل منهما يلقي التهم على الاخر مما دفع المهندس الى اختيار مهندسين اخرين ووقع اختياره على اثنين كنت احدهم وعندما اخبرته باني لن اطلب شيئا لشراءه لعلمي المسبق بانه سيأتي مخالف للمواصفات وعلي المصداقة عليه صرخ في وجهي قائلاً انه لابد من الامر وحقيقة كنت قد اخفيت رغبتي من مغادرة هذه الدائرة للابد وكانت هي ايامي الاخيرة هناك وعندها وافقت لان توقيعي على طلبات الشراء لن يكون له قيمة مالم اتمم العملية بمطابقة المواصفات والتي اضمرت النية باني ساكون حينها مهندسة مختفية في بلد جريح اضافة الى فضولي في معرفة ماذا يفعلون تحديدا لتشريع سرقة وجعلها مفخرة وطنية!!! وهنا تحول صراخ المهندس الى ابتسامات وهو يقول ( الم اخبركي انك في يوم ما ستفهمين وتتعاونين!!!) فقلت له نعم وجلست اوقع الاوراق واحدة بعد الاخرى وهو مندهش وانا انتخب مواد اجدها ضروية للعمل ومن مناشىء اعلم جيدا انهم سيغشون بها لكني لم اكن اعلم كيف ؟ وهنا اخبرتهم ( فلقد كانوا ثلاثة ) بان يجلبوا عروض من الاسواق وهنا فتح احدهم حقيبته وقد اتى بمجموعة من الاوراق لمعارض ومكاتب فتفاجئت قائلة من اين لك بها واليس من واجب صاحب المكتب ملئها فضحك قائلا بانه يطبعها في مطابع بالبتاويين وانها وهمية ( وخابريني ست بغداد من يكتشف احد اللعبة اذا اكتشفوا وخلي يدورون على المكتب للصبح !!!) وطلب مني اختار اسماء وهمية لصاحب المكتب وتم ترتيب كل شيء والتوقيع بدل صاحب المعرض او المكتب لاكثر من عرض وبعدها اختارينا العرض الانسب من بين مجموعة من العروض !!! وكل هذا ونحن لم نغادر الغرفة !!! ولم يبقى سوى انهم سيجلبون هذا المواد من احد جحور البتاويين او عقد النصارى وينتهي كل شيء !!
بهذه القصة التي لم اعرف نهايتها ايها الوزير فلقد تركت العاصمة متجهة لمحافظة اخرى خشيت بها حتى ان انقل وظيفتي اليها خوفا من ايجاد ذات المصائب واغلقت جهاز الموبايل الى الابد خوفا من هذا المهندس الذي اتخيل ملامح وجهه غاضبا وان كنت على ثقة انه سيجد من يطابق له المواصفات الخاطئة لكنها محاولة في تاخيره وهذا اضعف الايمان !!
اتمنى التريث والدراسة المستفيضة قبل اي قرار بصرف اي مبلغ واسال الله ان لا تكون وزارتي قد شملها المبلغ فلا اريد ان اتخيل مسؤولي ما الذي سيعمله عندما اقارن عمله ب 5 الالاف دولار فقط اكاد اجزم انه لم يصرف نصفها في شراء مواد رخيصة والنصف الاخر في جيوب الرفقة وهذه شيمة الرفاق فحذاري من اي بعثي في اي مكان عمل فلقد اثبت الواقع انه ليس بالضرورة ان يكون كل واطيء بعثي الا انه كل بعثي لابد ان يكون واطيء !.
اللهم اجرنا من كيد المعتدين ومن خبث البعثيين وانصر الصالحين بحق محمد وال محمد وان يجعل الايام القادمة خيرا وفرحا ما دامت النية صادقة والمحبة تملىء القلوب .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha
