المقالات

"برلسكوني" لا يستحق المكنسة! / علي الغراوي

1748 11:19:22 2014-12-28

علي الغـراوي

كثيرةٌ هي المفارقات بين بلدنا المنعزل، والبلدان الأخرى؛ حتى في محاسبة المفسدين.. هناك أسلوب من العقاب، يختلف تماماً عن ما هو متعارف في طبيعة دستورنا التائه! 
لم تكن العقوبة التي نفذها المتظاهرين في أوكرانيا، بِرمي البرلمانيين الفاسدين بِحاوية النفايات؛ وحدها الفريدة من نوعها، فما قام به الأيطاليون أمرٌ يستحق الوقوف والتفكر؛ بِفرضهم عقوبة إجتماعية على رئيس وزراءهم السابق"برلسكوني" بعد تورطه بِفساد إداري ومالي، بِتنظيف شوارع روما لمدة سنة واحدة.
على ما يبدو؛ إن للمكنسة، وحاوية النفايات علاقة وثيقة بالمفسدين في مجتمعات الغرب، بل أصبحتا عقوبتين تهددان المتورطين بالفساد، بِمختلف أنواعه. 
قد يكون هذا النوع من العقوبات؛ أسلوبٌ للتهذيب والتوبيخ العلني ، ورسالة عميقة إلى كثيرٌ من المفسدين، وليس إنتقاص من العاملين في حقل تنظيف الشوارع والمباني.
لم نشهد في مجتمعنا، عقوبات توبيخية كتلك التي حدثت في أوكرانيا، أو أيطاليا؛ فالمتورطين بالفساد تزايد عددهم إلى حدٍ كبير، وهذا يتطلب إنشاء معمل للمكانس.. تصنع خصيصاً لهم! كما إن ضخامة حجم الفساد، لا تنفع معه مكنسة، بل في بعض الأحيان؛ يحتاج إلى مشنقة!
في حكومتنا؛ هنالك كثيرٌ ما يحتاج إلى وضعه في حاوية نفايات، وآخرين(سياسيين) أصيبوا بِداء العظمة و(التهنجه) ينظفون شوارع بغداد من المياه الآسنة لما أفسدوه، وهنالك من يحتاج إلى مشنقة؛ لكن العقوبات جميعها متوقفة حتى هذه اللحظة! 
لم تعاني أيطاليا أزمات، وكوارث حتى دفع مواطنيها بِتنفيذ العقوبة الإجتماعية بِحق"برلسكوني" لكنهم بِرسالتهم هذه؛ سبقت من كان يحاول أن يسير على خُطى رئيس وزراءهم، 
تعتريني الرغبة في قذف الأيطاليون بِوابلٍ من التساؤلات: 
ماذا ستفعلون بِمن تسبب بِنزوح مليوني مواطن؟! ماهي عقوبة من كان سبباً في إرتكاب المجازر؟! ماذا ستفعلون بِمن مزق نسيجكم الإجتماعي بإبتداع الحروب والكوارث؟! ماهي عقوبة من هدر ميزانية تقدر ب(130) مليار دولار بِصفقات فاسدة، ودعايات إنتخابية كلفت المليارات من الدولارات، وأوصلنا إلى حالة التقشف؟! ماذا ستفعلون بِمن جعل حكومتكم مرتعاً للفاشية(البعثية) بِمختلف مفاصلها؟! ما حكمكم بِمن تسبب بالخراب، وفتح عليكم أبواب جهنم؟!
مسكين أنت يا"برلسكوني" فلو عرف الأيطاليون حجم المفسدين، وهوامير البترول في بلدنا.. لهرعوا إلى بلدهم، وجعلوك مثالاً للنزاهة، والإخلاص! بدلاً من عقوبتك بِتنظيف شوارع روما!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك