( بقلم : سعيد الوائلي )
ما اشبه الليلة بالبارحة حين اجتاح العراق هديرالثورة الشعبية العارمة ، التي تهاوت امامها المحافظات العراقية الواحدة تلو الاخرى عام ( 1990 ) لم يكن حينها بتخطيط من جهة سياسية او دينية معينه في داخل او خارج العراق ، تماما ً كما هو الحال الان متمثلاً بالثورة العارمة التي تنتشر في العالم ضد شيوخ وفتاوي الارهاب الوهابي السعودي ، التي انطلقت شرارته الاولى من ولاية " متشغن " الامريكية بعد ان تأكد للداني والقاصي بأن ارض نجد والحجاز وبمباركة من نظامها السياسي الذي يغض الطرف منذ ما يقارب الخمسة اعوام ، بل ويساهم بالدعم المالي والاعلامي واللوجستي من خلال ما يسمى (( بهيئة الافتاء "والتكفير" وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر )) والمعروف منهم براء ، واصبح الامر عالمكشوف ... شيوخ الدجل الوهابي التكفيري تصدّر الفتاوي والاجساد العفنة والاحزمة الناسفة لكي تفجّر نفسها في الاسواق وبيوت الله والطرق العامة ، لا تفرق بين شيخ وشاب او طفل وامرأة ، ومن جهة اخرى يبادر النظام السياسي بتصريح ما ... لذر الرماد في العيون ...!ابارك لكم اخوتي في شبكة صوت السلام هذا المجهود الطيب وابارك لكم عزائمكم المتواصلة لفضح حواضن الارهاب وشيوخ الوهابية ((حتى تطلع الشمس على الحرامية )) ان الشرارة التي انطلقت من ولاية "متشغن" متمثلة بالاخوة المنتفضون كل من السادة ( الصافي والكعبي والربيعي ) والذين بادروا اولا بتأسيس موقع على الانترنيت تحت اسم (( شبكة صوت السلام )) ويا له من اسم دال على النداء من اجل السلام بين الشعوب وحقن لدماء البشر، جميع البشر ، لا المسلمين فقط ...! ، ولصدق مشاعر القائمين عليه تحول من شرارة الى نار حامية تلهب ضهور شيوخ الارهاب والوهابية ومن ورائهم النظام السياسي السعودي الذي يغض الطرف عنهم ولم يسبق ان صرّح احد امرائهم الذين يعدون بالالوف للتنديد بفتاوي شيوخ الظلالة والفساد والاخلاق ، لإبعاد الشبهات عن انفسهم وإقناع الشعوب الاسلامية بعدم ارتباطهم بالقاعدة ومنهجها المدمر لروح الاسلام الحنيف ، وإنقاذاً لانفسهم كنظام غير داعم للارهاب ، قبل ان يقع الفأس في الرأس كما يقول المثل وحيث لا ينفع الندم .
حتى باتوا ينادون علانية ويفتون بتهديم المراقد المقدسة في عراقنا المستباح بعد ان هتكوا حرمته بكل وقاحة وعدوانية ، وتناسوا مساندتهم بالمال والسلاح لأبشع نظام تسلط على رقاب العراقيين عرفه التاريخ الحديث ، اما الان وبعد سقوطه ولخمس سنوات والدماء العراقية تسيل وما يحدث في العراق فهو مقاومة مشروعة ضد المحتل كما يصرّحون ، ويطلقون صفة الشهادة على الاجساد النتنة التي تذهب ضحية دجلهم وفتاويهم ، في حين ان اي عملية تجري على الاراضي السعودية يتحول اصحابها الى ارهابيون وقتلة ويوصفون بأخس الاوصاف ...! ، لانها موجة ضد انظمتهم السياسية المتسلطة على رقاب شعوبهم منذ قرون ...؟ عجيب امور غريب قضية !! ، كل هذا يجري والحكومة العراقية الفتية لا حول ولا قوة لها كـ(بلاع الموس) لا تستطيع ان تفعل شيئاً سوى التوسل بالانظمة العربية والجامعة العربية لدعم مشروعها السياسي الذي لوقدر له ان ينجح سيكون سببا في يوم ما لأقتلاع الانظمة العربية المتجبرة التي لا تختلف من حيث المنهج في الغايات والوسائل عن نظام الطاغية المقبور ، تلك هي الحقيقة التي لا يختلف عليها العقلاء ، وما يجري من دعم للارهاب المتواجد على الساحة العراقية هو لسد الطريق امام ولادة الدولة الاولى عربياً للروافض ! واين ...؟ في ارض الحضارات ، بلاد ما بين النهرين ... في العراق ... البلد الرائد لحركات التجدد الفكرية والحضارية والانسانية ، بلد التنوع القومي والعرقي والديني والاثني ، ولهذا فمن الضرورة القصوى حسب معتقداتهم الطائفية والعنصرية القضاء على هذه الدولة الفتية التي اطلقوا عليها تسمية " المشروع الامريكي في الشرق الاوسط "، لإعطائه صبغة دولة غير شرعية .وبعد ان تأكد لهم ان العراقيين على دراية كاملة بجميع مخططاتهم الرامية الى اشعال حرب اهلية تطورت مشاريعهم العنصرية الى حث مشايخ الارهاب الوهابي بأصدار فتاوي تجيز بقتل كل ما هو عراقي بحجة ان "سنته" لم يتعاونوا معهم في القتل العشوائي ولم يستجيبوا لدعوتهم في اشعال حرب اهلية تلك المشاريع التي خططوا لها منذ سقوط شريكهم الجرذ المقبور ، حيث فاتهم قراءة التاريخ او بالاحرى يمنون النفس بقدرتهم على اسقاط هذا المشروع الذي اصبح الهواء الذي يتنفس به العراقيون صباحا ومساءاً وهم يقدمون القرابين يوميا منذ سقوط الصنم وحتى الان ، رغم اننا نعترف وعلى رؤوس الاشهاد بأن دولة محتلة هي من خطط ونفذ للاطاحة بالدكتاتور المقبور ونظامه المقبور ... ولقد هللنا ورحبنا بها ، احتلالا رضيناه لأنفسنا مؤقتاً لأنه ازاح كابوساً ونظاماً متجبراً ومتسلطا ًوعدوانياً وبشعا ... ولكل ما لهذه الكلمات من اوصاف وإنصاف ، كما وإننا نمتلك الوسائل لإزالة هذا الاحتلال متى ايقنا بأن اخوة لنا سوف لن يطعنوننا في الضهر ...!من ناحية اخرى لابد لنا ان نسلط الضوء على الساحة السياسية في داخل العراق وما هي المشاريع التي تتبناها ومدى جدواها في اصلاح الوضع الامني والسياسي واهمال البنية التحتية ،وسرقة المال العام وهدر اموال الشعب العراقي المنشغل بلعق جراحه واللهاث خلف لقمة العيش وانقطاع الكهرباء والماء يوميا.ويبقى السؤال الأهم هل الحدود العراقية مع دول الجوار محمية من تسريب الاسلحة والارهابيين وما مدى اصغاء دول الجوار الى مطالب العراقيين حوال المحاور الأهم التالية:1 ) مكافحة الأرهاب.2 ) امن الحدود.3 ) دعم الحكومة الشرعية التي جاءت من خلال صناديق الاقتراع.4 ) مكافحة المليشيات المدعومة من خارج الحدود.
واخير لابد لنا ان نعرج على التساؤلات المهمة التي ننتظر لها جواب مقنعًا في ان يكون للعراق قراراً واضحًأ تستطيع من خلاله الحكومة العراقية امتلاك مفاتيح مهمة لأرجاع الهوية العراقية المفقودة لكل العراقيين وهم يجوبون المنافي والمطارات وتمارس ضدهم ابشع اساليب العنصرية والحقد الطائفي ، وعلى الكتل السياسية ان تبحث عن مشروع وطني حقيقي يمتلك جميع المفاتيح لإستقرار العراق من دون ان يتوهم احدهم بأنه قادر على تحقيق مصالحه الخاصة على حساب الشعب العراقي ، وبأساليب بعيدة عن الطائفية والمحاصصة واسترضاء هذا الطرف او ذاك على حساب المصلحة العليا للبلاد.
https://telegram.me/buratha