المقالات

دعوة مخلصة لنبذ الطائفية والعنف


بقلم : ولاء الصفار

لقد كنت دائما اتوجه بخطابي للمسؤولين والقادة السياسيين معاتبا تارة ومذكرا تارة اخرى من اجل النهوض بواقع العراق للخروج من المأزق الذي هو فيه الان، لكنه لا يقع العتاب على المسؤولين فقط، بل يجب على المواطنين كذلك ان يتحملوا المسؤولية ولا اقول ذلك تبريرا لموقف المسؤولين بل انني وحتى هذه اللحظة مؤمن بان الكثير من المسؤولين العراقيين لم يوفوا بعهودهم ولم يصونوا الامانة التي حملهم اياها الشعب العراقي، ولكن ان بعض معرقلات مسيرة عمل المسؤول ناتجة عن اخطاء ابناء البلد.

والنقطة المهمة التي اود التاكيد عليها في مقالتي هذه حول ما يشهده الواقع العراقي من نزاع واحتقان طائفي، هذا الامر الذي ظهر بعد سقوط النظام البائد واخذت تروج له الالسن الخبيثة التي لا تريد للعراق التقدم والتطور، وللاسف الشديد ان تلك الجهات الخبيثة استغلت مشاعر البعض من ابناء هذا البلد، واستثمرتهم لمصالحها الدنيئة، واخذت تحشد الهمم وتصنع السيناريوهات الكاذبة وتملأ العقول الفارغة بهذه البدع، وتحرض الطائفة السنية للرجوع إلى المربع الأول وتحذرهم من المد الشيعي وانهم سيتعرضون للابادة لو انهم رضوا بما يفعله ابناء الطائفة الشيعية، فاخذوا بحجة الدفاع عن السنة يسومون الشيعة سوء العذاب تقتيلا وتهجيرا وإبادة، وتارة أخرى تتوجه بخطابها لبعض المتشددين من الشيعة وتحرضهم على الإنتقام والرد بالمثل لإذكاء فتنة الإحتراب الطائفي، وهذا بدوره ولد الحقد والكراهية لدى المتطرفين من الطرفين، واخذت جماعة تدعي بانتماءها للمذهب السني لتقاتل الشيعة واخذت اخرى تدعي بانتماءها للمذهب الشيعي للإنتقام من السنة.

ولكن المتتبع للواقع العراقي يرى بان هناك جهات وجماعات وشخصيات ورموز سنية معتدلة تدعو للتوحيد والتكاتف ونبذ الطائفية، وبالمقابل فان الشخصيات الشيعية والرموز الوطنية لهذه الطائفة تدعو جماهيرها الى التكاتف والتوحيد ونبذ الخلافات ولا استطيع ان انسى مقولة المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في حديثه مع بعض الساسة العراقيين قائلا لهم (لا تقولوا للسنة اخواننا بل قولوا انفسنا) الى جانب دعواته المستمرة لنبذ العنف والخلافات ولابد للمؤسسات الامنية من ان تقوى مؤكدا سماحته بان السلاح لابد ان يكون بيد الدولة. وهذا ليس بالغريب من سيرة سماحته كونها ديدن ائمة اهل البيت عليهم السلام في العفو والسماحة والسلم واللاعنف والمجادلة بالتي هي أحسن.وهنا اتوجه بسؤال يدور في خلجاتي لتلك الجهات التي تحرض على القتال بانه على ماذا تستندون بقتال بعضكم البعض؟؟ علما انه لا يوجد كتاب او مصدر او فتوى تدعو للتقاتل، بالاضافة الى ذلك لا يوجد اي مرجع ديني وطني عراقي او شخصية سنية معتدلة تحرض على القتال.

ومن هنا نستنتج بان تلك الجماعات التي تحرض للقتال وتحمل السلاح وتقتل بعضها البعض هي لا تمثل الشيعة ولا تمثل السنة، بل انها جماعات تكفيرية تريد زعزعة امن واستقرار العراق لتحقيق مصالحها الشخصية وانها يد من ايادي المحتل الخبيثة كونها تطبق سياسته العفنة التي تستند على قاعدة (فرق تسد) فلابد اليوم على الجميع ان يعوا لهذه المؤامرة الخطيرة لترك الخلافات جانبا والابتعاد عن سياسة العنف، لان الكل سواسية في الحقوق وعلى كل طرف ان يعترف بالطرف الاخر لتوحيد الكلمة والدعوة لخروج المحتل والتوجه لبناء مستقبل زاهر يرفل بالحرية والامان ورسم مستقبل للاجيال القادمة وتثقيفه على مبدأ الاخوة والترابط الروحي والمعنوي وتعليمه خطاب السماحة والعفو بعيدا عن خطاب العنف والقتال والاحتراب الطائفي والضغينة ونكون مصداق للاية الكريمة :( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك