المقالات

عندما تسيطر الأنا

1464 07:30:31 2014-12-21

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته, كلام عن رسول لا ينطق عن الهوى, فعندما يتصدى الشخص لمسؤولية معينة, يجب أن يتحرر من أنانيته, لكي يكون على قدر تلك المسؤولية. الأنا حسب المسؤولية, فعندما تكون مسؤول في بيتك,يجب إيثار الرعية على نفسك, وهكذا حتى نصل إلى رعاية مجتمع, وبالتالي يجب أيثار الرعية على اهلك, ولكن هل يفعلها الدكتاتور؟

لقد عانى العراق من زعماء, نفذوا قول الرسول ( صلواته تعالى عليه واله ) ولكن في المقلوب, فقد قرب هؤلاء الزعماء أهلهم وحاشيتهم المقربة, وصرف النظر عن رعيته وهو الشعب, وبالتالي تحطمت مقدرات العراق, فأصبح يقاد بعائلة مالكة وليست بجمهورية, وحتى الملوك قد راعوا رعيتهم.
إن تقريب الأقارب, وجعل الأبناء يتحكمون في مصير الشعب, يحلل نفسيا بالنزعة الدكتاتورية لدى الحاكم, وهذه النزعة تأتي من شعور الحاكم بأن جميع الرعيةضده, وهذا الشعور يأتي من تأنيب الضمير, لأن كل إنسان يعلم ذاتيا بقدرته, وحجم المسؤولية التي يستطيع تحملها, وبالتالي هم قد تزعموا أمرا ليسوا أهلا له.

في نظام هدام العراق, شاهدجميع العراقيين بل إن أغلبهم عاصروا هذا النظام, كيف تحول النظام من نظام جمهوري, جاء عن طريق حزب البعث, إلى نظام العائلة الحاكمة, وتغيير حزب البعث إلى حزب صدام وأهله, وتطور الأمر إلى حزب العوجة, وبجهود المتملقين من فاقدي القيم, تحول إلى نظام قمعي بحت. انطوت تلك الحقبة, وولت مدبرة بعارها, ولكن خلفت لطول فترتها, جيل أعتاد على حكومة القائد الأوحد, وكان من السهل لكل مريض بهذا المرض النفسي, اعتلاء شؤون المجتمع العراقي, وبالفعل أستطاع المالكي الوصول إلى الهدف, ووجد ضالته متناسيا إن الأمر اليوم يختلف. 
حمودي لم يوفق لفترة طويلة, كي يكون عدي صدام, وعبد صخيل لم يوفق ليكون عبد حمود, ولكن المالكي وعائلته, استطاعوا خلال ثمان سنين, من نهب ميزانية كاملة, لكي يؤسسوا عرشهم الحاكم, على تجارة الفتنة والطائفية, التي كان كثير من سذج العقول, السعي ورائها دون معرفة هدفهم منها.
دماء كثيرة سالت خلال هذه الحقبة, من حكومة عائلة المالكي, وأموال نهبت من قبل حمودي, لذلك كانت الحكومة فاسدة إلى ابعد الحدود, وخلل واضح في قانون دولة القانون, مما سمح لفساد البعث السابق, أن يكون في موقع تقرير المصير, كقادة الجيش, وبعض أنصار المالكي. 

هو واقف أمام خصمه, ليكيل له كل التهم, من دكتاتورية وعنصرية وخرق للدستور, بينما من يقف على الجانب, يضحك بشدة لحزنه! لأنه يراه واقفا أمام مرآة! يحدث نفسه بهذه الصفات ولكنه لا يعلم, ومن يصفق له بين واقف خلف المرآة لينعم بفساده, وواقف على جنب ولكنه لا يبصر, فقد أعمته أوتار الطائفية و القومية.

وصل المالكي إلى الحكم ممثلا عن حزب الدعوة, شيئا فشيئا أصبح حزب الدعوة حزب الأهل والنسابة, لأنه يدرك تماما أنه غير كفء لقيادة الرعية, فنفسيا يكون غير مطمئن حتى لحزبه الذي ينتمي إليه, ولكنه أرتطم بجدار الانتخابات, والحكومة البرلمانية, التي كبحت أنانيته ودمرت ما رام لبنائه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حاتم الجابر
2014-12-29
قلم مميز وكلمات لها وقعها سلمت ايها الكاتب الهمام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك