المقالات

العنصر غير مُتاح في بلدك..!

1357 11:10:01 2014-12-17

عــلي الغــراوي

لا يعني الإنفتاح على العالم سبيلاً لإنتعاشة دائمة؛ فهنالك عناصر لابد من توفرها حتى تتحقق أحلامنا في العيش بِسلام دائم، وتنتقل بنا من أضغاث إلى واقع سليم.

عناصر توفرت في كثير من بلدان العالم، لم تتوفر على أرضنا منذ عقود من الزمن، ولم نلمسها حتى هذه اللحظة؛ لِتكون بِمثابة حلم يُدعب مخيلنا في تحقيقها على أرضنا التي تعاني فقدانها.

لم نشهد يوماً لإنفجار سيارة مُلغمة في بروكسل، أو باريس، أو أمستردام، لكن للمُفخخات مسلسلٌ درامي في مُدننا، لذا فالأمن متوفرٌ في هذه العواصم، لكنه غير مُتاحاً في مدننا إطلاقا، وغابت صناعته في أغلب الحكومات التي حكمت البلد.

لم نتوقع أن هنالك وحوش بشرية ستظهر في اللاحق.. أكثر وحشية، ودمويةً من طواغيت الأزمنة السابقة من ناحري الرقاب، فظهرت داعش، كعنصراً مُتاحاً في بلدنا؛ لكنه غير مُتاح في بلدان أخرى!

لم نعرف لسخرية الزمن ماهية حقوق الإنسان؛ هل هي نوع من أنواع الأطعمة، أو الشراب، أو كائن مختلف تماماً عن الكائنات الأخرى؟! لكن وجدناها عنصراً مُتاحاً في عديد من الدول، لكنها في بلدنا، تغيرت إلى عقوق، وأصبحت غير مُتاحةً إطلاقاً!

لم تكن النزاهة في بلدنا حجر عثرة في طريق الفاسدين؛ فهي عنصر غير مُتاحاً على حكومتنا، لكنه متوفراً في حكومات أخرى، وضع فيها البرلماني الفاسد في" حاوية النفايات" مع عقوبات قضائية مترتبة عليه، لإرتكابه فعل غير نزيه.

عرف الفضائيين في أغلب دول العالم؛ أولئك الذين وصلوا القمر، كالأميركي آرمسترونغ، والبريطاني تيم بيك، لكن هذا المصطلح؛ لم يعد سوى كناية يتصف بها الفاسدين في مؤسساتِ.. بُنيت على أرقام وهمية، ومؤشرات فاسدة مرتفعة، لذا يكون القصاص بالسُراق عنصراً مُتاحاً في بلدان أخرى، لكنه غير متاحاً في بلدنا.

في أغلب الدول؛ وجدنا الإخلاص في العمل مُتاحاً في مدنهم(زرق ورق) لكنه غير مُتاحاً في مدننا العشوائية، وشوارعنا التي حازت على لقب فينيسا المياه الآسنة!

إختفت الخدمات عن حياتنا المريرة، وأصبحت عنصراً مُتاحاً في عديد من بلدان العالم، وحقوقاً مشروعة تتكفل الحكومات بِتوفيرها، لكنه غير مُتاحاً في بلدنا.

لسخرية القدر، عندما حاولت تنزيل تطبيق على جوالي، فوجئت بِتنبيه ظهر أعلى شاشة الجوال يقول: هذا العنصر غير مُتاحاً في بلدك..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك