المقالات

أعداء من الداخل ...فتنة سلفية الشيعة

1555 13:07:06 2014-12-09


كانت الزيارة الاربعينية منذ زمن النظام السابق محطة من محطات الاسى بالنسبة لمن يقع في ايدي رجال النظام البعثي وكان الضحايا في كل عام تزداد عاما بعد عام فمنهم من يلقى حتفه ومنهم من يتلقى التعذيب ثم السجن ولا يخرج احد دون ان ينال نصيبه من الاذى .
وبعد انقضاء تلك الايام السوداء من الظلم البعثي جاءت بشائر التغيير بمزيد من الانفتاح في الذهاب الى كربلاء وكان العجب ان يبقى الذهاب الى الزيارة له نفس الضريبة السابقة.
وقد شهدت الزيارة تطورا على كل المستويات منذ الزيارة الاولى التي حصلت بعد التغيير مباشرة الى ان وصلت الحال الى هذه السنة الجديدة التي تشهد حضورا منقطع النظير .
وكان الاختلاط الذي يحصل في هذه المناسبات محط انظار الفقهاء من الناحية الشرعية كما ان الوضع الذي عليه الزوار يكون منظورا ايضا من ناحية الارشادات الشرعية .
ومن الطبيعي ان تصدر في كل عام بيانات من قبل المراجع تخص التجمعات البشرية في هذه الزيارة العالمية تتضمن عدد من الامور الخاصة بمثل هذه الاوضاع ولم يكن هناك ما يدعو لاكثر من ذلك .
وعندما حصل التلاقح الفكري بين القنوات الفضائية صار هناك تاثر مفاجيء من الطرفين لم يكن محسوبا ولا متوقعا وكان الحجم الاكبر من التاثير في الجانب الاخر حتى ان لعنة الفضائيات كانت تلاحقهم في كل مكان حتى ان المتعصبين من ابناء بلاد الحرمين عندما يسمعوا بطرح ضد الشيعة يحجموا عن اطالة الكلام وعندما يسالون يقولوا ان العلماء الشيعة لم يتركوا لنا يقينا نعتمد عليه في حديثنا معهم فقد افسدوا ديننا بشبهاتهم ولم يتركوا لنا شيئا نستند عليه.

واصبح الشيعة هم الرابح الاكبر من هذا الانفتاح فقد حاول المغرضون ان يستروا الحقيقة عن الجميع الا ان الاعلام الشيعي بدد ظلام المدلسين .
ولكن كان هناك بعض الشيعة الذين تاثروا بطريقة سلبية فصار همهم ان يظهروا انفسهم ابرياء من كل ما يحصل من اخطاء بشرية اثناء تجمع الزائرين مع ان الامر لا يختلف كثيرا عما يحصل في اي تجمع انساني كالحج وغيره من التجمعات البشرية , وعندما بدات قنوات الفتنة بالحديث عما يقع من اخطاء مفترات على التشيع كان هناك من يسمع لهذا الخطاب ويريد ان يبدو بمظهر البريء من كل هذا الطرح المريض ...
وفي العام الماضي وبينما كنت اسير في طريق كربلاء توقفت سيارة ونزل منها عدد من الاشخاص وقالوا انهم يريدون ان يسجلوا معي مقابلة ومن خلال الاسئلة التي طرحت علي تبين لي بصورة واضحة انهم سلفية بثياب الشيعة فقد كانوا يريدون ان يثبتوا كل الاتهامات السلفية للشيعة في هذه الزيارة فقد كان واضحا كيف ان السائل كان يريد اعترافا مني بان الحجاب ليس بالمستوى المقبول وان الانضباط ليس كذلك وان الصلاة لا تصلى في وقتها وهكذا ....

الا ان المنصف يرى بوضوح ان النساء اثناء الزيارة يلتزمن بلبس النقاب بالرغم من عدم كونهن من المنقبات وهذه احدى الظواهر المهمة في هذه الزيارة والمواكب تنادي بالالتزام بالحجاب تذكيرا وبالصلاة وبالنظافة ,كما ان عددا من الشباب تطوعوا للقيام بتنظيف الشوارع التي تنالها اثار المرور واستعمال الاماكن لتناول الطعام مع ان هذا يحصل في كل بقاع العالم وتكون هناك فرق خاصة بازالة اثار الاحتفالات والمهرجانات مع ان هذا هو عمل الدولة وليس عمل الافراد.
وصار دور المتاثرين من الشيعة كدور السلفية في تاكيد القضايا الوهمية وتصويرها بغير حالها اللائق بها , ومع الاسف ان ينزلق خطاب التشيع الى هذا المستوى الذي اسس له الدليمي في قناته وردده معه مغفلونا فصاروا اعداء لانفسهم من حيث لا يشعرون ... 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك