المقالات

لقاء في شارع الرسول مع المرجع الاعلى

2169 11:24:46 2014-12-07

عندما اتيت الى النجف قبل عشرين عاما تقريبا كانت المرجعية الدينية تمر باوضاع غير طبيعية ؛خصوصا مع حرص النظام على التدخل في امور الحوزة العلمية بحجم اكبر من المسموح به . وقد كانت المرجعية الدينية في ذلك الوقت تعاني من تدخل الدولة كثيرا ومن ذلك مع وقع مع المرجع الاعلى في مسجد الخضراء من فوضى مفتعلة تسببت بمنع السيد من اقامة صلاة الجماعة خوفا على حياته من الغوغاء والفوضوين وكان المرجع قد اختار البقاء بعيدا عن الانظار حتى يفوت الفرصة على ازلام النظام وجواسيسه...

وفي احد الايام وبينما انا واقف في نهاية شارع الرسول قرب مكتبة دار الاندلس للدجيلي اقلب النظر بين عناوين الكتب ابحث عن بعض العناوين واذا بي ارى المسافة التي امام المكتبة باتجاه المرقد المطهر قد فرغت من المارة وبينما وجهت بالنظر الى الجهة المقابلة واذا بالمرجع الاعلى يمشي وحده باتجاه نهاية الشارع في الساعة الثانية بعد الظهر ...

وقد كنت سمعت ان المرجع يحق له ان يذهب الى الزيارة في احد الايام في هذا الوقت وكان الطقس حارا وليس مع السيد احد سوى رجل عجوز يمشي خلفة بمسافة ولا يعرف الارتباط بين الاثنين الا من يعرف ارتباط هذا العجوز بالسيد وفي هذالوقت كنت انظر الى السيد وهو يسير منفردا بكل معنى الكلمة فقد كان يشق طريقه دون ان يقترب منه احد من المارة فقلت في نفسي هذا مرجع الطائفة وهو في اقرب مسافة مني ...
وبينما هو يقترب من المكان الذي اقف فيه كنت افكر هل من الممكن ان يكون المرجع مراقبا في هذه اللحظات من قبل رجال الامن وهل علي ان اقترب منه واغتنم هذه الفرصة التي قد لا تتكرر مرة اخرى ...

وفي اللحظة التي كنت افكر في الاثار السلبية للاقتراب من السيد وهو ماض في طريقه لزياره جده شعرت بان هذه الفرصة لن تتكرر ابدا وان هذه الوضعية ربما لا تتاح لي مرة اخرى خصوصا وانا جئت النجف متخفيا لا ابوح بما لدي من تاريخ مع النظام السابق وكلما مر الوقت قد يتعرف علي بعض الاشخاص من رجال الامن الذين ينحدرون من مدينة النجف وقد رايت بعضهم فعلا في بعض ازقة النجف .

ولكن كل هذه الهواجس لم تمنع من اتخاذ القرار النهائي فقد وقفت في وسط الطريق سادا الطريق على المرجع وتقدمت باتجاهه والناس تنظر الي واوقفته بكل ترحيب وامسكت يده وقبلتها وكان السيد مندهشا من اصراري على ان اتحدث اليه في الشارع وقلت له سيدنا انا اريد ان اسالك الدعاء فبادر كعادته الى رفع يده بالدعاء وكنت اشعر انني بهذا اشعره باننا هنا لن نهتم لرجال السلطة المحدقين به في كل لحظة ...
وقد نظرت الى الرجل الذي خلف السيد عندما اوقفت السيد قد وقف على نفس المسافة ولم يتقدم بانتظار ان اترك يده السيد واسمح للمرجع بالمرور الا انني لم اقف عند هذا الحد حتى انتهى السيد من اكمال الدعاء ...

وقد كنت اسكن مع احد الاخوة وعندما اخبرته باني قد فعلت ذلك تعجب وقال لي كيف تخاطر بهذه الطريقة فان حركات المرجع الاعلى والحوزة عموما مراقبة من قبل ازلام النظام فقلت له مازحا انا كنت مستعد ان اوقف السيد حتى لو كان محاطا برجال الامن فكيف وهو يسير وحده دون مرافق سوى عجوز يمشي خلفه وعلى بعد ثلاثة امتار تقريبا ولا يمكن لعاقل ان يفوت ايقاف السيد في هذا المكان وقرب مرقد الامام ليساله الدعاء من دون تكلف ولا تحضير مسبق ....
كما اني اخبرته ان اللقاء في الشارع كان له طعم مميز لانه لقاء عفوي وتحت انظار السلطة الغاشمة وهذه هي اللذة الحقيقية في هذا اللقاء ... 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك