المقالات

الخيار لنا.. دوما.

1251 2014-12-03

تعقدت العلاقات الدولية والإقليمية, إلى درجة لم يعد فيها, مؤثر واحد أو اثنان, هو ما يمكن حسابه والتعامل, مع امتداداته وتأثيراته, بل صارت العلمية خطوطا متقاطعة, وتوازنات متشابكة, غاية في التعقيد.
تستطيع الدول القوية, أن تفرض رؤيتها, على أي وضع دولي أو إقليمي, أو في الأقل تمنع حصول, ما يعارض مصالحها.. لكن من أين تأتي قوة الدول؟.
تعتبر الدولة قوية, إن امتلكت نظاما مستقرا, سياسيا وإجتماعيا, وكان إقتصادها قويا متينا, وأمتلكت شبكة علاقات دبلوماسية, قوية وواسعة, تحكمها مصالح متبادلة, وإتفاقات شراكة إستراتيجية, مع مختلف الدول, بمختلف توجهاتها, وخصوصا المؤثرة منها, إقليما أو دوليا, وهذا سيتيح لها, أن تلعب دورا في مختلف قضايا الإقليم.. والعالم.
يحمي كل ذلك, جيش قوي محترف, يمتلك تسليحا عاليا, نوعيا وكميا, بما يشكل ردعا كافيا, وقدرات بشرية وفنية, ومنظومات إستخباراتية ومخابراتية, متمكنة وحصينة جدا, بما يضمن حدود البلد, مع الاحتفاظ بخيار التدخل أو التأثير, في أي مكان في العالم, أينما دعت حاجة الوطن لذلك.
على العكس من كل ذلك, فالدولة إن ضعفت, صارت مسرحا لتجارب الأخرين, وتصارع إراداتهم, ومحطة لتخلص الأخرين, من شذاذ الأفاق, المجرمين والمنحرفين, ومكانا لتقاتل الأعداء وتصارع مصالحهم.. فأين موقع العراق من كل ذلك؟

بلد كالعراق, يمتلك المؤهلات اللازمة, ليكون دولة متقدمة أو قوية في الأقل.. فهو يملك الثروات غير المستغلة, وإمكانات الاستثمار, والقدرات البشرية المتميزة, كما ونوعا, وله موقع إستراتيجي, وسبق أن أمتلك أرثا حضاريا وإنسانيا.. لكن ما ينقصه القيادة النوعية.
صحيح أن إرادة الأنسان هي المؤثر الأهم في تقدمه وبلده, لكن هذه الإرادة تحتاج, لموجه وجامع لها, يقودها نحو هدف موحد ومحدد, ومن الطبيعي القول, أن هذه القيادة يجب أن تولد من رحم الأمة نفسها, لكي لا تكون غريبة عن تطلعات الأمة, ولا تنعزل عنها في برج عاجي.. ولان نظامنا برلماني, فان إختيار هذه القيادة يعود إلينا مرة أخرى!.

بناء بلد, ليس كلمة تقال, أو خطوة واحدة تنفذ, بل هو طريق طويل, لكنه يبدأ بخطوة.. وتلك الخطوة بدأناها نحن المواطنون العاديون, عندما ذهبنا وأخترنا, من نظن انهم الأصلح.. وبعيدا عن المثالية, هل يجب أن ندعم من أخترناهم, أم نعمل لإفشالهم؟.
صحيح أن من اخترناهم, أو بعضا منهم, ليسوا تماما كما نتمنى, لكنهم كانوا نتاج الديمقراطية, بالرغم من ملاحظات الكل عليها, لكننا سندفع رواتبهم لأربع سنوات, أفلا نجعلهم يخدموننا بأقصى قدر ممكن؟ أو ليسوا موظفين لدينا؟!
ألا تظنون أننا يجب أن ندعمهم؟ لكن كيف سندعمهم؟ هل بتأييدهم في كل أفعالهم.. أم ماذا؟ ألا تظنون أن تأييد الصواب من إجراءاتهم, وانتقادهم بشكل موضوعي, وبيان رأينا بشكل عقلاني, يصب في مصلحة الوطن, هو الدعم الأفضل؟..لا لأجلهم.. بل لأجلنا.
بعد أربع سنوات, سيعود لنا الخيار, في أن نبقيهم إن نجحوا, أو نستبدلهم, إن لم ينجحوا, أو حققوا اقل مما يمكن..ولا ننسى.. بعد إرادة الباري عز وجل, دوما الخيار لنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك