( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
ازمة تلد اخرى.. هذا هو المبدأ الذي بات يطبع الحياة العراقية والاسرة والفرد سواء في العاصمة بغداد ام في غيرها من المحافظات والمدن والقصبات، وكأن الازمة باتت قدر العراقيين، فمن الحروب العبثية الى الاقبية والزنازين الى القبور الجماعية الى اذابة اجسادنا في احواض الاسيد الى الطوابير التي تقف بانتظار اطباق المقصلة على رقابنا الى التشريد داخل الوطن وخارجه الى اسلحة الدمار الشامل التي قضت في غضون اقل من ثلاثة ايام على مئات الآلاف من ارواحنا في كردستان الى الفتك الاجرامي الوحشي الذي طال اهالي الوسط والجنوب الى تجفيف اكبر مسطح مائي في العالم وحرمان سكان الاهوار من حياتهم وبيئتهم ونمط حياتهم الى هدم مراقدنا واضرحة ائمتنا واوليائنا ونسف مساجدنا وحسينياتنا وكنائسنا ومعابدنا الى حرماننا النور في زمن النور والالكترون واحدث اجهزة التكييف والتبريد والتدفئة الى فقدان الامن في كل مرابعنا وصوامعنا الى الكوارث التي حلت بمزارعنا واراضينا ونخيلنا وقرانا الى النسف الشامل لمصانعنا ومعاملنا وانتاجنا، الى البطالة التي راحت تنخر في كياننا ومستقبلنا وابداعنا وطاقتنا الى الموت الذي يزحف نحونا فقراً واملاقاً واغتيالاً ومفخخة وعبوة وذبحاً وخطفاً وفساداً الى التكفير الذي لم تسلم منه عقائدنا ومعتقداتنا وانسانيتنا الى ما لا يحصى وما لا يعد حتى نصل لاهثين عطاشى في قيظ تموز وآب وطقس بغداد ولا مياه تبلل شفاهنا او تروي ظمئنا، ولا ندري هل ان دجلة غيرَّت مسارها او ان امانة العاصمة استمرأت لعبة وزارة النفط والكهرباء والتجارة فاستكثرت على العراقي جرعة ماءٍ بعضها من الطحلب والآخر من الرمل حتى باتت احشاؤنا وكأنها مقالع للحصى والغرين؟!.لماذا اهل بغداد يعطشون في هذا الفصل تحديداً، وما الذي جرى لكي يحرم اكثر من خمسة ملايين نسمة سكان العاصمة من الذي جعل الله منه كل شيء حيّ؟!.خمسون عاماً والكهرمانة تدلق ابريقها لتسقي اهل بغداد عذب فرات سائغ شرابه، فما الذي جعلها تنحني خجلاً وابريقها كأنه مارج من نار.أين خططنا الانفجارية وميزانيتنا الاكثر انفجاراً وهذه احشاؤنا تتفجر عطشاً على تخوم امانة بغداد التي ما انفكت تحدثنا عبر مسؤوليها عن المشاريع العملاقة التي يترآى لمن يسمعها وكأن بغداد ستغدو وبعد عامين عاصمة للماء دون ان نعلم بأن الماء فيها بات يحسد النفط والغاز وومضة الكهرباء التي تزورنا خطفاً وتودعنا بمثله.. والقادم اعظم.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha