( بقلم : طالب الوحيلي )
أحيا أبناء شعبنا ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (ع) في ظل ذكريات أحداث فاجعة جسر الأئمة التي مازالت لم تبارح أحزانها وآلامها الآلاف من سكنة مدينة الصدر وغيرها من مناطق بغداد ،الذين هبوا بمسيراتهم الراجلة وهم يعلنون تحديا متعدد الوجوه ضد قوى الإرهاب بكافة فصائلها ومسمياتها ،ولعل المدة الفاصلة بين الحدثين قد تفرز الكثير من التداعيات الأمنية التي تعبر عن ايغال قوى الارهاب بحربها التكفيرية البشعة ضد اتباع اهل البيت ،بما في ذلك التطور الخطير الذي أحدثته كارثة تفجير الروضة العسكرية التي عنت على اقل تقدير استخفاف تلك القوى ومن خلفها من مراكز الإفتاء التكفيري باقدس مقدسات المسلمين بعد الحرمين الشريفين في مكة والمدينة،فيما وصل الاستخفاف بحقوق اتباع اهل البيت الى انتهاك دمائهم وحرماتهم في الوقت الذي اتخذت المرجعية الدينية العليا اقوى المواقف للحيلولة دون الانجرار الى الفتنة الطائفية التي عملت على إشعالها قوى داخلية وخارجية غايتها إفشال المشروع الديمقراطي المقام في العراق على أنقاض النظام الشمولي الطائفي الشوفيني.. ووقفة قصيرة أمام الأحداث الإرهابية في ديالى وإحصائيات لجثث القتلى المجهولين من اتباع اهل البيت والتي يزيد على الخمسين جثة يوميا ،تحير العقول بالجثث الأخرى التي يحصدها الإرهابيون بمفخخاتهم وانتحارييهم ،وهي تكفي لان تتخذ الحكومة كل الوسائل المتاحة لها قانونا لوقف هذه الحرب اليومية ،واعادة نسمة الحياة الى عراقنا الذي طالت معاناته كثيرا ،بين عهدين يصطرعان ،عهد ساقط استمد سلطانه من تراث الجور والطغيان الاموي ،وعهد يسعى لبناء نظام لا يظلم فية احد ويتواصل بكل جد مع الحضارة الانسانية التي ابعدنا عنها حكم البعث ومن تحالف معه من تكفيريين وظلاميين.يحاول البعض تناسي فاجعة جسر الائمة ،بعد ان أوهم نفسه والآخرين بانها نتجت عن حادث عرضي او هي قضاء وقدر وراح يلقي باللائمة على الحكومة العراقية ،بل وذرفوا دموع التماسيح ،وقد مرت الكارثة دون الاستغراق بالتحقيق او محاولة استقصاء او كشف الحقائق رغبة في لم اذيال الفتنة التي يوقضها أطراف مشتركون في العملية السياسية بمستوى الفعل الذي يتعمد إشعال نارها ،وقد طرحت الحكومة المنتخبة المصالحة الوطنية كبديل لهذا السجال..ألف شهيد او أكثر بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب ،ذهبوا ضحايا كارثة سببها تكتيك إرهابي جعل من جسر الأئمة ميدانه بين إحداث هلع من خلال احد المفخخين ،وإطلاق قذائف باتجاه الجسر ،وموتى تشير الملاحظات الأولية على جثثهم بأنهم ماتوا اختناقا او نتيجة تسمم بمادة ما ،ونحن نعلم خبث عدونا وأساليب قتله! وغير ذلك من أسباب يعلم أسرارها الشارع العراقي ولكنها قيدت في ملفات المجهول!!!!!في العام التالي احتاطت الحكومة لمناسبة مزدوجة كهذه ،فاتخذت الجهات الأمنية من حرس وطني وشرطة أقصى حالات الحيطة والحذر ووضعت شروط وضوابط وتعليمات تركز على تجنب تناول الأطعمة من جهات غير مرخصة ،والحذر من سماع الإشاعات او تداولها ،وعد التكدس في المنافذ وغير ذلك ،فيما فرضت إجراءات منع التجول لأيام وقت الذروة لحركة الزوار داخل بغداد ،وقد نجحت في ذلك نجاحا كبير يؤكد قدرتها الفائقة في تنفيذ ادق الخطط الأمنية دون حاجة لقوات المتعددة الجنسيات ،وقد سارت الأمور بشكل رائع وبكل انسيابية سار المشاة حتى بدأت بوادر الحقد الطائفي تتخطى حدود الامن فتعرض ارهابيون للمشاة المسالمين في حي العدل والزعفرانية .ثم تصاعد الحقد ليمتد الى منطقة الدولعي وعلى امتداد الطريق من ساحة المستنصرية حتى جسر الصرافية بقصد اعادة كارثة جسر الائمة ،قناصون واطلاق نار كثيف من بعض المكامن ،مقبرة الانكليز في الوزيرية ومقبرة الشيخ معروف وفي منطقة الفضل وشارع حيفا ،ومسجد بالقرب من جسر الصرافية ومباني مطلة على ذلك الجسر الذي اصابه وابل من النيران ادت الى تساقط الجثث الطاهرة بين شهداء وجرحى.. فعل جرمي القصد منه احداث اكبر عدد من الإصابات بزوار الإمام الكاظم (ع)لاشيء سوى أنهم أتباع مذهب أهل البيت وهم أغلبية سكان بغداد .وعفويا يلجأ المواطن الى متابعة وسائل الإعلام ،عله يجد او يسمع ما يطمئنه او يشفي غله ،وتتوارد الاخبار وتتضارب او تتفق ،لكن ما ينقله الشهود العيان الذين مازال هول الأحداث او غبارها يغطيهم ،يشي بالكثير من الخسائر البشرية في صفوف الزوار بين شهداء وجرحى اكثر بكثير مما أعلنته المصادر الرسمية التي رجت ان تمتص الغضب العارم الذي يمكن ان ينفجر بغتة فيحول تلك الجموع المسالمة الى بركان مستعر قد يحرق كل بؤر التوتر في بغداد،فيما يأمل من الاطراف السنية المشاركة في الحكومة وفي مجلس النواب او الأطراف ذات الشأن بما يسمى بالمقاومة ،ان تعلن موقفها الرافض لهكذا تصرفات غير مسؤولة ،لا ان ذلك لم يحدث أصلا ،والانكى منه ان رئيس إحدى الكتل البرلمانية قد ظهر على شاشة احدى الفضائيات معلنا احتجاجه على إجراءات منع التجول واتهام الحكومة بإغلاق محلاته وانه يرفض إلغاء طائفته واجتياح مناطقه! وكل ذلك يعني على حد فهم المواطن البسيط ان هذا المسؤول يقصد مسيرة الزوار باتجاه الكاظمية التي لابد لها من المرور من منطقة الاعظمية او غيرها من المناطق المختلطة مذهبيا.. وكان رئيس الوزراء قد طلب في بيان له قبل يوم 25 رجب ، من رجال الدين وحث المواطنين على ضرورة التمسك بعرى الأخوة في الدين وتكريس مفاهيم الوحدة الوطنية، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الخلافات والنزاعات الطائفية والمذهبية. محذرا «كل من يستخدم منابر المسلمين للتحريض على العنف الطائفي» بأنه سيتعرض للملاحقة القانونية طبقاً لقانون مكافحة الإرهاب.أننا اليوم على نعيش خضم وأحداث هذه المناسبة التي تجذرت الى أكثر من ذكرى سنوية، وقد لا يفوت المحتفلون بالذكرى السنوية الثالثة لشهداء جسر الأئمة، والأمل يحف الجميع ان تكون هذه المناسبة فاتحة خير للوحدة الوطنية ورص الصفوف بعد ان انكشفت الأقنعة عن وجوه الحقد والغدر وقد وعى أبناء شعبنا المؤامرة التي يحوكها أعداء شعبنا لإعادة الحكم الدكتاتوري البغيض تحت مسميات أخرى وبدعم القوى الدولية التي لم ترحم شعبنا يوما وهي تمد قوى الإرهاب وتدعمهم وتحرضهم على الفتنة والاقتتال.. لكن هذا الاحتفاء هو اختبار جديد للحكومة وقدراتها على فرض إرادتها الوطنية دون اشتراطات الآخرين،كما هي حجة داحضة لكل القوى التي تراهن على فشل التجربة العراقية القائمة ابتداء من الادارة الامريكية التي أضاعت الكثير من الفرص على شهبنا في تعمدها توزيع معادلة الرعب وتوسيع رقعة الإرهاب بتجنيدها قواعدة التقليدية بحجة محاربة القاعدة وهي تعرف اكثر من سواها بان حواضن القاعدة هم ذاتهم حلفاؤها اليوم وهم ذاتهم الذين ابادوا مئات الآلاف من أتباع اهل البيت ايام الحكم الصدامي وما بعد سقوطة حتى أوشكت الحرب الأهلية ان تقع لولا حكمة المرجعية الدينية والسياسية ..وحجة داحضة ايضا للذين أشاعوا الأكاذيب التي صورت الواقع العراقي باسوء صور وأرعبها ومنهم الدكتور علاوي الذي صادف لقائه مع قناة الشر..قية ومزايداته الخاسرة في الوقت الذي تسير الملايين قاطعة شوارع العاصمة ذهابا وايابا مؤبنة كاظم الغيظ عليه السلام ..مسيرة كهذه لا تستطيع السيطرة عليها أعظم الأمم حتى ولو كانت في واشنطن او لندن ،وقد تكون سببا لسقوط تلك الدول ، وهذا هو الانتصار لو أتيح لحكومتنا وشعبنا ان يقولوا كلمتهم دون تدخل الغير ...اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha