المقالات

امريكا تضر بعلاقتها مع شيعة العراق عندما تقحمهم في خلافاتها مع ايران


( بقلم : اسعد راشد )

يجمع المراقبون السياسيون وعدد كبير من زعماء العراق ان امريكا تسعى لتصفية حساباتها مع ايران على الارض العراقية وانها تحاول اقحام شيعة العراق في خلافاتها مع ايران وقد يكون العكس ايضا صحيحا !

الامريكيون ينظرون الى شيعة العراق من منظار غير دقيق يشوبه الغموض وربما تجمعهم مع بعض الانظمة العربية مشتركات في تلك النظرة لا يستبعد عدد من المراقبين والسياسيين ان يكون للتأثير العربي الرسمي دور في صياغة وصناعة تلك النظرة التي تشكك في ولاء شيعة العراق رغم ان الكثير من القرائن والاحداث اثبتت ان ولاء شيعة العراق لعراقيتهم ولوطنهم الا ان الامريكيين بقصد او غير قصد قد وقعوا تحت تاثير النظام العربي الرسمي وخاصة النظام السعودي وبدأو عمليا يطبقون ذلك من خلال تصرفاتهم وممارساتهم على الارض حيث أخذوا بالاقتراب الى اعداءهم وقاتليهم وعبثا يتم على ايديهم تسليحهم والتعامل مع شيعة العراق كأعداء لهم او "عملاء" لخصومهم في طهران !

الخلاف الايراني الامريكي فرض نفسه على اجندة الطرفين في العراق وخاصة الاجندة الامريكية التي لم تستطع ان تفرق بين شيعة العراق كعراقيين وبين بعض العناصر التي يتم تجييرها لصالح اجندة غيرعراقية حالها حال العرب السنة الذين قسم منهم يرى نفسه امتداد للنظام العربي الرسمي واداة لتنفيذ سياسته في العراق فيما العراقيون الشيعة اثبتوا انهم ليسوا كذلك ولعل ابرز مثال على ذلك هو حرب تموز العام الماضي التي شنتها اسرائيل وبدعم امريكي خاص على لبنان حيث كان الموقف الشيعي في العراق واضحا ومعتدلا وعقلانيا ولم ينجر الى سياسة الاستقطابات الاقليمية والدولية .

الادارة الامريكية تريد من شيعة العراق الانجرار الى سياستها العدائية مع ايران فيما العراقيون الشيعة يرون ان ذلك يضر بالعراق وطنا وبهم كبشر واناس يرمون التعايش مع الجميع على اسس الاحترام والاخوة والتعاون المشترك بما يخدم مصالح الجميع وقد تمثلت تلك السياسة في عدد من المواقف العسكرية والسياسية داخل العراق حيث يفضل الامريكيون اليوم التعامل مع القتلة والارهابيين وتقريبهم الى انفسهم ومنحهم ادوارا امنية وسياسية وعسكرية نكاية بايران وكذلك شيعة العراق الذين لا ناقة ولا جمل لهم في ذلك الخلاف الا ان الامريكيين يرون ان ذلك هو السبيل الوحيد للضغط على ايران وذلك من خلال تسليح الارهابيين والمجرمين من التكفيريين والبعثيين اي اعداء الشيعة حيث لم يجد اي من المراقبين وخاصة المحلليين السياسيين اي تفسير للموقف الامريكي واندفاعه باتجاه احتواء التمرد السني وتسليحه لمواجهة كما يدعون القاعدة سوى بانه وسيلة لابتزاز شيعة العراق والضغط على ايران التي بدورها غير مكترثة بذلك لكون ان اجندتها واضحة لاتريد استمرار الاحتلال الامريكي للعراق ..

اما الشيعة فانهم وبرغم الدماء الغزيرة التي تراق منهم وبرغم الكثيرمن المظالم التي جرت وتجري لهم فانهم ما زالوا مقتعنين بعدالة قضيتهم ولا يرون في الموقف الامريكي شيئا جديدا فهم في انتفاضة العشرين من صفر عام 1991 رغم انهم تفاجئوا بالانقلاب الامريكي ضدهم من خلال اعطاء ضوء اخضر لصدام و الايعاز الى النظام البعثي لقمع انتفاضتهم الا ان ذلك لم يحول دون الاستمرار في محاربة نظام البعث ولم يهن من عزيمتهم في تقديم التضحيات من اجل الحرية والخلاص من الاحتلال البعثي الطائفي اما الموقف الامريكي الحالي فانه قد لا يختلف في بعض جوانبه من الموقف في عام 1991 الا ان الشيعة يرون ان الظروف تختلف وان هناك متغيرات ومستجدات قد لا تسعد الامريكيين اذا ما استمروا في اقحام شيعة العراق في خلافاتهم مع الدولة الجارة خاصة ان المحرضين ضد شيعة العراق وبدوافع طائفية هم انفسهم الذين سخروا ميولهم الطائفية للتأثير انذاك على القرار الامريكي من اجل الوقوف ضد شيعة العراق بحجة انهم "أدواة" لايران !

واليوم يعيد الامريكان الصورة ولكن بشكل مختلف من خلال تسليح الميليشيات المجرمة والارهابية والتي كانت في يوم من الايام جزءا من المنظومة القمعية الصدامية شاركت في ذبح الشيعة ونشر المقابر الجماعية في كل بقعة في العراق تحتوي على رفاة ابناءهم مندفعين ـ اي الامريكان ـ في ذلك من توهمات سابقة او متعمدين بقصد حشر شيعة العراق في زاوية حرجة قد تكون نتائجها هذه المرة تضر الامريكيون اكثر مما تضر شيعة العراق الذين يملكون كل الخيارات لاجهاض اي محاولة لتهميشهم او لتسليط القتلة والارهابيين عليهم ..

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك