( بقلم : احمد العبيدي )
تكشف قناة الشرقية يوما بعد أخر عن توجهات غير عراقية، ومنهجية خلط الأوراق على أسس من الطائفية المقيتة وتشويه كل ما هو عراقي، لا ينسجم وخطها المتذبذب وغير الواضح ،كلما تعلق الأمر بالحدث الوطني غير مدفوع الثمن..
فبعد ان فبركت قصة القاء القبض على الكابتن حسين سعيد لتسرق الفرحة والأمل من عيون الالاف العراقييين الذين احتشدوا في مطار بغداد لاستقبال صقور العراق، امتنعت عن تصوير حفل التكريم الذي اقيم في فندق البريستول يوم الخميس الماضي، تكريما لابطال منتخبنا الوطني، والذي شارك فيه جمع طيب من ابناء الجالية العراقية، والين حملوا الوطن في قلوبهم بهذه المناسبة، مؤكين صدق انتمائهم للعراق وشعبه، مراهنين على أخوتهم للخروج من عنق زجاجة كل مشاريع الفتنة والفرقة.
انسحب فنيو الشرقية على حين غفلة، ولم يصوروا مشهدا من الحفل رغم حضورهم مع باقي الفضائيات العراقية والعربية، وكأن لسان حال التوجيهات التي تسلموها على عجل تقول، طالما ليست هناك توجهات طائفية، وطالما ان الحفل يعبر عن اخوة عراقية متكاملة الأوجه، فان هذا ليس ميدان الشرقية، التي اختطت لنفسها طريق العزف على كل ما يعمق الهوة والخلافات بين العراقيين.
الغريب ان الشرقية ترفع شعار الوطنية و البحث عن الحقيقة، لكنها في المنهج العملي ليست كذلك، فهي تبحث عن كل خبر يزيد من اشتعال لهيب الفتنة الطائفية في العراق، وتكرس وقت طويل من بثها لخلق قناعات من ان العراق ماض الى الحرب الأهلية، رغم ان واقع الحال غير ذلك، فالرعااقيون الذين احتشدوا في فندق البريستول بعثوا برسالة واضحة الى الجميع مفادها، أن كل المتخندقين وراء الطائفية والعرقية لا مستقبل ينتظرهم في العراق، وان كل من يبحث عن اثارة الفوضى والمشاكل تحت شعار الفبركات الاعلامية والسبق الصحفي، سيجد نفسه على قارعة الطريق وقد خسر كل شيء، ليتحول الى اعجاز نخل خاوية ، لا طعم لها ولا فائدة.
الذي خسر هو الشرقية، فهي أكدت نهجا غير عراقي، وأثبتت بان كل ما هو معلن ليس متوافقا مع التطبيقات العملية، فالعراقيون احتفلوا بمنتخبهم وفق تقاليدهم المتوارثة، ولم ينشغلوا بغياب الشرقية أو غيرها، لأنه كانوا يحتضنون العراق الذي يحبونه قلبا وقالبا، ولا يتاجرون به مثل البعض، ممن لا يجيد العزف الا على الوتر الطائفي الذي لا يطرب غير دعاة الفرقة والمراهنات غير العراقية.
لقد انتصر العراق في حفل البريستول مثلما سينتصر في مواجهة كل التحديات، أما الشرقية فلم تكسب غير استصغار المشاركين في الحفل لهذا التوجه غير الملتزم، هذا التوجه الذي يحشرها في متاهة الاحتيال حتى على مشاعر المواطن، ويلبسها ثوبا لا يناسب الا مقاساتها غير المتجانسة، كونها تعلن شيء وتنفذ أخرـ ترفع شعار العراقية وتقاطع كل ما هو وطني بالفطرة، فهي تعتقد بان الوطنية مضاربة تجارية تصيب هنا وتخسر هناك، فيما لسان حال العراقيين يقول سنصمد خلف عراقيتنا وسنتمسك بوطنيتنا، ولن يهز شعرة من رؤوسنا العالية الهامات كل ادعاءات المتخندقين وراء مشاريع صغيرة لا تليق الا بهم، ليبقى العراق كبيرا بأهله الغيارى وليبق شعبه عزيزا بقيمه وتقاليده، التي تكاملت في حفل البريستول ، لتقض مضاجع الشرقية، التي لم تحتمل مشاهدة هذه الأخوة العراقية فرحلت غلسة، لأنها تعودت السير في الظلام فشمس الحقيقة تقض مضاجعها، وتلك مفخرة من مفاخر حفل البريستول عراقي الهوى والتوجه والهدف، بشهادة كل الحضور من ابناء الوطن العزيز بهمه وفرحه.
أحمد العبيدي
https://telegram.me/buratha