المقالات

الكرادة المنطقة المجاهدة


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

ربما قدر منطقة الكرادة واهلها ان يجعلها المنطقة الاكثر شهرة في ببلوغرافيا المناطق البغدادية، واذا كانت الكرادة المنطقة الفاعلة والمتحركة في مجالات التراث والعلوم والثقافة والفنون والاقتصاد وحركة السوق، فان لهذه المنطقة ميزة اخرى على سواها من المناطق وذلك من خلال مواجهتها المبكرة جداً لنظام البعث المقبور، ويكفي هذه المنطقة فخراً ان النظام المخلوع كان يطلق عليها (الجبهة المزعجة) واذا استعرضنا الاسماء اللامعة التي اغتالتها كواتم الصوت وغيبتها الغرف المغلقة منذ عقد السبعينيات وحتى التاسع من نيسان عام 2003 فسنجد منطقة الكرادة تحتل المرتبة الاولى على قريناتها من المناطق البغدادية ان لم نقل العراقية وما يزيد من اهمية المواجهة القائمة والمحتدمة بين ابناء هذه المنطقة والنظام السابق هو انها المنطقة الاقرب جغرافياً الى مقرات الاجهزة القمعية وكذلك الى مناطق الحكم وبيوت كبار المسؤولين انذآك، لذا فان النظام ومنذ ذلك الوقت عمد الى تطويق هذه المنطقة بمناطق اخرى بعد ان لجأ الى اتباع سياسة ديموغرافية خبيثة اخلى من خلالها مناطق مجاورة للكرادة من سكانها الاصليين بذرائع وقرارات غريبة ليحل محلهم الطاقم الامني والعسكري الخاص الذي جلبه صدام من محافظات ومناطق مختلفة.

في المرحلة التي تلت سقوط النظام المخلوع كان لمنطقة الكرادة الدور الريادي في التأسيس للعراق الجديد وقد ساهمت هذه المنطقة بابنائها وفاعليتها في انجاح اول انتخابات تشريعية وفي التصويت على الدستور وفي الانتخابات التشريعية الثانية وفي تعضيد العملية السياسية الجديدة وضخها بالكفاءات السياسية والفنية والتعبوية، لذا لا غرابة ان تكون هذه المنطقة المجاهدة على حد وصف السيد عمار الحكيم بالمنطقة المستهدفة من قبل العصابات البعثية الصدامية الظلامية التكفيرية، وكلما يشتد الاستهداف لهذه المنطقة كلما يكون ذلك مؤشراً قوياً على صلابة هذه المنطقة وابنائها الذين جعلوا من منطقتهم هوية عاصمتنا الجميلة رغم كل الدماء والارواح التي سالت وازهقت في شوارعها وازقتها.

لكن بالتأكيد ان هذه المنطقة ودماء ابنائها ليست رخيصة كي يستمر العابثون الى ما لانهاية في ممارسة لعبة الموت بحقها وهذا ما يدفعنا لمطالبة الحكومة لتكثيف التحرك الميداني من اجل وضع حدٍ لقوى الارهاب التي استهترت الى ابعد الحدود بانتهاكها لحرمة هذه المنطقة وسكانها الشرفاء المخلصين.ان استهداف منطقة الكرادة صار يعني بالنسبة لنا استهداف للعاصمة برمتها بل للعراق كله وهذا ما يزيدنا اصراراً على المطالبة باجتثاث الارهاب الموجه ضد ابناء هذه المنطقة اياً كان مصدره واياً كانت القوى التي تقف وراءه ان كانت سياسية او مذهبية محلية او عربية، اقليمية او دولية، وان اللبيب من الاشارة يفهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك