( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
الخطوة التي اقدم عليها رئيس القائمة العراقية الدكتور اياد علاوي باصداره لقراره الذي كان متوقعاً والقاضي بالزام وزراء القائمة عدم حضور جلسات واجتماعات مجلس الوزراء مع ابقائهم على مناصبهم وعلى رأس وزاراتهم وتوجيههم بأخذ التعليمات والارتباط بفخامة رئيس الجمهورية، نعتقد ان ذلك كان قراراً فيه من الارتجال والانفعال والتوقيتات الخاطئة ما يكفي لوضعه في غير محله.. خصوصاً وان القرار جاء على خلفية تقديم وزراء جبهة التوافق لاستقالاتهم من الوزارة مقابل رفضها من قبل دولة رئيس الوزراء وفي لحظة تشتد فيها المحاولات الهادفة الى رأب الصدع بين الجبهة والحكومة من فخامة رئيس الدولة ومن زعامة الائتلاف وهذا ما اعتبرته الجبهة موقفاً يؤشر على النوايا الايجابية والطيبة وكذلك الجهود المخلصة التي بذلها سماحة السيد الحكيم لاعادة اللحمة بين الاطراف المختلفة، الامر الذي شكّل علامات انفراج للازمة ان لم نقل حصرها في خانة الاختلاف الايجابي الذي يرافقا لممارسة الديمقراطية في جميع البلدان المتطورة في هذا المجال.
نعتقد ان قرارات رئيس القائمة العراقية قد جاءت فاقدة للشرعية الدستورية وفيها الكثير من التخبط القانوني، فرئيس القائمة ليس هو الذي يحدد بقاء وزرائه على رأس وزاراتهم دون ان يحضروا الاجتماعات المنتظمة للحكومة او دون ان تكون لهم علاقة برئيسها، هذه الخطوة لم يسبق علاوي احد اليها في الخطأ والغاية، ونعتقد بان الدكتور علاوي يدرك تماماً بعدم شرعية ودستورية قراره هذا وكذلك محاولات الاحراج التي اراد ان يقحم بها فخامة رئيس الدولة الاستاذ جلال الطالباني، فالسيد رئيس الدولة اكثر المتمسكين بالممارسة القانونية والدستورية مثلما انه اول من يدرك ابعاد هذه الخطوة ومديات توقيتاتها التي جاءت في غير محلها.ربما وهذا اعتقادي الشخصي بان قرار رئيس القائمة العراقية ستنعكس نتائجه سلباً على القائمة نفسها وقد لا اكون متطرفاً عندما اقول بان السادة وزراء القائمة ونوابها قد يجدون في هذا القرار احراجاً لهم مع المرجعيات الدستورية والقانونية التي تقود البلاد وفق الآليات المتفق عليها دستورياً.
لا يوجد في كل انظمة العالم وزيراً لا علاقة له برئيس حكومته وهذا يدركه تماماً السيد علاوي ونظن لو ان السيد علاوي هو الذي يقود الحكومة وتنفرد احدى القوائم الشريكة بحكومته بقرار كالذي اتخذه هو، لكانت هنالك قراءات اخرى لهذا القرار، لكن هذا لا يعني ان قراءاتنا غير موجودة او غير واضحة، بل انها موجودة وواضحة ايما وضوح الا اننا نحتفظ بهذه القراءات لتوقيتاتها الصحيحة على عكس التوقيتات الخاطئة التي زجّ رئيس القائمة العراقية نفسه فيها دون تريث لما ستؤول اليه نتائج الازمات الاخرى وهذا ما فسره حتى المقربون من القائمة العراقية باللعب على حبال الازمة ومحاولة انقلابية في ظل عصر غياب الدبابة والثكنة والبيان رقم واحد.
https://telegram.me/buratha
