بقلم: محمد علي الاعرجي
ما يلفت الانتباه والتساؤل انه في زمن الثورة العارمة للمعلومات والتواصل، ظهرت قنوات فضائية مخصصة للدجل والسحر يديرها أشخاص يدّعون علم الغيب وتفسير الرؤيا وقراءة المستقبل في ظاهرة غريبة .ونلاحظ تهافت الناس من مختلف الأعمار والثقافات على هذه القنوات من خلال الاتصال الهاتفي أو الرسائل القصيرة عبر الموبايل، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضحالة تفكيرهم وابتعادهم عن الله وحصر إيمانهم بهؤلاء المشعوذين ... ونتساءل لماذا الآن ظهرت مثل هذه القنوات وتزامنت مع الحملة الإرهابية المتلفزة أيضا التي يشنها أعمدة الإرهاب العالمي باسم الإسلام متجاوزين كل حدود الله والقوانين الوضعية، بسفك الدماء وانتهاك الحرمات... فهل يريد هؤلاء أن يبينوا للآخرين إن الإسلام هو دين الشعوذة والسحر والإرهاب !؟وإذا أضفنا لذلك، حملات التشهير بالإسلام والإساءة لنبينا الكريم (ص) وتصريحات البابا غير المسئولة وتكريم المرتد سلمان رشدي من قبل ملكة بريطانيا، فإننا نخلص إلى نتيجة واحدة مفادها، أن جميع قوى الشر والحقد على الإسلام تحالفت ووحدت صفوفها في أوسع حلف شيطاني ماكر لهدم ديننا الحنيف، ساعدهم بذلك سرطان الجماعات التكفيرية التي عاثت بالمسلمين فسادا وأحرقت الحرث والنسل بانقيادها الأعمى لفتاوى المندسين على الإسلام بتهجمهم على الرسول وعترته الطاهرة إلى حد الدعوة لإزالة قبورهم من على الثرى وإبادة أتباعهم .. وعند ذلك فقط يطمأن الأعداء ويناموا ملأ جفونهم ... ألا ساء ما يحكمون . وعودا لموضوع فضائيات (كن فيكون) أو قنوات أبو علي، ونسأل أيضا لماذا أبو علي وأم علي بالذات .. ألا توجد أسماء أخرى أم إن ذلك مقصود مثل صواريخ الحسين والعباس التي كان صدام المقبور يقصف بها الأبرياء والأماكن المدنية في حروبه العبثية مع دول الجوار، أو عندما يقرر معاقبة إحدى مدن العراق (الصفوية) أو الكردية لا لشيء سوى أن القائد الضرورة أراد لعب الاتاري أو البلي ستيشن، في وقت كان الإعلام ألصدامي يصور ابن الجنوب العراقي بائسا وجاهلا، في عملية مقصودة الهدف منها هو التنكيل والانتقاص من أبناء هذه المنطقة، ومع الأسف استمر هذا الحال إلى الآن فالمقاطع التمثيلية المضحكة تتعمد استخدام اللهجة الجنوبية حصرا !!وللمغفلين أقول إن الجنوب العراقي هو أصل حضارة وادي الرافدين وهو الرافد الذي لا ينضب للكثير من الرموز الدينية والسياسية والأدبية والفنية التي لا يمكن عدها وحصرها رغم التعتيم والتجاهل السلطوي الغبي، وقطعا فان أمثال أبو وأم علي هم شواذ القاعدة، ولا ينطلي علينا السبب من ظهورهم الآن على هذه القنوات فضلا عن استخدامهم اللهجة العامية الجنوبية . وللمصدقين بجوقة المشعوذين والسحرة عليهم أن يتذكروا صدام، الذي لم تنفعه كل الأدعية و(الحرّز) التي أعدها له دهاقنة الدجل ومن مختلف الجنسيات، علما أن صدام كان يعلم بكذب هؤلاء المشعوذين والسحرة، وإلا لماذا أطال شعر رأسه ولحيته بعد هروبه من بغداد حتى أمسى كشخصية التائه (روبنسون كروسو) مع الاعتبار للفرق الشاسع بين الحفرة والجزيرة . وللشيخ أبو عليوي أقول إن كانت لديك مقدرة خارقة كما تدعي فهلا دللت الأمريكان على مكان بن لادن والنجم التلفزيوني المتأنق أيمن الظواهري وأبو حمزة المصري وأبو عبدالله السعودي وأبو معمر الليبي وأبو بشار السوري وكل جرابيع الصحاري، فقد داخ الأمريكان وملوا من البحث عن هذه الشياطين وباتت قذائفهم الذكية أكثر غباء وتغيّر مسارها نحو بيوت الآمنين، أو تأتي يا أبو عليوي لبلدك المبتلى بالاحتلال والانتحاريين وتعمل ككاشف للعبوات والأحزمة الناسفة وللسيارات المفخخة بدلا من أجهزة السونار التي استوردناها لهذا الغرض وتعطلت مجساتها بسبب كثرة المفخخات وانقطاع التيار وحرارة الجو وندرة المحروقات، وعند ذلك سنقيم لك تمثالا في الصدرية وتلعفر وآمرلي والحلة والنجف والكرادة وكربلاء وديالى وباقي مدن عراقنا الممتحن بأدعياء العروبة والإسلام الذين لا يعرفون من العروبة شيئا سوى ابتكار مبادرات السلام الوهمية مع بني صهيون، ولا يعرفون من الإسلام شيئا سوى السواك وزواج المسيار، وسنقتنع بشيطنتك عندئذ ونفرح لرؤية ابتسامتك الغريبة وقصة شعرك الصبيانية (يامولاي) .
https://telegram.me/buratha