قاسم العجرش
مشهد نحر الرجال ،لا يؤدي الى موتهم وحدهم ، لكنه سيؤدي بالوطن الى قبر عميق، لا قيامة له ولا بعث ولا نشور!
هذا ما يريده قتلة أبناء عشيرة البو نمر في الرمادي، وما أرادوه بقتلهم شباب العراق في سبايكر، وما أبتغوه من مجزرة بادوش، وغيرها من مجازر الوطن.
القتلة الذين قتلوا أبناء البو نمر، إنما نفذوا عملية نحر العراق، من الوريد الى الوريد، وهم بالحقيقة أدوات عمياء، بيد صاحب المشروع التقسيمي، ينفذون إرادته التي تريدنا أن نودع العراق، الى حيث لا مقام له في خرائط الجغرافية، التي ترسم بهمة عالية، بمشرط جراح أمريكي أسمه جون بايدن..
المجازر المتتالية ليست عمليات إنتقام وحسب، ولا منهج إخافة وإرهاب فقط، إنها بالحقيقة تقصد تبعيض الوطن الى بضعة أوطان، والبضعة تزيد عن ثلاثة وتصل الى تسعة!
بيد أن الوطن لن يكون ثلاثة أوطان مثلما يتصور البلهاء، واحد للكورد سيتطور لاحقا الى دولة كوردستان الكبرى، وثان للشيعة والثالث للسنة.
أبدا لن يكون هكذا، فمن قال أن الموصل ستتفدرل مع الرمادي؟! وكيف سيتأتى لتكريت التي أثخن سيدها المقبور بكركوك أن تتفدرل معها؟
أين سيكون مصير التركمان؟ هل سيرحلون جماعيا صوب الأناضول؟
أن المصالح هي التي ستبني الفيدراليات، ومن يقرأ الوجوه الراهنة، والمصالح المتداخلة، سيكتشف أن كلنا لا نعرف ما نريد!
التبعيض بالنتيجة سيمحي الوطن، بممحاة صنعت في أرقى مختبرات أمريكا، وكي تخرج هذه الممحاة متقنة الصنع وتعطي نتائج مضمونة، تعاضد معها أطرافاً عدة، كل له مصلحة بأمحاء شيء أسمه العراق..
تركيا تريد عراقا مطيعا وسوقا لبضائعها الرديئة ولشركاتها الفاشلة، عراق تحت الأبط..وبالتأكيد لا تريده عراقا شيعيا يسبب لها الصداع.
آل سعود المحكومين بعقدة كراهية كل شيء ينتمي لآل البيت عليهم السلام، لا يريدون عراقا فيه نجف أو كربلاء، وأكثر ما يخيفهم هو عراق شيعي قوي ، بل هم يعملون وبلا كلل، على تصفية الأنتماء الشيعي، وإقتلاعه من الوجود..
الأردن هذا البلد الطفيلي منذ نشأته، ما عاد النفط العراقي شبه المجاني، بقادر على إرواء عطشه، وما عادت أموال التجار العراقيين، التي صنعت له مدنا وبنى تحتية، بكافية لإطعام شعبه مع شحة موارده الذاتية، وهو ينظر بعين نهمة الى صحراء الأنبار، وما فيها من فوسفات وكبريت وبترول أيضا..
أهل الخليج يريدون العراق، لكن يريدونه عراق غزلان، وكاظم الساهر و"هله باليلعب جوبي"، مثلما يريدون إيران لكنهم يريدون ايران كَوكَوش والكافيار وبحر قزوين!
كلام قبل السلام: إذا رحل العراق؛ فإنه لن يجد ساعة الوداع، من يودعه فكلنا سنكون الى فناء!..
سلام...
https://telegram.me/buratha