( بقلم : حبيب النايف )
( اصدر ت جبهة التوافق بيانا رفعته للحكومة تطالب فيه باتخاذ بعض الاجراءات والتغييرات التي من شأنها تعديل الوضع الحالي بعد ان حدث تغييب كامل للجبهة في اتخاذ القراروعدم المشاركة في صياغة الوضع الامني وغيرها من النقاط التي تحس الجبهة بانها تمر بدون علمها ).
ان قراءة متأنية لما جاء في هذا البيان يوكد ان جبهة التوافق تعمل من ان اجل عرقلة الحكومة من خلال وضع العصي في طريقها وبالتالي الانقضاض عليها من خلال قيامها ببعض التحالفات مع اطراف وشخصيات مدعومة من جهات عربية لاتهمها مصلحة العراق بقدر اهتمامها بمصالح بلدانها مما حدا بها ان توفر الدعم المادي والمعنوي لتلك الفئات لغرض ارباك الوضع وحدوث ثغرات معينة وتحميل الحكومة تبعيتها من اجل ايجاد الذرائع والحجج للاساءة اليها والتشكيك بولائها ومنعها من تنفيذ البرنامج الحكومي لكي تنقض عليها بأعذار واهية وغير منطقية بعد ان تورط كثير من عناصرها وكوادرها ومن خلال التصريحات المتواصلة من على الفضائيات بعدم اهتمامها بما يجري وإنما عملت بكل إمكانياتها بدعم العناصر الارهابية والجماعات المسلحة التي تشن حرب ابادة على الشعب العراقي وهذا واضح من المطالبة المستمرة للجبهة باصدار عفوعام يشمل المجرمين والقتلة الذين مارسوا الارهاب بكل انواعة وبالتالي جعلوه سببا يطرحوه في اية لحظة انطلاقا من حماية حقوق الانسان كما يدعون متنايسن ان هؤلاء المجرمين هم اكثرالناس ايغالا وتدميرا للابرياء . وهذا يدلل ان هذه المطالب انما هي امتداد لنواياها وما يدور خلف الكواليس من مناقشات لاجهاض العملية السياسية وبالتالي العمل على زعزعة الوضع من جديد من جل اعادة العناصر السابقة والترويج لافكارها البالية وكذلك التشكيك بالقيادات الحالية وعدم استطاعتها من ادارة البلاد لاعتمادها على عناصر طائفية وتهميش دورهم وعدم اعطائهم الفرصة التي تجعل منهم شريك حقيقي في اتخاذ القرار .
ان تلك النوايا المبيتة مسبقا والمشككة بكل شيء تدلل على عمق التناقض وعدم وجود الثقة المتبادلة فيما بينهم مما يجعلهم يناقشون الامور بشكل هادىء يبعث الثقة بين الاطراف المشتركة في العملية السياسية ويدفعهم لتوحيد جهودهم من اجل دفع عملية التغيير للامام لكن الذي يجري عكس ذلك لن معظم العناصر التي تضمها الجبهة تكن العداء بداخلها لما حدث بعدة 9/4/2003 وقد اعلنت ذلك صراحة من خلال دفاعهم عن رموز النظام السابق وتبنيهم لما يقولون بعد ان اختفى اؤلئك الأقزام تحت الارض خوفا على حياتهم من غضب الشعب لانهم كانوا السبب في الماسات التي يعيشون فيها لحد الان فاصبحوا الناطقين باسمائهم مشوهين الحقائق وزارعي الرعب والشك في نفوس الاخرين من خلال دعمهم للتفجيرات وتعاونهم مع دول الجوار التي لايسعدها استقرار الوضع فعملت جاهدة لعقد مؤتمرات المصالحة الوطنية القصد منها تقريب البعثيين والعناصر المشكوك بولائها للوطن مستغلين بذلك ضعف الامريكان الذين احسوا انهم تورطوا بالعراق فبقوا يتخبطوا في سياستهم من خلال اعتمادهم على بعض المعلومات الخاطئة التي تصل اليهم من بعض الدول العربية لاثارة الفتنة الطائفية مما جعلهم يسيرون وفق اهواء هذا الطرف او ذاك لارضائه فازدات اعمال العنف في مناطق معينة من بغداد نتيجة ذالك.
ان ماجاء في بيان الجبهة عن العلاقة بالدول العربية يدلل على قصور واضح في فهم العلاقة وارتماء كامل للجبهة في احضان بعض الدول العربية محملة الحكومة مسؤلية توتر العلاقة بالرغم من بذلها جهود حثيثة من اجل تطبيع هذه العلاقات لكنها لم تجد آذان صاغية بالرغم من الزيارات المتواصلة التي قام بها الاستاذ جلال الطالباني رئيس الجمهورية وكذلك الاستاذ نوري المالكي رئيس الوزراء لبعض الاقطار العربية واصرار العراق على انعقاد مؤتمرات المصالحة الوطنية في شرم الشيخ في مصر بالرغم من بعض الجهات اصرت في عقده بتركيا وهذا يدلل على النوايا الحسنة التي يكنها العراق لهذه الدول لكنها ولا صراها على تدمير العراق تمادت في سياساتها المعادية التي تعتبر عائق في تطوير هذه العلاقات حيث نلاحظ ان السعودية رفضت استقبال رئيس الوزراء وهذا يدلل على عمق الهوى بين الطرفيين وكذلك الدعم المتواصل التي تقدمه سوريا للعمليات الارهابية واعداد المرتزقة وارسالهم الى العراق للقيام بعمليات القتل والتدمير وايوائها للعناصر القيادية التي تقوم بالتخطيط والتهيئة لجمع الاموال لدعم تلك العمليات واخرها القبض على مجموعة من الارهابين بسيارة وبداخلها 200 حزام ناسف مهيأة ومعدة هناك .كما نلاحظ ان مصر رفضت استقبال العراقيين وعدم دخولهم الا تحت ظروف مشددة واجراءات صارمة تجعل صعوبة الدخول بالنسبة للعراقيين فقط .كما قام الرئيس اليمني علي عبد اللة صالح من استقبال مجموعة من اليمنيين الذين كانوا يقاتلون بالعراق وبقاعدة عسكرية وغيرها من الحالات الكثيرة التي تثبت بما لايقبل الشك بتدخل العرب في شؤوننا .
ان الدلائل تشير بان العراق سعى جاهدا لاستمالة دول الجوار الى جانبه وذلك من اجل توحيد الجهود واتخاذ موقف حازم من اجل الحد من اعمال العنف والمساهمة في الاعمار بدلا من صرف الاموال لهذا الطرف اوذاك لاستمرار الفوضى التي تكون عواقبها المستقبلية وخيمة حتى على دول الجوار ذاتها .لكن الجبهة تناست هذه المواقف لتزن الامور وفق نظرة احادية وتتعامل مع القضية من جانب واحد يتم تهيئته لصالحها واعتبار الحكومة مقصرة بذلك لغرض الحصول على مكاسب ومنافع وقتية يستفاد منها أعضائها المتنقلين بين عواصم تلك الدول لجمع التبرعات والاموال لمجاميع يدعون انهم يتعرضون للاضطهاد والتهميش .
ان هذة المواقف التي تصدر من جبهة التوافق تدلل على التخبط الذي يرافق تصرفاتها بعد ان احست بعدم إمكانيتها من التواصل واثبتت عجز أعضائها من اداء مهامهم الوطنية وذلك لارتباطهم المباشر او غير المباشر مع جهات معينة تحركها وفق ماتريد مما يدفعها لاتخاذ مواقف مكشوفة ومعبرة عن سوء نية مبيتة وبالتالي تقود الى طريق مسدود بالرغم من الدعوات التي توجه لهم والامتيازات التي حصلوا عليها واستطاعت ان توصل اغلب اعضائها الرئيسيين الى مناصب حساسة في الدولة تجعل منهم مشاركين حقيقيين في صنع القرار الذي يتطلب منهم جزء من الحل لكنهم ارتضوا لنفسهم ان يكونوا جزء من المشكلة والترويج لها بعد ان أيقنوا عن عدم قدرتهم على التواصل فنرى احد اعضائها الرئيسيين يدعوا اكثر من مرة لرفع السلاح بوجه الحكومة والتذرع بأتفه الاسباب للاساءة لها وعدم التعامل معها على اسا س وطني ومخلص وانما وفق مايطلب منه ويوجه اليه ليكون بذلك اداة تحرك من قبل الاخرين بدلا من الجلوس الى مائدة المفاوضات وحل كل المشاكل والقضايا المعلقة بروح جدية ومشاركة واسعة بدون تشنج وعدم وجود رغبة في الوصول الى حل يرضي الجميع .
https://telegram.me/buratha